لفت مستشار رئيس الجمهورية الياس بوصعب الى ان "الحضور الكبير للمراة في الاعلام، وان كانت مغيبة الى حد ما في البرامج السياسية كضيف، إنما نجدها فاعلة في البرامج الثقافية والاجتماعية"، مشيرا الى انه قد عين يوم كان وزيرا للتربية 250 مديرا بينهم 75 بالمئة من السيدات. قائلا ان المعلمات تفوق نسبة المعلمين، مؤكدا المسؤولية التي يتحملها المعلم والمعلمة تجاه الأجيال حيث ان للتربية دورا أساسيا في تنشئتهم. مشددا على أهمية مراجعة المناهج الدراسية وتطويرها، خصوصا ان المناهج قد مر عليها الزمن ولم تعد صالحة. موضحا انه حاول العمل على هذا الموضوع يوم كان وزيرا للتربية وقيل له ان الأموال غير متوفرة، مستغربا كيف ان الأموال تتوفر للهدر والسرقة، ولا تعد موجودة عندما تعني الاستثمار في المواطن وفي القطاع التربوي تحديدا، الذي يعيد علينا بالربح في الوطن والدولة عندما نستثمر فيه. مقدما أمثلة عن سنغافورة التي باتت من الدول المتقدمة في العالم على الصعيد الاقتصادي لانها وضعت جهدها في مجال التربية والتعليم.
وأشار خلال حفل نظمته جمعية "نساء رائدات" لمشروعها "هي في القيادة" المدعوم من السفارة الهولندية في بيروت في فندق الموفنبيك، الى وجود قوة أساسية للمراة في المدارس من خلال مدراء ومعلمات، مؤكدا ان "المرأة عليها مسؤولية بفرض وجودها ولا أحد يأخذ بها الى هذا الموقع او ذلك، لا في السياسة ولا في غير السياسة". لافتا الى "موضوع الكوتا في الانتخابات النيابية التي نسمع من جهات عديدة مزايدات في هذا الإتجاه وعند التطبيق لا نجد شيئا".
وتطرق الى حضور المرأة في الجامعات، مشددا على "قدرة وقوة الطالبات في المدارس والجامعات، ان كان في اتحادات الطلبة والأندية، وايضا على مستوى الاختصاصات في الكليات الجامعية وطالباتنا اليوم يتجهن الى مختلف الاختصاصات ويبدعن فيها، وهذا مرده الى ان قدراتها لا تقل عن قدرات الرجل بل تتفوق عليه في أحيان كثيرة".
وردا على سؤال عن المناهج التربوية، أوضح انه "سبق وتقدم بتعديل المناهج التربوية بعد ان حصلنا على قرض ب 100 مليون دولار من البنك الدولي، وقد وافق عليه مجلس النواب منذ حوالى 3 أشهر، وبات على الوزير الحالي التصرف بها، ونحن نسعى لان تكون المناهج التي نعمل عليها مناهج تفاعلية". ورأى ان "على المرأة ان تفرض نفسها في الحياة السياسية"، مشيدا بدورها في مجال الاعلام.
وأكد ان "أكثر مقدمات نشرات الأخبار تعدها سيدات، وهي نشرات متوازنة، لا تحمل أي حقد او إستفزاز، والرجل قد ينتقم من أحد ما، فيقدم نشرة لا أخلاقية"، واقترح ان يفرض على المحطات التلفزيونية إستضافة سيدة في كل برنامج سياسي وألا يقتصر الحضور على الرجال.