الانتخابات لن تؤجل! موقف جازم لرئيس مجلس النواب نبيه بري أمام المتضامنين معه من نواب وزراء ومسؤولين في الأزمة المستجدة بينه وبين رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. فهل زادت حقًّا خسارة باسيل داخل "الوطني الحرّ"؟.
قنوات تهدئة الأجواء محصورة بحزب الله، أما الانتخابات النيابية، فالتحضير لها يطغى على كل الخلافات. والتحالفات تُدرس بين الحلفاء والخصوم.
لكنّ تداعيات الخلاف المستجد غيّرت في خارطة طريق تحالفات حركة أمل والتيار الوطني الحر والى جزين-صيدا درّ، حيث اتخذ تيار "المستقبل" قرار ترشيح سُنّي واحد على لائحته وهي النائبة بهية الحريري كما قرر التحالف مع رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد والتيار الوطني الحر...
وفِي حال اتّفق التياران الأزرق والبرتقالي فإن المستقبل سيسمّي المرشّح الكاثوليكي على اللائحة وبذلك يكون للتيار الوطني مرشّحان مارونيّان هما على الأرجح النائبين زياد أسود وأمل أبو زيد.
ويكون الكاثوليكي تعويضا للمستقبل عن خسارة المقعد السني. وهو اختار اسم وليد مزهر ابن بلدة بقسطا والمدير المالي للجامعة اليسوعية ومستشفى اوتيل ديو وعضو مجلس إدارة كهرباء لبنان، القريب من تيار المستقبل والمقبول في الشارع العوني.
وفِي دراسة للأحجام يملك تيار المستقبل على مساحة الدائرة الانتخابية صيدا-جزين ١،٨ من الحاصل الانتخابي الامر الذي يسمح له بحسب رأيه بتسمية مرشّح ثانٍ خصوصا وأن المعركة الانتخابية تاريخيا في جزين تتمحور على المقعد الماروني.
وفِي حال التوافق على هذه اللائحة يصبح أكيدا فوزها بكامل أعضائها بحسب ماكينة تيار المستقبل. اذا فالمرشّح الماروني الأقوى في جزين والمحسوب على حركة أمل ابراهيم عازار الذي تُجمع الإحصاءات أنه يملك أكثر من سبعة آلاف صوت منفردا لا يستطيع الوصول الى الحاصل الانتخابي ليخرق اللائحة، كذلك لا يمكنه التحالف مع المرشّح الكاثوليكي الأقوى عجاج حداد كون الأخير مرشّح القوات، ولا يمكن أن يصوّت حزب الله للائحة القوات في وجه اللائحة المقابلة. وتقدّر الإحصاءات أن القوات تملك ستة آلاف صوت.
وبذلك يكون باسيل استطاع وللمرة الثانية اخراج بري من جزين وهذه المرة عن طريق رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل.
فهل سيرضى رئيس الحكومة بتغييب اكثر من ١٣ الف صوت مسيحي عن التمثيل في قضاء جزين؟ وهذا الرقم الذي سبق وحصل عليه عازار وحداد في الانتخابات السابقة؟.
لكن موضوع ضمّ اسامة سعد الى لائحة المستقبل يرتبط بتفاهم عريض يبدأ من صيدا ولا ينتهي بالمقعد السني في دائرة شبعا-حاصبيا حيث ينوي المستقبل ترشيح هلال صعب نجل رئيس بلدية شبعا محمد صعب أو عضو المكتب السياسي في التيار زياد ضاهر.
ناهيك عن زحلة حيث بات أكيدا عدم ترشيح النائب عقاب صقر وخروجه من التركيبة السياسية، والامر لا يزال متروكا للمفاوضات مع الحلفاء ومع قوى الثامن من آذار.
حتّى الآن هذا موقف تيار المستقبل وهذا مسعى الحريري في صيدا، أما بعد فالتحالفات قد تتبدّل وما يجري على خط معراب قد يخلط الأوراق ناهيك عن وعود انتخابية كثيرة تربك رؤساء الكتل والأحزاب. الا اذا قرّر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة خوض المعركة في وجه المستقبل وتحالف مع وزير العدل الأسبق أشرف ريفي والقوات اللبنانية. فلكل حادث حديث.
هو قانون جديد بوجوه تقليديّة لكنّ الأكيد أن الحاصل الانتخابي والتفضيلي عقدتان لن يكون سهلا على المرشّحين أكثر من الناخبين حلّهما.