حثّ النائب في تيار "المستقبل" محمد الحجار رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري الذين يجتمعون اليوم في قصر بعبدا، على "بذل كل المستطاع لوقف التدهور الذي كاد يصيب الاسبوع الماضي المجتمع اللبناني في الصميم، وايجاد السبل المناسبة لعدم تكرار ما حصل من خلال الاحتكام في اي خلاف الى المؤسسات والدستور، لا الى أي شيء آخر"، معتبرا ان "حكمتهم وتبصرهم ساهمت باستيعاب ما حصل، سواء موضوع الخطاب المذهبي والطائفي وما تلاه من ممارسات على الأرض كدنا ننساها".
وعبّر الحجار في حديث لـ"النشرة" عن أمله في أن تأخذ كل القوى السياسية العبر مما حصل مؤخّرا كي لا يتكرّر، لافتا الى انّه "سواء حصل الاعتذار الذي يطالب به البعض أو لم يحصل، فمن غير المقبول أن نسلك مسارات تؤدي لدمار الهيكل على رؤوسنا". وأضاف: "الحل يجب ان يكون سياسيا وبعيدا عن الموضوع الشخصي وبالحوار والتبصر والحكمة. لا شك انّ هناك من أخطأ واستخدم تعابير لم نسمعها من قبل، لكن ردات الفعل كانت غير مقبولة وهددت بأخذ البلد الى الفتنة".
وردا على سؤال، اعتبر الحجار أن المواقف المعلنة لا توحي بامكانية الوصول الى حلّ للخلاف الحاصل حول مرسوم أقدمية ضباط دورة 1994، خلال الاجتماع المرتقب اليوم في بعبدا، لافتا الى ان السبيل الوحيد لتخطي الأمر هو بالعودة الى نصوص الدستور.
لقطع الطريق على اسرائيل
وشدد على ان "الاختلاف بوجهات النظر حول ملف معين، لا يتوجب ان يتحول الى خلاف وتشنج وتباعد، في ما المطلوب من الجميع في هذه المرحلة بالذات الالتفاف على بعضهم البعض لمواجهات الأخطار والتهديدات الاسرائيلية"، داعيا لـ"تسيير اعمال الدولة بالشكل الأمثل ضمن الامكانيات المتاحة لملاقاة الارادة الدولية بمساعدة لبنان". وقال: "هل برأيكم مشهد الخلافات داخل البيت اللبناني تشجّع الدول الغربية على دعم ومساعدة لبنان باطار المؤتمرات الدولية المرتقبة سواء في باريس او روما او بروكسل"؟. واعتبر ان "مصلحة لبنان يجب ان تبقى اولوية الاولويات، فالبلد في النهاية أكبر من الجميع".
ونبّه الحجار الى ان "اسرائيل تتحين الفرص للتدخل بشؤوننا والتعدي على أرضنا وثرواتنا وتستفيد من خلافاتنا لتمرير مخططاتها"، ودعا لـ"قطع الطريق عليها ومنعها من التمادي من خلال وضع خلافاتنا جانبا والركون الى المؤسسات".
حزب الله لن يسيطر على البلد
وأشار الحجار الى ان "الحديث والترويج لسيطرة حزب الله على المجلس النيابي كنتيجة مباشرة لقانون الانتخاب الجديد، هدفه احباط همم الناخبين من خلال القول أن النتائج محسومة ولا داعي للتوجه الى صناديق الاقتراع، منبها من الانجرار وراء خطط مماثلة". وقال: "نحن ندعو كل اللبنانيين للقيام بواجبهم خاصة ان صوتهم اليوم ومن خلال القانون الجديد سيكون مؤثرا أكثر من أي وقت مضى خاصة من خلال الصوت التفضيلي".
وأكد الحجار ان "حزب الله لن يتمكن من السيطرة على البلد والمجلس النيابي"، لافتا الى انّه "وحتى وان كان للحزب وجوده وجمهوره، لكن التجارب أثبتت بأن هذا البلد لا يقوم الا بمشاركة الجميع بالحكم، هذه طبيعة نظامنا وبلدنا أقله في المدى المنظور".