اعتبر النائب في تكتل "التغيير والاصلاح" سليم سلهب ان هناك 3 مراحل ستمر فيها البلاد في المدى المنظور، الأولى تسبق الانتخابات وستظللها حالة من الاستقرار بعدما تم احياء التسوية وفق برنامج معين، على خلفية المستجدات الأخيرة التي هزّت هذا الاستقرار وما سبقها من أزمة رئيس الحكومة سعد الحريري في الرياض، وهما حادثتان اكدتا اجماع اللبنانيين على رفض الاخلال بالاستقرار، لافتا الى ان المرحلة الثانية هي مرحلة الانتخابات النيابية والتي ستشهد تحالفات شتى قد تكون بمعظمها مناطقية ومرتبطة حصرا بمصالح الأحزاب حسب الدوائر الانتخابية، أما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة ما بعد الانتخابات والتي ستشهد نموذجا جديدا بالتعاطي في الحياة السياسية وقد تأخذ خلالها الحدية مجراها.
واستبعد سلهب في حديث لـ"النشرة" اقرار الموازنة قبل موعد الانتخابات بالرغم من كل التصاريح التي تصدر من هنا او هناك للتأكيد على ذلك، معتبرا ان اقرار مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة الصرف على اساس القاعدة الاثني عشرية شكل مؤشرا سلبيا يوحي بأن الموازنة ستتأخر. وأضاف:"نحن نعي تماما ان هناك وقت كاف لاقرارها في حال وجدت النية لذلك، لكن للأسف يبدو ان المشكلة سياسية أكثر منها حسابية، ولا عمل جدي لاقرارها".
تأجيل المؤتمرات الدولية؟
وتطرق سلهب للمؤتمرات الدولية الـ3 التي كانت مرتقبة في الشهرين المقبلين، لافتا الى ان المعلومات تفيد بتأجيل مؤتمر روما الى موعد جديد، كما ان المؤتمرين الآخرين قد لا يكونان بمواعيد محددة مع استبعادنا ان نرى اي انتاجية تذكر بخصوصهما قبل موعد الانتخابات.
ورأى سلهب ان المؤتمر الذي انعقد في باريس بعيد أزمة الحريري في الرياض، بدا ناجحا ظاهريا، لكن طالما السلطة في لبنان لم تلتزم بالاصلاحات المطلوب ان تكون جذرية اجتماعية واقتصادية، فلا يمكن لأي دولة ان تقوم بأي شيء لنا . وقال: "لا شك ان توقيت المؤتمرات قبل الانتخابات قد يكون له أثر على تأجيلها او عدم انتاجيتها، لكن عدم اتمام الاصلاحات البنيوية المطلوبة يبقى العنصر الأساسي المعرقل لوصول المساعدات".
كلام ساترفيلد غير كاف
وردا على سؤال عن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد ساترفيلد الى لبنان، اعتبر سلهب ان كلام المسؤول الاميركي بخصوص ان اسرائيل لا ترغب بالتصعيد غير كاف لطمـأنة لبنان بخصوص انتهاكات العدو سواء باستكمال بناء الجدار الفاصل او بموضوع البلوك رقم 9، مرجحا ان يكون هناك خلفيات أخرى غير معلنة لزيارته الى لبنان خاصة انّه التقى رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط الذي لا يشغل حاليا اي موقع اجرائي كي يبحث معه أي وساطة تتعلق بالانتهاكات الاسرائيلية.
وأشار سلهب الى ان زيارة ساترفيلد تسبق زيارة لوزير الخارجية الاميركية وتُعد لها، ونتمنى ان لا يحمل الرجلان شروطا تعرقل سيرنا في الداخل اللبناني يكون الاميركيون صادقين بدعمهم استقرار لبنان.
انطلاق عمليات التجييش وصرف الأموال
وتناول سلهب ملف الانتخابات النيابية، فاعتبر ان كل الاستعدادات الجارية على قدم وساق توحي بحصول الانتخابات في موعدها المحدد بعد تمديد ولاية المجلس 3 مرات على التوالي، لافتا الى ان انطلاق عمليات التجييش وصرف الأموال تؤكد ان الاستحقاق النيابي حاصل وان كان هناك فرقاء سواء بالداخل او في الخارج يدركون انّهم سيكونون متضررين من النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع.
وأكد سلهب ان النقاش لا يزال جاريا في قيادة "التيار الوطني الحر" لحسم خياراتها بموضوع المرشحين والتحالفات في دائرة المتن، مشيرا الى ان لا شيء نهائي حتى الساعة.