تضاءل الاحتقان الاسرائيلي ببناء الجدار الاسمنتي على الحدود مع لبنان، والذي باشرته اسرائيل من رأس الناقورة بعد ان ابتعدت عن نقطة التحفظ في تلك المنطقة مترا واحداً باتجاه أراضيها، في اطار مناورة كانت كشفت عنها "النشرة" في وقت سابق، اي انها لامست خط التحفظ في تلك المنطقة التي ينحرف فيها الخط الازرق اربعين مترا داخل الاراضي اللبنانيّة.
اسرائيل التي قصدت الرد على بيان مجلس الدفاع الاعلى اللبناني، الّذي أعلن استعداده عبر الجيش اللبناني للتصدي لجيشها ان تجاوز الخط الازرق اثناء البناء، كانت تدرك ان القرار اللبناني حازم الا أنها أدخلت أميركا وسيطا ثالثا لحل الازمة على البلوك التاسع الغازي وفكفكة عقدة الجدار، وهي تنتظر وصول وزير الخارجية الاميركي ريكس تيليرسون الذي أوفد نائبه لشؤون الشرق الاوسط دايفيد ساترفيد في مهمة استطلاعية، لتخفيف التشنّج الذي نتج عن الكلام الاخير لوزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي حمل تهديدا ووعيدا للبنانيين وللشركات المنقبة عن النفط قبل ايام قليلة على اطلاق الرئيس العماد ميشال عون مناقصة تلزيم التنقيب عن النفط في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.
بعد ساعات على اجتماع مجلس الدفاع الاعلى اللبناني برئاسة عون، واتخاذه قرارا بالتصدي لاسرائيل في حال قررت تشييد الجدار الاسمنتي الفاصل على الحدود الجنوبية وفي النقاط الـ13 التي يتحفظ عليها لبنان على الخط الازرق، أبلغت اليونيفل الجانب اللبناني ليلا انها تواصل مساعيها لمنع التصعيد ولجم التوتر وان الجيش الاسرائيلي باشر بالفعل بناء الجدار وهو يقوم بأشغال جنوب الخط الازرق في منطقة الناقورة ولكن ليس في نقطة التحفظ.
ورغم انعقاد الاجتماع الثلاثي بين لبنان واسرائيل واليونيفيل في الناقورة، وطلب القوات الدولية من اسرائيل عدم بناء الجدار كي لا يكون سبباً للتوتر، الا أن كل هذه الطلبات ضُربت عرض الحائط إذ أُبلغت قيادة اليونيفل مع تبرير اسرائيلي انها لم تنفذ الاشغال في نقاط التحفظ انما ابتعدت مترا باتجاه الأراضي الاسرائيلية، الا انه في الحالتين يبقى ما حدث اعتداء اسرائيلي فاضح على القرار 1701 في نية مبيتة لسرقة الثروة النفطيّة في البلوك رقم 9 الذي يمتد من الناقورة الى الصرفند.
ووسط تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق الحدود والجنوب شوهد جنود اسرائيليون يمدون كابلات كهربائية واخرى لكاميرات المراقبة والبنية التحتية في الخندق الذي حفروه للجدار منذ عشرة ايام، ما أدى إلى استنفار قوات اليونيفيل لعدم توتر الأوضاع.
هل ستنصاع اسرائيل للارادة الدولية والمبادرة الأميركية التي قد يحملها ساترفيلد ويعود الهدوء للحدود وتتراجع التهديدات الاسرائيلية؟ أم أن اسرائيل ستتعدى على الأراضي اللبنانية في ظل رصد الجيش اللبناني لأي تغيير في رسم الجدار؟.