قالت مصادر حزبية لبنانية ان من سرب الفيديو الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل مع مناصريه في احدى قرى البترون، وقال ما قاله بحق رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأنه "بلطجي"، اضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي، ساهم في تأجيج الصراع بين التيار الوطني الحر وحركة امل .
ورأت ان كلام باسيل مرفوض، كما ان التعرض لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قبل نواب ووزراء في الحركة، مرفوض ايضا، وان دخول المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى على الخط ليس مستحبًّا ايضا .
وقالت مصادر سياسية متعاطفة مع التيار الوطني الحر ان حل الازمة الحالية لا بد وان يكون عبر معالجة الاسباب التي أدت الى تفاقمها، مشيرة في هذا الإطار الى الأسلوب المتبع في المجلس النيابي سواء المتعلق في درس القوانين او طرحها، او في ادارة الجلسات، خاصة وان التيار الوطني الحر عانى الكثير من تهميشه في هذا السياق .
ورأت مصادر سياسيّة اخرى ان وزير الخارجية تخطى في كلامه المتعارف عليه في الخلافات السياسية وتطرق الى الامور الشخصية، وهذا ما أدى الى ما وصلت اليه هذه الازمة.
وتعتقد هذه المصادر ان ردات الفعل التي أطلقها مسؤولون في حركة امل تفي بالغرض للرد على باسيل، مع استثناء واحد اذا ما ثبتت صحته من ان أحدهم الذي قيل انه نجل احد الوزراء، غرّد قائلا "ملعون هذا الزمن الذي قبلنا فيه بالعميل ميشال عون رئيسا للبنان المقاوم".
واضافت المصادر حتى ولو ثبت انه ليس نجل وزير فان مثل هذا الكلام يجب ألاّ يمر دون محاسبة، خاصة وان القانون اللبناني يلحظ هذا الامر ويمنع التعرض لرئيس البلاد لا سيّما وان مثل هذا الكلام فيه الكثير من التجنّي وان رأي الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في هذا المجال معروف وعبر عنه علنا مشيدا بوطنية ومصداقية الرئيس.
ولفتت المصادر ان ما قام به انصار حركة امل في ابيدجان داخل السفارة اللبنانية وقولهم من ان الوزير جبران باسيل غير مرحب فيه في هذا البلد الأفريقي عمل يسيء الى اللبنانيين في بلاد الاغتراب، اضافة الى عدم احترام الدولة التي يعملون فيها .
وتمنت المصادر ان تنجح الاتصالات المكثّفة والتي بدأت منذ ساعات الصباح الاولى لوضع حد لهذا الخلاف، وألاّ يتدحرج الى ما هو ابعد من الاشتباك الإعلامي، لان ذلك سيكون بالتأكيد خسارة للجميع، وان الخاسر الأكبر سيكون لبنان ومعه الحزب ومحوره الذي يحرص رئيس المجلس النيابي ووزير الخارجيّة على متانته ليصمد في مواجهة اسرائيل .
واستنتجت المصادر بأن على بري ان يقبل ويقتنع بأن العماد ميشال عون هو رئيس الجمهورية اللبنانية، ولديه خلفية شعبية مسيحيّة بحجم خلفيّته الشيعيّة، وانه ليس موظفا سابقا يمكن التعرض له دون ردّة فعل من جمهوره، وان يقوم باسيل بخطوة ما سواء كانت الاعتذار او غيرها من الصيغ، تعبر عن احترامه لشخص بري، وان يفعل وزراء ونواب حركة امل الشيء نفسه تجاه رئيس الجمهورية، وألاّ يتباطأ حزب الله في ايجاد ضوابط سليمة لقواعد الاشتباك السياسي بين حليفيه، خصوصًا وانه لا يوجد معطيات تؤشر الى نهايته او انحساره، قبل ان تتفاقم الازمة وتطيح ربما بالانتخابات النيابية والدستور والطائف، وتعيد لبنان الى اجواء تهدد الاستقرار السياسي الذي تعتبره معظم الدول القريبة والبعيدة كشرط أساسي لعدم دخول لبنان في المجهول.