إذا كان تحالف حزب الله وحركة أمل مرتاحاً لناحية عدم تمّكن أي فريق أو حلف سياسي من خرق لائحته الإنتخابية في دائرة صور-الزهراني (٧ مقاعد) والسبب يعود الى عدم قدرة أي فريق على تأمين الحاصل الإنتخابي المطلوب، وإذ كان الثنائي الشيعي مطمئناً أيضاً لدائرة مرجعيون–حاصبيا–بنت جبيل–النبطية (١١ مقعداً)، التي، وإن إجتمع خصومه فيها على رغم تناقضاتهم السياسية (تيار المستقبل، الحزب الشيوعي، آل الأسعد) في لائحة واحدة، لن يتمكنوا من الفوز بأكثر من مقعد واحد، فوضع الثنائي الشيعي نفسه مختلف في دائرة بعلبك-الهرمل. هذه الدائرة التي تعتبر الخزان الشعبي لحزب الله، والتي إعتاد الأخير في زمن القانون الأكثري، على إقفالها إنتخابياً والفوز بكامل مقاعدها، باتت قيادته على قناعة بأن لائحتها فيها ستخرق بمقعد أو مقعدين بسبب القانون الإنتخابي الجديد القائم على النسبية في ١٥ دائرة وبصوت تفضيلي واحد في القضاء. وفي هذا السياق يكشف خبير إنتخابي، ان "الحزب مهتم جداً بوضع خطة لتوزيع أصواته التفضيلية في الدائرة المذكورة، يهدف من خلالها الى إختيار هو بنفسه، طائفة المقعدين الذين سيخسرهما لمصلحة خصومه، وهنا المقصود بخصومه، إما تيار المستقبل لأن في الدائرة عدد كبير من الأصوات السُنّية الموزعة بين عرسال وبعلبك ومعربون وغيرها من البلدات والقرى، والقوات اللبنانية التي تتمتع بثقل إنتخابي في بلدة دير الأحمر ومحيطها، هذا إذا سلمنا جدلاً بأن التيار الوطني الحر الذي يملك في الدائرة أيضاً قوة إنتخابية لا بأس بها، سيكون على تحالف مع حزب الله". الخبير الإنتخابي نفسه يعتبر إنطلاقاً من استطلاعات عدة أجراها، أن الحزب سيخسر حكماً مقعداً سنياً واحداً من إثنين في بعلبك–الهرمل، وبالتالي سيضع كل ما لديه من خطط إنتخابية للحفاظ على المقعد السني الثاني، نظراً لما يهمه التنوع الطائفي والمذهبي في كتلة الوفاء للمقاومة، لذلك سيعمل على إعطاء أحد المرشحين السنيين على لائحته عدداً كبيراً من الأصوات التفضيلية تمكنه من الفوز، على حساب المرشح السني الثاني المحسوب على تيار المستقبل.
وبقدر ما يهم المقعد السني حزب الله، هو مهتم أيضاً بالحفاظ على المقعد الماروني الوحيد، الذي يشغله اليوم النائب اميل رحمه، وفي هذا السياق تقول مصادر مقربة من الحزب، أن ما من مشكلة لدى الأخير بأن يكون المقعد الثاني الخاسر على لائحته شيعياً، إضافة الى أحد المقعدين السنيين، لأن في الدائرة ٦ مقاعد للشيعة، مقابل مقعدين للسنة واحد للموارنة وواحد للروم الكاثوليك، وهنا تشرح المصادر المقربة من الحزب بالقول، "أن يفوز مرشح شيعي محسوب على تيار المستقبل وحلفائه كغازي يوسف وأمين وهبي أفضل بكثير من أن يفوز مرشح القوات اللبنانية".
إذاً، بما أن فوزه بأكثرية مقاعد الدائرة محسوم وغير قابل للنقاش، سيكون همّ حزب الله في بعلبك–الهرمل (١٠ مقاعد) أولاً، الحفاظ على المقعد الماروني الوحيد، وثانياً، على مقعد سني من إثنين، عندها ستكون قيادته راضية عن النتيجة، لأن المقعدين الخاسرين وإذا كانا من حصة الشيعة والسنة في بعلبك– الهرمل، يمكن تعويضهما في زحله والبقاع الغربي وبيروت، لكن المقعد الماروني وإن خسره الحزب، سيكون من الصعب عليه تعويضه في الدوائر الأخرى.