أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن خلال حفل استقبال في دارتها، على شرف الصحافة، أنه "يسرني أن أرى إعلاميين من جميع وسائل الإعلام، فبيننا صحافيون من الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، وكذلك أشخاص يشاركون للمرة الأولى في هذا الحفل من وسائل الإعلام الرقمية، بما فيها المدونات وإليكم جميعا أنتم من يمثل الصحافة التي نكرمها، أستطيع أن أؤكد من خلال اللقاءات والحوارات التي أجريتها مع كثيرين من بينكم أن لبنان يمكن أن يفتخر بصحافته الديناميكية والمحترفة. وأعتقد بأن طاقتكم وشغفكم ومثابرتكم ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى لسببين هما: أولا، نعرف جميعا أن حرية التعبير تتراجع حول العالم. وعندما أعلنا عن جائزة سمير قصير في الأسبوع الماضي، ذكرنا أن آخر تقرير صادر عن منظمة صحافيون بلا حدود يشير إلى أن حرية الصحافة تتعرض للضغط في غالبية أنحاء العالم، والأكثر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي منطقة ما زالت تعتبر الأكثر صعوبة وخطورة في العالم بالنسبة إلى الصحافيين".
أضافت: "نتفق جميعا على أن لبنان يشكل استثناء في هذه المنطقة، ونحن نريده أن يبقى كذلك. لكن لأكون صريحة معكم، لقد شهدنا أمورا نأمل في ألا تتحول إلى نزعة دائمة، ولكنها على الأقل أمور تجسد بعض التطورات المقلقة بالنسبة إلى حرية الصحافة. ففي العام الماضي، تم توقيف بعض الصحافيين أو استجوابهم أو سوقهم إلى التحقيق بسبب عملهم أو أنشطتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مدونين ومستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي. نحن كاتحاد أوروبي، نؤمن بأن لكل شخص الحرية في التعبير عن آرائه والاحتفاظ بها وتلقي المعلومات وتشاطرها من دون تدخل السلطات العامة. في المقابل، نعتقد بأنه على السلطات العامة الاضطلاع بدور إيجابي واستباقي لحماية حرية التعبير وتحفيز تطويرها. لذلك نثير هذه المسألة باستمرار في حوارنا ومشاوراتنا السياسية وندعم المبادرات في هذا المجال. ولعل جائزة سمير قصير لحرية الصحافة التي نمنحها كل سنة هنا في بيروت تشكل المثل الأبرز في هذا الإطار".
وتابعت: "ثانيا، إن عملكم بالغ الأهمية في هذا الوقت بالتحديد لأنه بعد تسعة أعوام، سيجري لبنان أخيرا انتخابات نيابية ستشكل لحظة مهمة بالنسبة إليه. في الوقت نفسه، ستكون هذه الانتخابات مناسبة لنقاش عام متزايد وربما للحساسية. وتؤدي وسائل الإعلام التقليدية منها والرقمية دورا محوريا في تغطية الانتخابات والحملات إلى حين إجراء الانتخابات باحترافية. وكصحافيين، أنتم تؤدون دور مراقبي الديمقراطية".
وأردفت: "أخيرا، أود أن أشكركم جميعا على تغطية عمل الاتحاد الأوروبي في لبنان. لدينا محفظة واسعة من المشاريع في لبنان ونجري حوارا سياسيا صريحا معه على جميع المستويات. وفي كل سنة، تزداد العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان قوة وتصبح استراتيجية أكثر، ونحن نعمل على الأمن والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وغيرها الكثير من المجالات. وأقولها بصدق إن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موغريني قد زارت لبنان مرتين لترى بنفسها ما نفعله هنا ولتنقل رسالة الدعم هذه شخصيا".
وختمت: "لا تكون دولنا ومجتمعاتنا قوية إلا عندما تكون الديمقراطية قوية، وعندما تكون مساحة المشاركة والنقاش حرة ومفتوحة. وهذه مناسبة لتكريمكم جميعا أنتم من يعمل يوميا على ضمان التدفق الحر للمعلومات وقيام صحافة ديناميكية. وأود أن أدعوكم لنشيد معا بشجاعة وتفاني جميع من يسعون في وسائل الإعلام المكتوبة أو المرئية أو المسموعة أو الإلكترونية إلى حرية المعرفة والنقاش الحر في لبنان وأوروبا على السواء