في ظل العديد من الملفات العالقة على المستوى المحلي، يعقد اللقاء الثلاثي اللبناني-الإسرائيلي-الدولي، في مقر قوات "اليونيفيل" في رأس الناقورة، قبل ظهر اليوم برئاسة القائد العام لـ"اليونيفيل" مايكل بيري، بحسب ما تؤكد مصادر أمنية لبنانية لـ"النشرة"، في وقت ينتظر اللبنانيون اللقاء الثلاثي، الذي سيجمع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، في قصر بعبدا يوم الثلاثاء، لوضع خطة مواجهة للاطماع الاسرائيلية بثروات النفط والغاز اللبنانية.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد اللبناني سيحمل معه، مدعماً بالوثائق والخرائط، جملة خروقات إسرائيلية للسيادة اللبنانية والخط الأزرق، كما سيثير اقدام تل أبيب على بناء الجدار الاسمنتي على طول الحدود، وسيطلب من "اليونيفل" التدخل لمنعها من اقامته، لأنه سيقضم أراض لبنانية في 13 نقطة متحفّظ عليها، لافتة إلى معلومات وصلت إلى الجانب اللبناني مفادها أن اسرائيل بدأت تناور، وهي ستقول، من خلال وفدها في اللقاء، أنها ستبتعد عن الخط الأزرق متراً باتجاهها، كي تبقى النقاط المتنازع عليها عقدة يجري حلها لاحقاً، إلا أن الوفد اللبناني لن يوافق على هذه المناورة، وسيبلغ "اليونيفيل" قرار لبنان الرسمي بأن الجيش سيتصدى حال بدء العمل في بناء الجدار.
وكشفت المصادر الأمنية اللبنانية أن تل أبيب بدأت فعليًّا اقامة جدار اسمنتي في منطقة كروم الشراقي في التلال المشرفة على ميس الجبل على أن يمتد إلى بلدة بليدا، ومن جملة مناوراتها أنها ستبلغ "اليونيفيل" أن الجدار لن يكون كله اسمنتيًّا، حيث سيكون مقابل الناقورة من الشبك الحديدي الفولاذي، وهو ما سيرفضه الوفد اللبناني في أيضاً.
وأشارت إلى أن كلام وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، حول ملكية تل أبيب للبلوك النفطي التاسع، سيبحث خلال اللقاء، حيث سيؤكد الجانب اللبناني ملكيته له، وأن الكلام الاسرائيلي قرع لطبول الحرب، خصوصاً أن تل أبيب ستباشر اليوم أكبر تدريبات على طول حدودها الممتدة إلى المطلة، وتلك المحاذية للبنان، وصولاً إلى الجولان السوري المحتل، بمشاركة جنود من الجيش الأميركي.
وأكدت المصادر أن الوفد اللبناني سيطلب من "اليونيفيل" الضغط على اسرائيل للانسحاب من الشطر الشمالي اللبناني من بلدة الغجر، وتوقيف أعمال الجرف التي تقوم بها مقابل بلدات مارون ويارون وعيتا، حيث تلقي الجرافات الإسرائيلية الصخور والأتربة في الاراضي اللبنانية، وهو تحدٍّ آخر للبنان وسيادته وخرق للخط الأزرق.
في هذا السياق، حذّر نقيب المحامين في بيروت اندريه الشدياق، عبر "النشرة" خلال جولة جنوبية له، من مسألة اقامة إسرائيل الجدار الفاصل المزمع تشييده على الخط الأزرق، ابتداء من النقطةb-23 ، طمعاً في ثروات مائية وغازية ونفطية موجودة ضمن سيادة لبنان الإقليمية، لافتاً إلى أن هذا الملف، بحال لم تتم معالجته بكل ما يمتلك لبنان من حجج وخرائط مودعة لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة، يُشكّل ما يعرف في القانون الدولي العام بحالة الحرب، التي ستكون تل أبيب وحدها المسؤولة عن التسبب بها.
وخلص الشدياق بالقول، أن الخط الأزرق لا يعكس سوى خط الإنسحاب الاسرائيلي، لافتاً إلى أن نقابة المحامين تتمسك بالمذكرة التي تقدم بها لبنان إلى الأمم المتحدة، مجدّدا التذكير أن العميد الركن أمين حطيط كان اقترح على الحكومة اللبنانية أن تتحفظ خلال ترسيم الخط المذكور عندما لم يفلح باسترجاع جميع النقاط المتنازع عليها.