الوساطة الاميركية بين لبنان واسرائيل والتي كلفّ وزير الخارجية ريكس تيللرسن مساعد نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيللد القيام بها و فرضتها الحالة الدقيقة السائدة من الجنوب الى المنطقة الاقتصادية الخالصة بفعل الموقف الاسرائيلي المزدوج للمشكلتين الداهمتين التي تفتعلهما اسرائيل مع لبنان وهما: الاولى زعمها ان البلوك 9 يدخل في نطاق حصتها من المنطقة الاقتصادية الخالصة. اما الثانية فهي بناء جدار اسمنتي على مسافة 12 كيلومترا في المنطقة الغربية ومسافة مماثلة في المنطقة الشرقية يمتد من رأس الناقورة في الغرب وحتى إصبع الجليل عند نقطة المطلة ثم باتجاه جبل الشيخ ومزارع شبعا بطول كيلومتر وعلو الجدار سبعة أمتار . وفي الخرائط الهندسية ان جدارا إلكترونيا سيقام ايضا في المناطق التي تواجه بلداتها التهديد المباشر بإطلاق النار او الصواريخ وتنصب' الكاميرات ونقاط المراقبة والأبراج وغرف القيادة والسيطرة والمعدات الاستخبارية يضاف الى ذلك عوائق لحماية القرى المقابلة للحدود اللبنانية ولمنع اي تسلل للمقاتلين . يتحفظ لبنان على قرار الدولة العبريةببناء جزء من الجدار على 13 نقطة تحفظت عليها منظمة الامم المتحدة التي أرجأت البت بهويتها الى حين الترسيم النهائي للحدود الدولي بين لبنا ن واسرائيل وهذا يعتبره لبنان بانه خرق للقرار 1701.
وافاد مصدر مواكب ان ساترفيللد اضطر التوجه امس الى حيث يبنى الجدار في رأس الناقورة بعد الشكوى اللبنانية من ان اسرائيل باشرت ببناء الجدار غير أبهة باعتراض لبنان الذي ابلغ لها قيادة اليونيفيل في الجنوب وهذا ما استدعى استنفارا للجيش حيث سيّر دوريات لمراقبة الورشة وقابلها دوريات إسرائيلية سارعت القيادة الدولية للقوات العاملة في جنوب لبنان الى إرسال قوات لمنع اي صدام وابقت الاتصالات مفتوحة مع كلا الطرفين لتحقيق هذه الغاية .
وعلمت الاوريان لوجور ان الورشة الاسرائيلية هي حتى يوم امس داخل الاراضي المحتلة لكن اي تشييد في اية نقطة متحفظ عليها سيطلق عليها النار لوقف العمل بها . وبموازاة ذلك تحركت الديبلوماسية اللبنانية حيث سيصار الى استنفار الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لد ى الامم المتحدة لمنعها من تشييداي جزء من الجدار في النقاط المتحفظ عليها .
ولفت مسؤول بارز ان اسرائيل تقبل الوساطة في البحر والاتصالات بشأن البلوك 9 لكنها تتحدى لبنان في البر وتستمر في ورشتها فهل سيتمكن ساترفيللد من وقفها ام لا او ان العنف سيحل محل المساعي الاميركية ؟ الحظوظ متساوية بين التهدئة والعنف .