تحتدم المعركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية بعد قرار الثنائي الشيعي بالمضي بتشكيل لائحة مواجهة للائحة تيار المستقبل التي ستكون مدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي، ولكن ما لا يعرف في هذه الدائرة هو وجود لائحة ثالثة بعيدة عن الاحزاب التقليدية تقول مصادر مطلعة على طبيعتها بأنها ستحقق الخرق بثلاثة مقاعد على الأقل.
الى جانب الأصوات التفضيلية التي يمتلكها رئيس الحكومة سعد الحريري، وحركة أمل وحزب الله، تتواجد في دائرة بيروت الثانية شخصيات مستقلة وأخرى حزبيّة، تمتلك حضورا شعبيا واسعا، وبالتالي سيكون لديها الحضور البارز في الانتخابات المقبلة. وفي هذا الموضوع سنتطرق الى شخصية مستقلة من المجتمع المدني، قد تكون على متن لائحة حزبية، واخيرا شخصية حزبية.
حسم الثنائي الشيعي عدم وجود مرشح درزي على لائحته افساحا بالمجال أمام وصول مرشح رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، فيصل الصايغ، ولكن الحصول على هذا المقعد لن يكون أمرا سهلا بعد أن أظهرت الفعاليات الدرزية اعتراضا واسعا على إسم مرشح جنبلاط كونه لا ينتمي الى دروز العاصمة بيروت. وفي هذا السياق تشير مصادر مطلعة الى أن الدروز في بيروت يرفضون أن يكون حامل مقعدهم هذه المرة من خارج العاصمة لهذه الغاية قررت عائلات درزية مؤثرة أن تخوض المعركة بوجه جنبلاط على متن لائحة المجتمع المدني.
وتضيف المصادر: "في منطقة وطى المصيطبة تصطف عائلات درزية متنوعة خلف الشيخ رجى الزهيري، مالك محطات الزهيري، ولكن الأخير لن يكون مرشحا "حتى اللحظة" بل داعما قويا للمرشح الدرزي المتوقع أن يكون من العنصر النسائي المعروف محليا ودوليا"، مشيرة الى أن الزهيري يمتلك بفضل خدماته عدد أصوات تفضيلية يصل الى ثمانية الاف يستطيع أن يجيّرها للمرشح الذي يراه مناسبا، مع العلم بحسب المصادر أن هذه الأصوات ليست درزية بأغلبها بل تضم شريحة واسعة من الشارع السني. لا يبدو هذا الواقع غريبا على أهالي وطى المصيطبة، اذ يقول أحد أصحاب كاراجات السيارات في المنطقة في حديث لـ"النشرة": "كنا نتوقع أن تستمع القيادات الدرزية لنا هذه المرة، ولكنها لم تفعل بل تريد إسقاط أحد المرشحين علينا وهذا ما نرفضه رفضا تاما، ويجعلنا نقف خلف قرار عائلات المصيطبة ومحيطها، وعلى رأسهم الزهيري الذي لطالما كان الى جانبنا في مطالبنا وفي حربنا للدفاع عن ممتلكاتنا يوم أرادوا هدمها، وفي تأمين الكهرباء لنا مجانا من مولداته".
يرفض الزهيري حسم مسألة تشكيل اللائحة، ويشير في اتصال مع "النشرة" الى أن الأمر الوحيد المحسوم هو وجوده الى جانب المجتمع المدني بوجه سلطة الأحزاب التقليدية التي تتجاهل مطالب شعبها، مشددا على أن المرحلة المقبلة ستشهد تشكيلا للائحة قادرة أن تحتل على الأقل ثلاثة مقاعد في دائرة بيروت الثانية.
من الشخصيات البارزة ايضا في بيروت الثانية، رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي، فهذا الرجل يعتبر من أبرز المستفيدين من القانون النسبي، فهو بحسب المصادر قد حسم نجاحه في الانتخابات منذ لحظة اقرار القانون في مجلس النواب. وتقول المصادر: "صنع مخزومي على مدى السنوات السابقة سمعة حسنة بين اهالي بيروت، واستمد قوّته من حجم الخدمات التي يقدمها لهم، ما يجعله في هذه الانتخابات مكسبا لأي لائحة يتواجد فيها"، مشيرة الى أن هذا الامر جعل الحريري يسعى لضمه على لائحته، دون أن ينجح حتى اليوم، لان مخزومي القوي بأصواته التفضيلية يسعى لان لا يكون طرفا في المواجهات.
أما بالنسبة الى الشخصية الثالثة، فنجد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي يتمتع بحضور "تفضيلي" واسع في بيروت بدأ منذ توليه لوزارة الداخلية، فعمل على تحصين وتعزيز علاقاته مع العائلات البيروتية الكبرى. وهنا تقول المصادر ان الرجل فرض نفسه بقوة على لائحة تيار المستقبل رغم كل ما قيل عن أزمة بينه وبين الحريري.
لا تختزل الشخصيات الثلاث كل القوى الأخرى في دائرة بيروت الثانية، فحتى ضمن الشيعة هناك شخصية قويّة من القرى السبع من آل "الشاعر" استطاعت أن تفرض نفسها بقوة ايضا، خصوصا عبر أصوات المغتربين، فهل تتكرر تجربة الانتخابات البلدية في انتخابات نيابية قائمة على النسبية؟.