رأى الوزير السابق فارس بويز ان "التطورات الأخيرة في سوريا تُظهر قواعد جديدة حتماً إذ كان الجميع الى الآن معتاداً على أن هناك مبدأ تفوق لإسرائيل في شكل كامل على الأجواء الإقليمية، فيما نُسفت تلك القاعدة أمس عندما سقطت الطائرة الإسرائيلية، مثبتة وجود سلاح مضاد للطائرات وإمكانية استعماله".
وعن مرحلة شرق أوسطية جديدة شاملة يرسم ملامحها اللاعبون الاميركيون والروس والإسرائيليون والايرانيون والأتراك، وعدم القدرة على اختصار الحرب في سوريا بحرب على الإرهاب فقط بعد اليوم، لفت بويز في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" إلى "أنني لا أريد ان أبالغ في تلك المقاربة. ولكن يظهر بعد كل الحروب التي حصلت في سوريا، والتي ربما لم تنتهي بعد، ان هناك باباً مفتوحاً أمام السياسة حالياً. فدائماً يحصل الطرح السياسي أو يتم ايجاد القرار لفتح الأبواب السياسية، بعد الحروب العسكرية".
واضاف: لن نبالغ في التكلّم على أن هناك تقسيماً جديداً أو "سايكس – بيكو" جديد في المنطقة. وأنا لا اعتقد ان عمليات "التقطيع" الجغرافي جارية، ولكن على الأقل توجد خريطة سياسية جديدة. دور كبير لروسيا وعملية تقاسم نفوذ في المنطقة يلوحان في الأفق، ولكن ربما توجد ايضاً حلول سياسية فُتِح الباب لها بعد المعادلات العسكرية الجديدة التي حصلت.
وعن إمكانية أن يحمل تيلرسون معه طرحاً حول مرونة إسرائيلية نفطية مقابل أمن اسرائيل عبر عدم التعرّض للجدار الإسمنتي او للطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية من قبل "حزب الله"، بالإضافة الى فصل مسار اي تطوّر في سوريا عن لبنان، أشار بويز الى أن "المبالغة في الإنتظارات من زيارة تيلرسون لا تجوز بمعنى ان ما هو ظاهر حتماً من زيارته الى الآن هو أنه آتٍ الى لبنان للتحدث عن النقاط الساخنة التي هي البلوك 9 في المنطقة الاقتصادية اللبنانية المتنازع عليها، والنقطة الشائكة الأخرى التي هي موضوع الحدود". واضاف: اعتقد ان تيلرسون سيعمل على تهدئة الأوضاع، لأن موضوع لبنان إن انفجر، سيشكّل انفجاراً كبيراً ينعكس على دول المنطقة كلها. ولذلك، أعتقد أن هناك سعياً دولياً لتهدئة الأوضاع وعدم إنفلات الحالة اللبنانية. وقال بويز: يشعر العالم أن إشارات الصراع بين اسرائيل و"حزب الله" أُشعلت أكثر من الجبهة اللبنانية، وقد تذهب الأمور باتجاه تدخّل ايراني وردّة فعل أميركية او خليجية. ومن هنا، يبقى المطلوب هو تهدئة الأمور أكان ذلك في ما يتعلّق بملف النفط او الأمن.