أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي أن لبنان الشقيق الذي تربطنا به علاقات تاريخية جمعت بين الشعبين الإيراني واللبناني, هي علاقات جيدة وممتازة آخذة بالتطور والنمو, مشدداً على تعزيز مسيرة التضامن والوفاق الوطني في لبنان الذي نعتبره عنصرًا حاسمًا في تدعيم الأمن والإستقرار والتقارب البناّء لمواجهة تحديات المستقبل الأساسية.
وأشار فتحعلي خلال حفل إستقبال أقامته سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان في قاعة منتجع "جية مارينا ريزورت" في الجية، لمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران، إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وانسجامًا مع مبادئها ستبقى دائمًا داعية حق وعدالة وحوار ووحدة إلى جانب المظلومين وستبقى الداعم الحقيقي والعمق الإستراتيجي للشعوب الأبية لاسيما لبنان وسوريا وفلسطين في وجه الإحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري, وقد أثمرت كل الجهود والتضحيات التي بذلت نصرًا مؤزرًا بالقضاء على الارهابيين التكفيريين لإرساء عالم مفعم بالسلام والإستقرار يقوم على أساس الكرامة الإنسانية والإعتدال وتجنب التطرف بكل أشكاله. ومن هنا فإننا نؤكد على أن الحوار الداخلي سواءً في سوريا أو اليمن أو البحرين؛ هو الحل الامثل للأزمات التي تعصف بهذه المنطقة. وإن إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني من قبل أميركا مخالف للإجماع الدولي والإسلامي. فالقدس عاصمة فلسطين ؛ وستبقى عاصمة فلسطين ولن تؤثر كل تلك الحروب والنزاعات المفتعلة في المنطقة لحرف البوصلة عن وجهتها النهائية قضية فلسطين.
وأضاف فتحعلي ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي عيدها التاسع والثلاثين وفي ظل القيادة الحكيمة للولي القائد الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني قد أثبتت صوابية نهجها, وأثمرت جهودها بعد عقود من الصبر والتضحيات... وهي اليوم تسير بخطى ثابتة وعزيمة راسخة متزينة بالإخلاص والإيثار والفداء ومحرزة ً تقدمًا كبيرًا على مختلف الصعد السياسية منها والإقتصادية والثقافية والعسكرية والعلمية وتحقيق الإكتفاء الذاتي في شتى الصناعات, وبعد أن اعترف العالم بأسره بحقها الكامل في الإستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية تبين أن سياسات فرض القيود والحصار لم تجدي نفعًا بل إنها زادتنا قوة ً وعزمًا على مواصلة مسيرتنا نحو التقدم ومنحتنا مزيدًا من الثقة بأنفسنا وقدراتنا. وإن يدنا ممدودة دائمًا للحوار والتفاهم لكن على أساس حقنا المشروع كأمة من حقها تطوير قدراتها العلمية والصناعية بما يؤمن ازدهارها وتقدمها ورفاهية شعبها. فالاتفاق النووي الذي تم هو أهم نموذج لتعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع المجتمع الدولي وهو نموذج إيجابي عن ما يمكن للدبلوماسية والحوار والحل السلمي من تحقيقه في حل الخلافات والنزاعات. ولا بد من الاشارة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى في الاتفاق ضرورة للاستقرار في الساحة الدولية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التزام إيران بالاتفاق هي شهادات غير قابلة للطعن في هذا المجال. كما نؤكد على ضرورة تحلي المنطقة برمتها برؤية متجانسة للأمن والاستقرار في ربوعها وبذل المزيد من الجهود المشتركة لترسيخ أمنها المستدام؛ استنادًا إلى منظومة فكرية ترمي إلى إيجاد منطقة قوية وبناء شبكة امنية متماسكة. وفي سياق الجهود المقترحة من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية للوصول الى هذا الهدف ؛ تأتي فكرة انشاء مجمع الحوار الاقليمي لمنطقة الخليج الفارسي.