الله محبة هو ونحن الذين خلقنا الله على صورته ومثاله، يجمّلنا الحب يؤلهنا الحب يوجدنا الحب يلدنا الحب انسانا جديداً. من يحب هو انسان مولود من الله ومع حبه للاخر ينوجد هو ويجد المعنى لحياته وللاخر هذا هو المعنى الثيولوجي والانتربولوجي للحب لذلك كان عيد الحب هو عيد تقدمة الوردة الحمراء او تقدمة القلــب الاحمر انه العطاء بكرم انه عيد قرباني انه الوهب والعطاء oblasif، التقدمة وليس استثنائياً captatif تكمشي فيه الاثرة والانانية والنرجسية.
} نرسيس وعشق الذات }
نظر نرسيس الى البحيرة الساكنة الهادئة وكأنها مسحورة، فوجد صورته الجميلة على وجه المياه فأغرم بها وخلفه كانت اصوات الالهة الجميلات ينادينه نرسيس! نرسيس ليلتفت اليهن ويلتقي بهن ويخرج من عبادته لذاته من غروره وعشقه لذاته لينوجد في حب الاخر، لكن نرسيس كان غارقاً مبهوراً مسحوراً بصورته التي يعشقها فلحق بها ونزل الى المياه لكنه اختنق ومات ونبتت بدله له زهرة النرجس وبقي صدى صوت الحوريات يتردد على وجه البحيرة والغابات: نرسيس! نرسيس! انه نداء الحب لعمر الحب بين كل شاب وصبية لبناء بيت وعائلة.
وكما تقول احتفالية الرحابنة «هوي وهيي» من اول العمر لآخر العمر «هوي وهيي» لكن ولو كان الاله كوبيدون اله الحب حاملاً سهامه ويرميها حيثما شاء والى اين طار ويصيب القلب بسهم حب قاتل ويجرح ويرمي القلب ويطير العقل من الوجع ويعمي البصر والبصيرة عن التمييز والحكم الصحيح وهذه هي حال من اصابهم سهم الحب حتى المرض.
} الحب مرض وجنون }
هكذا تقول الحكاية في الادب العربي «يقول اعرابي: فارقت بني عذرة (الحب العذري) وفيهم ثلاثـــون مريضــاً وليس بهم داء الا داء الحب. قال وكيف يكـــون ذلــك؟ قال لجمال ولصباحة في وجوه صبايانا ولعنة في قلوب شبابنا، يعشقون ولا وصال، فيحرضون من الحب ويهيمون في الصحراء كالمجانين. (من هنا قصة مجنون ليلى).
} القصة وحقيقتها
الى فالنتين مع حبي }
يقول كتاب السنكسار الماروني اي قصص القديسين والشهداء في اليوم الرابع عشر من شهر شباط؟
ان فالنتين كاهن عالم فيلسوف من روما. قبض عليه الملك كلوديوس الثاني وطرحه في السجن مقيّداً بالسلاسل، ثم اخذ يلاطفه ليترك الايمان المسيحي ويعبد الأصنام. لكنه قال ان هذه تماثيل لآلهة من صنع بشر فأرسلوه الى القاضي أستيريوس ليعاقبه على تجديفه فأخذه الى بيته وكان عنده ابنة جميلة عمياء فقدت بصرها منذ سنين. فتمنّى على فالنتينوس ان يعلّمها ويثقّفها فقام بمهمته بحبّ واحترام. ولكنه كان ايضاً يخبر الصبية عن يسوع وحبه وجماله. فطلبت منه ان يعمّــدها بعد ان اخبرها كيف ان يــسوع افتدى البـــشرية ومات حـــباً لأجلنا. فآمنت وعمّدها بعد خوفه من والــدها. لكنها اصرت عليه والّحـــت. فعندما عمّدها انفتحت عيناها على النور كما انفتح قلبها على نور الايمان بيسوع المسيح.
فأسرعت الى عند والدها لتخبره بذلك، لان ايمانها بيسوع وعمادها فتح لها نور عينيها بعد ان دخل نور المسيح الى قلبها فآمن ابوها وأمها وأهل بيتها. فأمر الملك بقطع رؤوسهم جميعاً وقطع الحرّاس رأس فالنتاين بالسيف فأخذت الصبية الجميلة الجسد ودفنته باحترام في احدى زوايا حديقة والدها وغرست فوق القبر شجرة لوز لأن اللوز يزهر في عزّ الشتاء والثلج ووضعت على القبر باقة زهر كتبت عليها: «الى فالنتاين مع حبي» وصارت كلّ سنة عندما يزهر اللوز تضع على القبر باقة زهر وتكتب عليها: «الى فالنتاين مع حبي». وكان ذلك سنة 268 مسيحية.
} أعيدوا العيد الى معناه الحقيقي
وليس عيداً مدنياً تجارياً بحتاً }
جميل جداً ان نقدم الورد لنعبر عن حبنا وان نعيش عشقنا وغرامنا.
جميل ان نطلق البالونات الحمراء ونحمل ونلبس الثياب الحمراء.
جميل ان نقول ان هذا النهار هو عيد العشاق ولكن علينا ان لا نكتفي بذلك فقط بل علينا ان نعود الى المعنى الحقيقي لهذا العيد ألا وهو ان نذكر الابن الحبيب يسوع المسيح الذي مات حباً لاجل خلاصنا.
وان نعرف معنى القصة لهذا اليوم باستشهاد فالنتاين حباً ليسوع.
وان نعرف امانة الصبية التي انار عقلها بنور الايمان والمعرفة وانار عينيها بالبصر والنور وانها بقيت امينة له تذكره كما ازهرت الطبيعة وتقدم له باقة زهر تكتب عليها: الى فالنتينوس مع حبي العيد هو هنا هذا الطقس الجميل للحب وللأمانة لهذا الحب.
فلا نكتفي بباقات الزهور الحمراء وبطاقات التهنئة مكتوب عليها: الى... مع حبي.
لهذا البعد مسيحي يضرب في اعماق لاهوت الحب والاستشهاد والامان فلا نجعله عيد تبادل تجاري فقط في طقوسية فارغة وتافهة لا شيء فيه من العشق الالهي وكل عيد عشاق وكل عيد وسان فالنتاين وانتم بخير.