وافق لبنان على الدعوة الروسية التي تلقاها لجهة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد في سوتشي في روسيا للمفاوضات حول سوريا بمشاركة الاطراف المعارضةوالموالية لسورية . نقل الدعوة الى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين الاسبوع الماضي . انتدب باسيل مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غدي خوري لتمثيله والسفير لدى روسيا شوقي بو نصار ,اللذان غادرا الى المنتجع الروسي عن طريق موسكو للقيام بالمهمة التي أنيطت بهما وهي المشاركة في اعمال المؤتمر بصفة مراقب ،لان الحوار بين السوريين هو الموضوع الأساس لهذا المؤتمر . وقال مصدر في قصر بسترس : إن موسكو تعتبر ان لبنان الذي يستضيف حوالي مليون ونصف المليون نازح سوري يهمه ايجاد حل لهذه الازمة التي ينوء تحتها نظرا الى التداعيات السلبية التي يتحملها من ديمغرافية ومالية واقتصادية وصحية وتعليمية وديون من جراء النازحين تراوح العشرين مليار دولار اضافة الى الخطر الامني واندساس خلايا ارهابية في عداد التجمعات السورية ،لجميع هذه الاسباب يعتقد المصدر عينه ان الحكومة اللبنانية معنية بالحوار الذي سيجري في سوتشي . لذا وجهت له الدعوة للمشاركة بصفة مراقب .كما وجهت دعوات الى الاْردن والعراق و الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن . اما بالنسبة لتمثيل لبنان وباقي الدول المدعوة فقد ترك لمسؤوليها تحديد مستوى التمثيل على اساس انه فقط للمراقبة وفقا لمصدر ديبلوماسي . واضاف ان موسكو تهدف من اشراك المدعوين من الدول في هذا المؤتمر بصفة مراقب مشاهدة وسماع النقاشات التي ستجري بين المشاركين فتتخذ المواقف المرتكزة على تقارير مندوبيها الذين شاركوا في مؤتمر سوتشي لتأييد الحل السياسي وليس فقط المراقبة . صحيح ان الولايات المتحدة الاميركية ليست راضية على مؤتمر سوتشي وسحبت تنظيما يؤيدها من المشاركة لكن موسكو أبلغتها ان هذا المؤتمر يمكن اعتباره لبنة أساسية في التسوية السياسية ويساعد مسار جنيف ويعتمدعلى قرار مجلس الامن 2256. ومن المعروف أن الاطراف الثلاثة الدائمة التي تنظم هذا المؤتمر لها دورها فالخطوط الهاتفية مفتوحة بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكل من وزير الخارجية التركي محمود جاويش اوغلو والايراني محمد جواد ظريف لمزيد من التنسيق وتركيز لجدول اعمال المحادثات بين الاطراف المتنازعة . أما مستوى التمثيل في المؤتمر فهذا شأن خاص يعود لكل دولة.
سألت البروفسور في الجامعة اللبنانية الاميركية. الدكتور سامي بارودي ما هو الهدف الروسي من دعوة لبنان الى مؤتمر سوتشي بصفة مراقب فاجاب اولا : لإعطاء المؤتمر المزيد من الشرعية حتى لو لم تشارك الولايات المتحدة فيه.
ثانيا : لابراز
مكانة الدبلوماسية الروسية على قدرتها على تجييش الدول العالمية والإقليمية والعربية لمبادرات تطرحها موسكو .
ثالثا : تقدير موسكو لموقع لبنان في المنطقة و عدم تهميشه خلال إنضاج طبخة الحل السياسي للازمة السورية . رابعا : لا تترك اية مشاركة للبنان في مؤتمر سوتشي اية تداعيات سلبية عليه ولا اي ضرر طالما ان المشاركة هي بصفة مراقب ؛ لكن لا مانع من الاطلاع على تفاصيل المناقشات بين المتفاوضين من أهل النظام ومعارضيهم لا سيما ان لبنان يستضيف حوالي مليون ونصف المليون نسمة من النازحين السوريين الذين قصدوا مختلف مناطقه من دون استئذان السلطات المختصة . خامسا : تقدّر روسيا دور لبنان وتعتبره عامل استقرار في الشرق الاوسط
ورأى بارودي ان دعوة روسيا ليس فقط للبنان بل لدول الجوار ولدول اقليمية وعالمية قبولها المشاركة بصفة مراقب يظهر موسكو بانها لاعب إقليمي على دول المنطقة وان اشراك المدعوين من الدول بصفة مراقب في المنطقة في مؤتمر سوتشي لا يعني انه مقتصر فقط على سوريا
و ختم بارودي نظرا الى التقدير الروسي لمكانة لبنان في المنطقة ان يستفيد بتقوية علاقاته معها لعدة أسباب منها كسب بعض المساعدات على المدى الطويل مثل النفط وفائض العملات الصعبة . كما يمكن للبنان الاتكال على موسكو لحمايته من اعتداءات إسرائيلية .