أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ هناك تكتيكاً غير استراتيجي وغير شامل على ما يبدو يعتمده وزير الخارجية جبران باسيل على خلفية الخلاف الحاصل بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مشيراً إلى أنّ الوزير جبران باسيل لا يمكن أن يكون خارج خط المقاومة والممانعة في العلاقة مع إسرائيل، لافتاً إلى أنّ هذا الأساس هو الذي أوصل الوزير جبران باسيل إلى هذه المرحلة.
وفي حديث إلى تلفزيون "MTV" ضمن برنامج "بيروت اليوم" أدارته الإعلامية منى صليبا، شدّد أبو فاضل على أنّ الوزير جبران باسيل لا يمكن أن ينتحر سياسياً، لكن يبدو أنّ لديه استراتيجية جديدة تتماشى مع المرحلة الحالية، ولا سيما مرحلة الانتخابات، موضحًا أنّ الوزير باسيل لديه اتفاق لا تفصم عراه مع الرئيس سعد الحريري، وأشار إلى أنّ هناك العديد من المواضيع المتشابكة اليوم على هذا الصعيد.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ تصريح باسيل عن خيارات حزب الله الداخلية أتى على خلفية أزمة المرسوم بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري، مشيراً إلى أنّ الحزب كان قد أبلغ الفريقين رفضه التدخّل أو التوسّط بينهما، وذلك حتى لا يخسر أحد حليفيه، وبالتالي نأى بنفسه عن هذا الموضوع.
باسيل أصبح الرقم واحد
واعتبر أبو فاضل أنّه من غير الممكن القول أنّ الوزير جبران باسيل انتقل من محور إلى آخر، لافتاً إلى أنّه أكد في حديثه الأخير أنّه يؤيد حزب الله على المستوى الاستراتيجي، وشدّد على أنّ التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل أصبح بعد ما حصل مع الرئيس نبيه بري الرقم واحد عند المسيحيين، مؤكداً أنّ وضع التيار تحسّن كثيراً بنتيجة ما حصل.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه يرفض عبارة "بلطجي" ويستنكرها، إلا أنّه لفت إلى أنّ الوزير جبران باسيل أبدى أسفه على استخدامها، وأشار إلى أنّ أزمة الفيديو طويت صفحته الآن، بنتيجة الاتصالات التي حصلت، وأثمرت اتصال الرئيس ميشال عون بالرئيس نبيه بري لحلحلة الوضع. لكنّه لفت إلى أنّ الاتصال لم ينه أزمة المرسوم مثلاً، وبالتالي فنحن أمام لا اتفاق ولا هدنة.
ورفض أبو فاضل الحديث عن طابور خامس دخل على الخط، واعتبر أنّ ما حصل في الحدت كان في إطار الضغط لتسريع عملية التفاوض، خصوصًا أنّ الرئيس ميشال عون كان يتريّث في الاتصال بالرئيس بري، وهو ما حصل بالفعل، كاشفاً في الوقت عينه أنّ الرئيس الحريري ذهب إلى بعبدا ليكون إلى جانب الرئيس عون أثناء الاتصال، ولكنّ الاتفاق على الاتصال حصل قبل مجيء الرئيس الحريري إلى بعبدا.
إشكال الحريري – بري سيُحَلّ
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ التحالف بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل اليوم قوي، مستبعدًا أن يستطيع أحد الدخول على خطه في هذه المرحلة، وأشار إلى أنّ الإشكال بين الرئيس الحريري والرئيس نبيه بري سوف يُحَلّ، لافتاً إلى أنّ العلاقة بينهما تمرّ اليوم ببعض الفتور لأنّ الرئيس الحريري بات في قصر بعبدا وليس في عين التينة، بعدما وقّع الرئيس عون على مرسوم الأقدمية، رغم أنّه كان قطع وعدًا للرئيس بري بعدم القيام بذلك.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ حزب الله يعمل الآن ليخرج لقاء الثلاثاء بنتيجة على صعيد أزمة المرسوم، لافتاً إلى أنّ هناك أفكاراً متعدّدة يتمّ بحثها، إلا أنّه دعا لعدم التفاؤل كثيراً، لأنّ الكيمياء مفقودة، ولكن عند حصول اللقاء بين الرئيسين عون وبري يمكن أن يتفقا.
الحكومة لن تسقط
وأكد أبو فاضل أنّ الحكومة لن تسقط، وهي ستجتمع الأسبوع المقبل، وكذلك ستجتمع اللجان النيابية، وأشار إلى أنّ أداء الحكومة مرهون بما سيحصل يوم الثلاثاء، وليس بالضرورة أن يصبح متعثّراً كما يرجّح البعض.
ولفت، رداً على سؤال، إلى أنّ حزب الله متمسّك بعلاقته مع التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل، لأنّه يدرك أنّ القوات والكتائب لا تغطيانه في الداخل، وهو لن يراجع الوزير باسيل على خلفية تصريحاته الأخير، مشدّداً على أن الأخير يدرك مكانته على هذا الصعيد، خصوصًا أنّ الرئيس عون والتيار أصبح هو الغطاء الشرعي للمقاومة، كما أنّ الرئيس نبيه بري هو غطاء رسمي للمقاومة، ولذلك حزب الله يتمسّك بالجانبين.
وردّ أبو فاضل عدم مشاركة الوزير جبران باسيل في مؤتمر أبيدجان إلى وجود خطر عليه، لافتاً إلى أنّ ما كان يهمّه هو أن ينجح المؤتمر، وهذا الأمر حصل، وقد أبلغ بالخطر عليه بعد وصوله إلى هناك، وهو ما تبلغه من عدّة أجهزة أمنية، مشيراً إلى أنّ القارة الأفريقية هي أيضًا معقل الشيعة، وكان يمكن أن يتعرّض لبعض السهام، وهو ليس مضطراً أن يخاطر.
التهديد الإسرائيلي للبنان جدّي
ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل أن يكون الوزير جبران باسيل يقدّم أوراق اعتماده لأطراف خارجية بالهجوم على حركة أمل، وانعكاس ذلك على علاقته بالثنائي الشيعي، لافتاً إلى أنّ حزب الله يعي ذلك، رغم كلّ ما يُقال ويُشاع، وأكد أنّ اتفاق الرئيس ميشال عون والمقاومة متين وثابت، ولا يستطيع أحد زعزعته.
ونبّه أبو فاضل إلى أنّ إسرائيل تحضّر لشيء ما في المنطقة، وخصوصًا في الجولان السوري، ويمكن أن تمتدّ العملية إلى هنا، مشيراً إلى أنّ لجنة الارتباط بين الضباط اللبنانيين والإسرائيليين ستجتمع يوم الاثنين بوجود اليونيفيل، محذراً من أنّ استمرار الإسرائيليين بالعمل على الجدار يمكن أن يؤدي لحرب مع لبنان.
وشدّد أبو فاضل على أنّ التهديد الإسرائيلي للبنان جدّي، وهذا الذي جعل حزب الله يضرب يده على الطاولة ويدعو حلفاءه للتفاهم، وجدّد انطلاقًا من ذلك تمسّكه بالمعادلة الثلاثية الذهبية، كما وصفها، وقوامها الجيش والشعب والمقاومة، مشيراً إلى أنّنا إذا كنا متفقين، نضمن أن لا تحصل حرب.
حزب الله يسعى للحصول على الأكثرية
ورداً على سؤال، حذر أبو فاضل من أنّ الانتخابات يمكن أن تطير إذا حصل حادث أمني، على غرار حصول حرب إسرائيلية، وأكد أنّ حزب الله يسعى للحصول مع حلفائه على الأكثرية في المجلس النيابي المقبل، وليس فقط الثلث، مستبعدًا في الوقت نفسه أن تفوز لوائح الثنائي الشيعي بكامل أعضائها، مرجّحاً أن يحصل خرق.
وأكد أبو فاضل أنّ لا خوف على الرئيس بري الذي سيعود رئيسًا للمجلس النيابي، وإن رجّح حصول بعض الزكزكة على هذا الصعيد، بالنظر إلى الكيمياء المفقودة بين الرئيس بري والوزير باسيل، ولفت إلى أنّ صعود التيار الوطني الحر في الأسبوع المنصرم على المستوى الشعبي لا يريح الرئيس بري، مرجّحاً أن تكون خسارة التيار في الانتخابات المقبلة قد تقلصت بنتيجة ما حصل.
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ لا مؤشرات حتى الآن على ما إذا كانت السعودية ستتدخل في الاستحقاق الانتخابي المقبل، لكنّه لفت إلى أنّ فتح مكاتب قناة "العربية" في بيروت من جديد بعد انقطاع سنة وثمانية أشهر يمكن أن يكون مؤشرًا إلى حد ما.
التحالفات الانتخابية على القطعة
ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك تحالفاً انتخابياً بين حزب الله والتيار الوطني الحر، موضحًا أنّ التحالفات الانتخابية ستكون على القطعة، بحيث ستكون لكلّ منطقة خصوصيّتها، مشيراً إلى أنّ التيار سيتحالف في تيار المستقبل حيث تقتضي مصلحته ذلك، وسيتحالف مع حزب الله أيضًا في دوائر أخرى.
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الطاشناق يحاول التوفيق بين النائب ميشال المر والتيار الوطني الحر، لافتاً إلى أنّ الطاشناق والمر يريدان الاتفاق مع التيار نظراً لتعقيدات الحاصل الانتخابي، وتحدّث عن اجتماع عقد في القصر الجمهوري بين النائبين ميشال المر وهاغوب بقرادونيان والرئيس ميشال عون، إلا أنّه أشار إلى أنّ الوزير جبران باسيل يتريّث في بتّ هذا الموضوع.
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ القوات اللبنانية ليس لديهم الحاصل الانتخابي في المتن، أشار إلى أنّهم إذا تحالفوا مع النائب ميشال المر، فإنّ الأخير هو من سيكسب، وأكد أنّ جميع الفرقاء يدرسون في هذه المرحلة حساباتهم، وخصوصًا بالنسبة للصوت التفضيلي.
بري يريد ضمانات
واعتبر أبو فاضل أنّ شدّ الصوت المسيحي باتجاه التيار الوطني الحر خلط الأوراق من جديد، ولفت إلى أن الإشكالية الكبرى تبقى في جزين، حيث يتمسّك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بترشيح إبراهيم عازار، وكذلك الأمر في جبيل، حيث يبدو أنّ هناك اتجاهاً من جانب التيار الوطني الحر نحو التغيير.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس نبيه بري يريد أيضًا ضمانات بعدم الذهاب نحو معركة على رئاسة المجلس النيابي، مشيراً إلى أنّ الرئيس الحريري مثلاً حصل على ضمانات بالبقاء في رئاسة الحكومة بمعزل عن حجم كتلته بعد الانتخابات النيابية. وأكد، رداً على سؤال، أنّ الرئيس الحريري سيكون إلى جانب التيار الوطني الحر في انتخابات الشمال، ومصلحته تقتضي ذلك.
وأعرب أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، عن اعتقاده بأنّ تيار المستقبل يمكن أن يحصل على ثلاثة مقاعد فقط في طرابلس، في حين يحصل اللواء أشرف ريفي على مقعد أو مقعدين.