ماذا يعني حسم واعلان الثنائي الشيعي اسماء مرشحيه للانتخابات النيابية باكراً؟
لا شك ان احد ابرز عناصر الجواب على هذا السؤال هو متانة وقوة التعاون والتحالف القائمين بين حركة «امل» وحزب الله، والتي ترجمت في الانتخابات السابقة وفي انتخابات البلديات، عدا عن وحدة الموقف في التعاطي مع الاستحقاقات والمشاريع المطروحة ان على مستوى الحكومة او على مستوى المجلس النيابي.
وقد ذهب وزير الاعلام ملحم رياشي امس الى حد ان يحسد الثنائي المذكور على «طريقة التعاطي مع بعضهما البعض، ومن المؤسف ان هذا الامر لا يحصل بين المسيحيين».
ويقول مصدر بارز في الثنائي الشيعي ان العلاقة بين امل و«حزب الله» تتجاوز مسألة التحالف الانتخابي، بل ان هذا التحالف هو ترجمة لما يجمعهما في مواقع تجاه التحديات الكبرى ومعظم الاستحقاقات، والقضايا المطروحة على الصعيد الداخلي سياسيا وانمائياً واقتصادياً واجتماعياً.
ويشير المصدر الى انهما بدأ اعداد العدة للانتخابات قبل الاطراف الاخرى ومنذ فترة طويلة، وتوافقا منذ اشهر عديدة على توزيع المرشحين بينهما في كل المناطق والدوائر، وتشكلت لجان مركزية ومناطقية مشتركة للاعداد والتحضير للانتخابات قبل تحديد موعدها بفترة غير قصيرة.
وحسب المصدر، فان الثنائي الشيعي كان سباقاً للذهاب الى خيار الانتخابات بصورة حاسمة واكيدة.
ولذلك عمل قبل الاخرين على التحضير لها خصوصاً بعد فترة حسم واقرار القانون النسبي الجديد.
وبطبيعة الحال، فان الاتفاق على توزيع المرشحين كان الخطوة المهمة والاساسية، باعتبار ان اختيار الاسماء ترك لكل طرف من الطرفين ومن دون اي معوقات او صعوبات او عثرات.
ويؤكد المصدر في هذا المجال، ان تسمية المرشحين لم تكن صعبة لكنها في الوقت نفسه اخذت بعض الوقت عند الطرفين لاسباب تتعلق اولاً بطبيعة القانون الجديد التي تفرض حسابات تختلف عن حسابات القانون السابق، وثانياً لتجربة النواب في الحركة والحزب، وثالثاً للحسابات المتصلة بالمناطق والدوائر والعوامل الاجتماعية الاخرى. ولكن هذا لا يعني ان الطاقات والامكانيات تتوقف عند لائحة الاسماء المعلنة، اذ ان هناك عدداً كبيراً من الاسماء الاخرى المؤهلة في صفوف الطرفين لخوض هذا المضمار.
ووفقاً للمصدر فان قوة تمثيل الحركة والحزب للبيئة الشيعية، ان صح التعبير، تشكل عاملاً اساسياً في قدرتهما على اجتياز هذا الامتحان بسهولة نسبة الى القوى والاطراف في الطوائف الاخرى.
والى جانب هذا العنصر الاساسي في اقدام الثنائي الشيعي على اعلان اسماء مرشحيه باكراً، تبرز عناصر ورسائل اخرى في هذه العملية منها:
1- التحالف الثابت بين «امل» و«حزب الله» في كل لبنان، واتفاق الجانبين على الانطلاق منه للتحالف مع باقي القوى.
2- توجيه رسالة للاخرين حلفاء وغير حلفاء بان من يريد ان يتحالف معنا، عليه ان يأخذ بعين الاعتبار هذا الثابت بالدرجة الاولى، بالاضافة الى الاخذ بعين الاعتبار بطبيعة الحال توجهات الثنائي الشيعي المبدئية والسياسية بصورة عامة.
3- الوضع المريح الذي يتميز به الثنائي الشيعي في كل الدوائر والمناطق التي يتواجد فيها، اكان ام لم يكن له مرشحون في هذه الدوائر.
4- تأكيد قناعته وتوجهاته بالذهاب الى الاستحقاق الانتخابي بقناعة راسخة، ترجمتها مواقف الثنائي منذ مناقشة القانون الانتخابي وبعده.
5- فرض ايقاع الثنائي المذكور على المشاورات والمفاوضات التي يفترض ان تحسم تحالفاته مع القوى الاخرى في العديد من الدوائر.
6- العبور من مرحلة الترشيح الى مرحلة تركيب اللوائح في وقت مبكر، وبالتالي الانصراف الى التحضير للمعركة الانتخابية بدفع قوي يضمن تحقيق النتائج التي يتوخاه الثنائي من هذا الاستحقاق المفصلي في البلد.
وبناء عليه، فان تحالف «امل» وحزب الله قطع شوطاً كبيراً في ترتيب وصياغة اللوائح التي سيخوض من خلالها الانتخابات، ولم يبق سوى العمل لبلورة وانجاز لوائحه في دائرتين او ثلاث دوائر ليكون المشهد الانتخابي قد اكتمل عنده بصورة حاسمة ونهائية.