كل ما إقترب موعد السابع والعشرين من آذار المقبل وهو اليوم الذي ستنتهي فيه مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والبلديات، كلما إرتفع الضغط الإنتخابي الكتائبي على قيادة حزب "الله-الوطن-العائلة" بهدف حسم أمرها لناحية عقد تحالفات مفيدة تمكّنها من البقاء فاعلة ضمن اللعبة البرلمانية، وتبقي الحزب قادراً على تسجيل كتلة نيابية لها موقعها في المشهد السياسي ولعبة المفاوضات، أكان هذا الموقع داخل مجلس النواب أم على أي طاولة حوار وحتى في عملية تشكيل الحكومة التي تعكس عادة صورة توزّع الكتل وأحجامها في الندوة البرلمانيّة.
المشكلة كل المشكلة في قيادة البيت المركزي تقول مصادر متابعة هي في إصرار النائب سامي الجميل على عدم التحالف مع ما أيّ فريق من أفرقاء الحكومة الحالية بإستثناء تيار المرده. وفي هذا السياق كشفت دراسة إنتخابية أجريت في الأسبوعين الفائتين أن تحالف الكتائب مع مجموعات المجتمع المدني ومع تيار المرده، لا يؤمن فوز الكتائب بأكثر من نائبين كحدٍّ أقصى وبإيصال نائب مدعوم من الكتائب لكنه في الخيارات السياسية بعيد كل البعد عنها كالنائب السابق فريد هيكل الخازن الذي يترشح عن المقعد الماروني في دائرة كسروان–الفتوح وجبيل مدعوماً من المرده والكتائب، والذي في حال وصوله الى مجلس النواب، لن يكون أبداً في كتلة الكتائب بل مع المرده، لأنه في الخيارات هو من الأقرب الى ما كان يعرف بفريق ٨ آذار المؤيد للرئيس السوري بشّار الأسد. بحسب الدراسة الأخيرة، ما هو مضمون كتائبياً حتى اللحظة هو مقعد النائب سامي الجميل في المتن الشمالي، وما هو شبه مضمون، هو مقعد ثانٍ في المتن قد تفوز به لائحة الكتائب إذا إستطاعت أن تؤمّن حاصلين إنتخابيين وهي قريبة في الأرقام من تحقيقهما. أما ما هو غير مضمون، فهو مقعد النائب نديم الجميل في دائرة بيروت الأولى التي تضم الأشرفية–الصيفي–الرميل- المدوّر، خصوصاً إذا أثمرت المفاوضات القائمة في الكواليس تحالفاً إنتخابياً بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، عندها سيصبح مصير مقعد نديم بخطر أكيد. بين المقاعد المضمونة وغير المضمونة في كتلة الكتائب، هناك مقاعد حسم أمر خسارتها، كمقعد النائب سامر سعاده الذي نقل ترشيحه من طرابلس الى قضاء البترون حيث إقتراعه وسكنه ونشاطه، لماذا؟ لأن الأول في الأصوات التفضيلية سيحل رئيس التيّار الوطني الحر وزير الخارجيّة جبران باسيل، والمرتبة الثانية ستكون للنائب بطرس حرب، وبالتالي لن يكون من السهل على سعاده الفوز خصوصاً إذا كانت الكتائب خارج تحالف المرده–حرب–القومي السوري. أضف الى مقعد سعاده الخاسر، ستخسر الكتائب بالتأكيد مقعد النائب فادي الهبر في عاليه، لأن في دائرة الشوف وعاليه لا وجود لتيّار المرده، كذلك فمجموعات المجتمع المدني هي في هذه الدائرة غير فاعلة وقادرة على إيصال مقعد نيابي عبر صناديق الإقتراع. أما مقعد النائب ايلي ماروني في زحله فمصيره مرهون بالتحالفات المتشابكة وغير الواضحة المعالم بعد نظراً الى كثرة الأفرقاء السياسيين الفاعلين في هذه الدائرة.
إذاً كتلة الكتائب بخطر بفعل تحالفاتها، فهل يعود الجميّل في اللحظات الأخيرة الى التحالف مع الأحزاب والتيارات الفاعلة إنقاذاً للوضع، خصوصاً بعد تداول صورته مع تيمور جنبلاط خلال الأيام القليلة الماضية، أم أن الكتائب ستضيع في المجهول؟