برعاية وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، أطلقت وزارة الصحة العامة الحملة الوطنية للكشف المبكر عن أمراض القلب والشرايين والوقاية منها في مؤتمر صحافي عقد تحت عنوان "ما تنطروا، قلبكم ما بينطر"، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين و"مؤسسة يدنا"- مركز صحة قلب المرأة، وذلك في مركز عدنان قصار بئر حسن.
وألقى الوزير حاصباني كلمة أشار فيها إلى أن "الأمراض غير الإنتقالية تودي كل عام بحياة 38 مليون نسمة، 28 مليون حالة وفاة منها تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتقف الأمراض القلبية الوعائية وراء حدوث معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير الإنتقالية إذ تسبب في وقوع 17.5 مليون حالة وفاة سنويا وتليها السرطانات ثم الأمراض التنفسية والسكري. كما تعاني من الأمراض غير الإنتقالية جميع الفئات العمرية وجميع الأقاليم. وغالبًا ما تلمّ هذه الأمراض بالفئات العمرية الأكبر سنًا، ولكن البينات تشير إلى أن 16 مليون من الأشخاص الذين يقضون نحبهم من جراء الأمراض غير الإنتقالية هم أناس دون سن الـ70 عامًا. وقد بات الأطفال والبالغون والمسنون جميعا عرضة لعوامل الخطر التي تسهم في الإصابة بهذه الأمراض، إما نتيجة النظم الغذائية غير الصحية أو الخمول البدني أو التعرّض لدخان التبغ أو آثار تعاطي الكحول على نحو ضار، وهناك عوامل أخرى تساعد على ظهور هذه الأمراض أيضا لن نأتي على ذكرها الآن."
وتابع وزير الصحة العامة أن الأمراض غير الإنتقالية تهدد التقدم المحرز نحو بلوغ المرامي الإنمائية للألفية. وهناك علاقة وثيقة بين الفقر وهذه الأمراض، ومن المتوقع أن تتسبب الزيادة السريعة التي تشهدها هذه الأمراض في عرقلة مبادرات التخفيف من وطأة الفقر في البلدان المنخفضة الدخل، لا سيما برفع التكاليف التي تتحملها الأسر مقابل الإستفادة من خدمات الرعاية الصحية ذات الصلة.
الوزير حاصباني أضاف أنه بعدما كان لبنان من بين الدول الـ190 التي وافقت بقيادة منظمة الصحة العالمية على آليات عالمية للحد من عبء الأمراض غير الإنتقالية الذي يمكن تلافيه، بما في ذلك خطة العمل العالمية للوقاية من من الأمراض غير الإنتقالية ومكافحتها للفترة 2013-2020 وخصوصا أننا على الصعيد الوطني نشهد نسبة مرتفعة من الإصابة بأمراض القلب والشرايين تبلغ 16% من الشعب اللبناني وتشكل تلك الأمراض السبب الأول للوفيات حيث إن 47% من الوفيات في لبنان تسببها أمراض القلب والشرايين... تطلق وزارة الصحة العامة اليوم الحملة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين بالتعاون مع بالتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين و"مؤسسة يدنا"- مركز صحة قلب المرأة "مؤسسة يدنا"- مركز صحة قلب المرأة التي ترأسها السيدة وفاء سليمان مع فريق عمل من الاختصاصيين الذين نفخر بمشاركتهم وزارة الصحة العامة هذه الخطوة الرائدة.
وأوضح وزير الصحة العامة أن هذه الحملة تُطلق من خلال شبكة وطنية للرعاية الصحية يسهر فريق عمل متفان على عملها بتوجيهات مدير عام الصحة وتعاون وثيق مع مؤسسات القطاع الصحي الأهلي وبعض البلديات وكذلك الجهات الأكاديمية والجهات العلمية في لبنان.
ولفت الوزير حاصباني إلى أن مستقبل الصحة في لبنان أساسه الوقاية والرعاية الصحية الأولية وطريقه عبر شبكة وطنية تطبق معايير عالمية كندية للإعتماد وعماده الدولة ومبدأ المشاركة بين كافة القطاعات. وقال: فلنعمل على تعزيز هذا القطاع كل من موقعه والاستثمار فيه لما في ذلك مصلحة المواطن وتحسين المؤشرات الصحية التي أثبتت الدراسات مدى الأثر الإيجابي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان سواء لجهة تخفيض معدل وفيات الأمهات من 104 إلى 15 حالة وفاة في كل 100 ألف ولادة حية بين عامي 1996 و2015، أو لجهة تخفيض معدل وفيات الأطفال من 33.5 إلى ثماني حالات وفاة في كل ألف ولادة حية بين عامي 1996 و2013 وخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر من 36.5 إلى 9 حالات وفاة في كل ألف ولادة حية بين عامي 1996 و2013. وذلك، إضافة إلى تخفيف العبء عن كاهل الأسر والأفراد من خلال تخفيض المدفوعات المباشرة من أموال المرضى وزيادة مستويات الحماية من المخاطر المالية.
وختم بالتأكيد أن هذا النشاط اليوم يأتي مكملا لكافة تلك الجهود وخصوصا أنه يتكامل في شقه العلاجي مع مؤسسة يدنا- مركز صحة قلب المرأة، ولا سيما أن مفهوم الرعاية الصحية الأولية هو التكامل بين كافة القطاعات لتأمين صحة افضل للمواطن.
و قدمت رئيسة دائرة الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة الدكتورة رندة حمادة، عرضًا تقنيا لمسار الحملة الوطنية مشيرة إلى أنها تأتي للسنة الثانية على التوالي وستستمر لثلاثة أشهر بدءًا من اليوم وحتى نهاية نيسان المقبل، وستنطلق من الشبكة الوطنية لمراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية والتي تحظى باعتماد كندي وتقدم خدمات للمواطنين وهي ستوفر الفحوصات المجانية المتعلقة بالقلب لمن يشاء من السيدات والرجال. أما إذا تبين أن الشخص المعني يحتاج إلى مستوى أعلى من الرعاية فتحولهم هذه المراكز إلى مركز صحة قلب المرأة التابع لمؤسسة يدنا والذي يحتوي على مختلف المعدات المتطورة لعلاج أمراض القلب.