أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ هناك ترشيحات مشبوهة ومرشحين مشبوهين إلى الانتخابات النيابية المقبلة، موضحًا أنّ الانتماء السياسي لهؤلاء لم يكن يوماً صائبًا، مشدّداً على عدم جواز أن يكون أحد ما محسوبًا على خط سياسي معيّن ويدافع عنه على مدى سنوات، ثمّ يترشّح لمواجهته، وكأنّ المروءة هبّت فيه فجأة فاكتشف تورّط هذا الخط بالفساد أو غيره.
وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد" ضمن برنامج "الأسبوع في ساعة" أداره الإعلامي جورج صليبي، لفت أبو فاضل إلى أنّه لا يؤيّد دخول الإعلاميين والصحافيين إلى الندوة البرلمانية، معربًا عن اعتقاده بأنّ كلّ إعلامي خارج الندوة البرلمانية ملك، ولكن عندما يدخل إلى البرلمان يدجَّن، ويصبح وضعه مختلفاً ومغايرًا، ولا يستطيع عندها أن يبقى كما كان قبل دخوله المجلس النيابي. ولكنّه لفت إلى أنّه ليس ضدّ دخول الصحافيين إلى البرلمان بالمُطلق، بشرط أن يترشحوا ضمن الفريق السياسي الذي ينتمون إليه.
الكتائب لم يربح
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استطاع إحراج حزب الكتائب ومن ثمّ إخراجهم من الحكومة، وأشار إلى أنّ وزارة الدولة ليست وزارة مدهنة والكتائب يطمحون إلى وزارة أهمّ منها، ولكن عندما طرحت عليهم كان يجب أن يستشفّوا أنّ هناك خطة لإخراجهم.
ورأى أبو فاضل أنّ حزب الكتائب لم يربح بخياره هذا، علمًا أنّه كان ضمن التركيبة التي تعزل العماد ميشال عون، وقد استطاع الأخير بتسوية من سماحة السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري والدكتور سمير جعجع أن يصل لرئاسة الجمهورية، مشدّداً على أنّه لا يمكن لفريقٍ ما أن يكون داخل السلطة ويعارضها في آنٍ واحد.
التيار سيكون الأول
ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل يحمل وزراً وإرثاً، ولكنّه لفت إلى أنّ نواب التيار الوطني الحر هم من يمثلونه في حال جرت الانتخابات النيابية في منطقته في المتن، وهو سيعمل لصالحهم، مقراً في الوقت عينه بوجود معركة بين التيار والكتائب في المتن، واصفًا المعركة الانتخابية في المتن بأنّها ستكون "أمّ المعارك".
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ اختلاف حزب الكتائب مع النائب ميشال المر، بعد تحالفهما في الانتخابات البلدية الأخيرة، سينعكس سلباً عليهما، لأنّ قاعدتهما ستنقسم تلقائيًا، وبالتالي هذا الأمر سيساعد التيار الوطني الحر على أن يكون الأول في المتن.
أبعدوا كأس النيابة
وشدّد أبو فاضل، رداً على سؤال، على موقفه المنحاز إلى جانب المقاومة وحزب الله، مشيراً إلى "أننا لن نقبل أن تمر داعش ببكفيا أو بجونية أو معراب"، وأكد أنّه مع هذا الخط في أيّ مكان يستطيع من خلاله أن يخدم الوطن، إلا أنّه يطلب إبعاد كأس النيابة عنه.
وأكد أبو فاضل أنّ الأزمة التي حصلت في الآونة الأخيرة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل تمّت معالجتها، مشيراً إلى أنّ كلّ الرؤساء تدخّلوا لتطويق الإشكال الذي وقع، خصوصًا في ضوء التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة.
وإذ لفت أبو فاضل في هذا السياق إلى اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي حصل في قصر بعبدا، أشار إلى أنّ معالجة الأزمة بدأت مع الأسف الذي عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل بعد التسريب الشهير.
الحريري بانتظار السعودية
وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ القانون الانتخابي يحتّم على مختلف القوى السياسية إبرام التحالفات "على القطعة" وفق ما تقتضيه المصلحة الانتخابية، وأشار إلى أنّ الجميع بانتظار الرئيس سعد الحريري والرئيس الحريري بانتظار السعودية، ولذلك خلط الحابل بالنابل في خطاب 14 شباط قصداً وعن سابق تصوّر وتصميم ولم يعط أيّ كلامٍ حاسمٍ.
وكشف أبو فاضل أنّ السفير السعودي أبلغ زواره بأنّه سيكون هناك قرار سعودي في نهاية الشهر الحالي حول الانتخابات، لافتاً إلى أنّ السعودية في حال قررت دعم الرئيس الحريري في الاستحقاق الانتخابي فإنّ ذلك سيحصل بشروط.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ هناك إمكانية كبيرة أن يُطلَب من الرئيس الحريري عدم التحالف مع التيار الوطني الحر مقابل دعمه في الانتخابات النيابية.
كلهم ينتظرون السعودية
وفي سياق متصل، لاحظ أبو فاضل أنّ الرئيس الحريري ينتظر السعودية لكن كل الماكينات الانتخابية تعمل على أساس أنّ الانتخابات حاصلة في السادس من أيار، ولذلك نهاية شباط هي آخر مهلة سوف تعلن فيها اللوائح بصورة واضحة.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ حزب الكتائب والقوات واللواء أشرف ريفي بانتظار ما ستقوله لهم المملكة العربية السعودية، منتقدًا هذه الأطراف على مواقفها في الملفات السيادية، لافتاً إلى أنّ شيئاً لم يصدر عنها في مواجهة التهديدات الاسرائيلية إلى لبنان.
ولاحظ أبو فاضل في هذا السياق أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن التزامه بقرارات مجلس الدفاع الأعلى لكنّ أحدًا لم يلاقه من منتصف الطريق.