أكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن "هناك حاجة ماسة إلى جهد دولي منسق لاحتواء السياسات العدائية الصارخة لإيران والحد من برنامجها للصواريخ الباليستية"، مشيراً إلى أن "إيران تبنت أجندة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي الإقليمي. وأضاف سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت تأمل أن يؤدي الاتفاق النووي مع إيران إلى تشجيع طهران على تبنّي سلوك معتدل في المنطقة، إلا أن ذلك لم يحدث ولسوء الحظ، حيث تبنّت إيران أجندة طائفية تهدد النسيج الاجتماعي الإقليمي".
وأشار إلى أن "نتائج السلوك الإيراني على المدى الطويل قد تكون كارثية"، مؤكداً أن "هناك حاجة إلى جهود دولية منسقة لاحتواء النهج العدائي لإيران، ووقف تهديد برنامجها للصواريخ الباليستية لحل تلك المشكلة"، لافتاً إلى أنه "في الوقت الذي تتوحد فيه الجهود العالمية لمواجهة التهديدات النووية، نحتاج الآن إلى شركائنا الدوليين بما فيهم الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذا التحدي".
ولفت إلى انه "قد يقول البعض إن هذا أمل غير واقعي، وإن القضايا الأمنية في المنطقة لم ولن تكون ضمن مناقشات الاتفاقية النووية مع إيران، وسوف تختفي حتمياً في ثنايا الاتفاقية، غير أن دولة الإمارات لا توافق على ذلك، ومن دون تحقيق تقدم كبير في حل هذه المشكلات، فإن الاتفاقية سوف تفشل لا محالة، وإذا سمحنا لإيران أن تستمر في طريقها العدواني، سوف تفقد الاتفاقية فحواها ومعناها".
ودعا بن زايد إلى "اتفاقية جديدة مع إيران لكبح جماح سلوكها الإقليمي"، موضحاً أن "ما نحتاج إليه هو اتفاقية جديدة تحقق ثلاثة أهداف: تخفيض قدرة طهران على دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية في المنطقة، وتخفيض قدرة الحرس الثوري على إشعال النزاعات وتدمير الدول الأخرى، وتجفيف فعالية برنامج إيران للصواريخ الباليستية لتكون في حدود معقولة، ومنعه من التوجه إلى المدنيين الأبرياء في الدول المجاورة"، مؤكداً أن "هذه المطالب عادلة ومعقولة، وهي أيضاً الشروط الأساسية للعلاقات الودية وتحسين التعاون الإقليمي".
وعبر عن أمله في "المزيد من الحزم الدولي تجاه إيران"، مشيراً إلى أن "الامارات تتمنى أن يساعد المجتمع الدولي بمزيد من الاهتمام والعزم على كبح جماح السلوك الإيراني الإقليمي، كما فعل مع المشكلة النووية، ويمكن للدول الأوروبية أن تسهم في ذلك جيداً، بما لها من خبرة وقوة في توجيه الاتفاقيات النووية، ونحن على استعداد للتعاون مع الشركاء الأوروبيين للدخول في هذه العملية من أجل السلام والاستقرار الإقليميين ولمصلحتنا جميعاً".