لن تشبه معركة بعبدا الإنتخابية المعارك الأخرى في بقية الدوائر في لبنان، فلهذا القضاء رمزيته الخاصة بسبب تداخل المناطق الاسلامية والمسيحية فيه، ولكونه يضمّ كتلة شيعية وازنة، بالاضافة لكونه مسقط رأس رئيس الجمهورية ميشال عون المولود في حارة حريك، وأخيراً لكون هذا القضاء هو الشاهد على تفاهم مار مخايل بين التيار وحزب الله.
تشهد هذه الدائرة على وجود فاعل لـ"حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" يليها الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار "المستقبل" و"القوات" اضافة الى وزير الدولة لشؤون المهجرين طلال ارسلان.
في الإنتخابات النيابية الاخيرة التي جرت في 2009 على القانون الأكثري فاز تحالف التيار–حزب الله بالمقاعد الستة، هذا الأمر الذي يصعب حصوله في هذه الدورة لأن القانون النسبي لا يسمح بفوز لائحة بأكملها في ظلّ وجود قوى على لوائح أخرى لها وزنها أيضًا. وهنا تشير مصادر مطلعة الى أن "صورة اللوائح لم تتضّح بعد ولو أن باب الترشح الى الانتخابات قد فُتح لأن التحالفات الإنتخابية لا تزال تطبخ على نار حامية"، لافتةً الى أنه "وحتى الساعة هناك ثلاثة لوائح على الأقلّ ستتنافس في هذه الدائرة، الأولى يرأسها "حزب الله" و"حركة أمل" الثانية لـ"التيار الوطني الحر" وقد تضمّ "المستقبل"، وفي حال حصل ذلك فإنها ستضمّ حكماً الاشتراكيين لكون رئيس اللقاء الديمقراطي ملزم بتحالف مع المستقبل، فيما اللائحة الثالثة ستجمع "القوات اللبنانية" الى جانب شخصيات أو مستقلين".
وتلفت المصادر الى أنه "حتى الساعة يتجه "التيار الوطني الحر" الى ترشيح نوابه الثلاثة في بعبدا آلان عون، ناجي غاريوس وحكمت ديب في انتظار استكمال التحالفات بشكل نهائي"، مشيرة الى أنه "وفي حال لم يحسم التحالف مع "المستقبل" والاشتراكي معه سيقوم بخوض الانتخابات وحيداً فيرشح شخصاً عن المقعد الشيعي قد يكون القيادي في "التيار" رمزي كنج ومرشحاً عن المقعد الدرزي، والأرجح أن يكون فادي الأعور أما في حال تم التحالف مع المستقبل والاشتراكي عندها تختلف كلّ الحسابات فيترك ترشيح المقعد الشيعي لـ"المستقبل" الذي يملك أسماء عديدة والمقعد الدرزي لـ"حزب الاشتراكي" ليبقى المقعد الشيعي الثاني فارغاً". وتضيف المصادر: "المصلحة الإنتخابية لم تجمع "التيار" و"حزب الله" على لائحة واحدة، إلا أن التنافس كما والتحالف الإنتخابي لا يلغيان التفاهم السياسي"، مؤكدة أن "التفاهم مع "حزب الله" ثابت والتحالف الإنتخابي قد يكون على لوائح مختلفة".
"المعركة على القانون الأكثري شيء والمعركة على القانون النسبي شيء آخر، وهذا الأمر يشعر به نواب التيار الوطني الحر في هذه الدائرة الذين لا يألون جهداً لكسب الصوت التفضيلي خصوصاً وأن النتيجة ستحتّم خسارة مقعد ماروني من المقاعد الثلاثة". وتشير المصادر الى أن "النائب آلان عون ينطلق من حيثية شعبية لا بأس بها، لكونه من المناضلين الأساسيين في صفوف "التيار" وللقرابة التي تجمعه بالرئيس عون"، وتتابع المصادر: "المعركة على التفضيلي ستدور بين غاريوس وحكمت ديب ورغم أن الإثنين يملكان تاريخاً نضالياً في "التيار" إلا أن غاريوس تفوق مؤخراً بنجاحه بتجنيب بلدية الشياح معركة قاسية وبنسجه تحالفاً أدخل بموجبه الى البلدية أربعة عونيين وهذا ما لم يحصل في أي وقت مضى"، لافتةً الى أن "غاريوس سيحصد في هذه الإنتخابات نتيجة ذلك التفاهم البلدي خصوصاً وأن ادمون غاريوس ليس مرشحاً في هذه الدورة، وبالتالي سيتمكن من كسب ما خسره من الأصوات في العام 2009 في الشياح".
في المحصّلة لن تكون معركة بعبدا مجرد نزهة خصوصاً بالنسبة الى "التيار الوطني الحر" فهل ينجح الأخير بالاحتفاظ بمقاعده المسيحيّة في هذه الدائرة أم أن ما بعد 6 أيار لن يكون كما قبله؟!.