مشهدان استأثرا أمس (الثلاثاء) بمحاكم الإحتلال الإسرائيلي:تمثّل الأوّل: بمحاكمة الفتاة عهد باسم التميمي (17 عاماً).والثاني: توصية شرطة الإحتلال بمحاكمة رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بتهمة الرشوة.
عهد التي مثلت أمس أمام "محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية"، دخلتها وهي مبتسمة، على الرغم من الإرهاق البادي على وجهها، لتسمع كلمات والدها باسم وهو يناديها قائلاً: "خليكي قوية .. صخرة أنت".
المواجهة المؤثّرة بين الوالد وكريمته ذات الشعر الذهبي، سمعها العالم عبر تسريب فيديو بعد تحويل الجلسة إلى مغلقة، وبالفعل حبست عهد دموعها في مقلتيها، على الرغم من اشتياقها إلى حضن والدها وسماع صوته، لكنها تدرك تماماً أنّ تلك الدموع سيستغلها الصهاينة بزعم ضعفها وانهيارها لتشويه صورتها، فبقيت متماسكة كما ربّاها والداها باسم وناريمان على أنْ تبقى قوية وتتحدّى الإحتلال داخل محاكمه العسكرية وزنازينه القمعية، وإجراءاته التعسّفية، فواجهت قوّاته المدجّجة بالسلاح، بيديها النديّتين، وصفعت ضابطاً وجندياً، مانعة دخولهما إلى دارها، في قرية النبي صالح - شمال غرب رام الله (15 كانون الأوّل 2017).
وقرّر القاضي العسكري الإسرائيلي محاكمة عهد في جلسة مغلقة، طالباً من أمن المحكمة طرد الصحافيين من القاعة، دون إبداء الأسباب، حيث قامت قوى الأمن بطردهم قبل إحضار عهد إلى داخل القاعة، حيث أجّلت المحكمة الجلسة إلى 11 آذار المقبل.
في غضون ذلك، كانت شرطة الإحتلال الإسرائيلي قد أوصت بمحاكمة نتنياهو بتهم الرشوة التي أطلق عليها القضية (1000)، والتي تقاضاها من رجل الأعمال الملياردير الإسرائيلي هوليوود أرنون ميلتشان، بالإضافة إلى تهمة خيانة الأمانة التي تحمل إسم (القضية 2000).
وفي ما يتعلق بالقضية (1000)، فإنّ نتنياهو وزوجته سارة متهمان فيها بالحصول على هدايا غير مشروعة، وخاصة السجائر وزجاجات الشمبانيا التي يقدّر ثمنها بمئات آلاف الشواكل.
أما ملف القضية (2000) فيتضمّن شبهات حول نتنياهو، بالتعاون مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" رجل الأعمال نوني موزس، بسن قانون في الكنيست، ينص على منع إصدار الصحف اليومية المجانية، لضرب صحيفة "يسرائيل هيوم" المنافسة لـ"يديعوت"، مقابل نشر الأخيرة أخباراً إيجابية عن نتنياهو.
ورّد نتنياهو واصفاً "توصية الشرطة بأنّها خالية من أي أساس"، ومعتبراً أنّ "المحقّقين يستهدفونه وعائلته من خلال ادّعاءات كاذبة".
وزعم نتنياهو أنّ "الشرطة بادرت بـ15 تحقيقاً معه من أجل إسقاطه عن السلطة"، متهماً إيّاها باستهداف زوجته وأطفاله بغرض إيلامه.
وأشار إلى أنّ توصيات الشرطة ضدّه ستنتهي بلا نتيجة، متعهّداً بأنّ "حكومته ستستمر في عملها بمسؤولية لجعل إسرائيل قوّة عالمية".
في غضون ذلك، دعت النائب في الكنيست من حزب "ميرتس" اليساري، تامار زاندبيرغ، نتنياهو للاستقالة من منصبه.
وقالت زاندبيرغ في تغريدة عبر "تويتر": "رئيس الوزراء في طريقه إلى السجن، إنّه يوم محزن للديمقراطية، نتنياهو فقد السلطة الأخلاقية في حكومته".
وأضافت: "لو لم يستقل، فإنّ على كل عضو في ائتلافه المكوّن من 60 شخصاً الصعود والقول: يكفي! إذهب!".
إلى ذلك، مدّدت محكمة الإحتلال في "معتقل عوفر"، أمس، اعتقال الأسيرة رسيلة شماسنة (والدة الشهيد محمد شماسنة) وإبنتها سارة إلى الثلاثاء المقبل.
وقدّمت النيابة العسكرية لائحة اتهام بحق الوالدة، وهي إطلاق نار بالهواء أثناء جنازة إبنها الشهيد في بلدة قطتة - شمال القدس، وضرب مجنّدة.
في حين لم تقدّم النيابة لائحة اتهام بحق الطفلة سارة، التي اعتدى عليها الجنود لحظة اعتقالها، فدافعت عنها والدتها، وكسر الجنود يد الأم، جرّاء اعتداء الجنود، ثم اتهموها بضرب مجنّدة.
وأعلنت الوالدة الإضراب المفتوح عن الطعام منذ ٩ أيام، رفضاً لاعتقالها دون تهمة، حيث اقتحم الجنود منزلها لاعتقال ابنتها، ثم اعتقلوها بعدما دافعت عن ابنتها.
هذا، وقرّر الفلسطينيون المعتقلون إدارياً في سجون الإحتلال الإسرائيلي مقاطعة المحاكم العسكرية الإسرائيلية بدءاً من غدٍ (الخميس) بحسب ما أعلن رئيس "هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين" لدى السلطة الفلسطينية عيسى قراقع في مؤتمر صحفي.