منذ أن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أسماء مرشحي الحزب الى الإنتخابات النيابية المنتظرة في السادس من أيار المقبل، والبعض يحاول إثارة بلبلة حول تسميته الشيخ حسين محمد زعيتر وهو من بلدة القصر، مرشحاً عن المقعد الشيعي في جبيل. بلبلة، هدفها التسويق لإعتراض شيعي جبيلي على زعيتر، والإيحاء بأن جمهور حزب الله لن يصوّت له، أولاً لأنه من خارج المنطقة وثانياً لأن الحزب همّش بقراره العائلات الشيعية في المنطقة. وعن هذه البلبلة، ينقل مسؤول في الحزب إرتياح القيادة التام لخيارها، ويؤكد ان "صناديق الإقتراع ستعطي أكثرية ساحقة للشيخ زعيتر داخل الأقلام الشيعية الأمر الذي يدحض كل ما يحكى عن إعتراض شيعي عليه". كل ما يسوّق عن بلبلة وإعتراض وغضب لدى الجمهور الشيعي الجبيليي مصدره بحسب مصادر مقربة من الحزب، ليس القواعد الشعبية الشيعية ولا الجمهور المؤيد للخيار السياسي الذي يمثله حزب الله، بل مجموعة مرشحين الى الإنتخابات، يتمترسون وراء عائلاتهم وعشائرهم بهدف التصويب على الخيار الذي رسى عليه الحزب، ومحاولة الضغط لإستبداله بواحد منهم. وفي هذا السياق تسأل المصادر عينها، "منذ متى يقترع جمهور الحزب لأسماء ولعائلات وعشائر؟ وهل هناك من يعتقد أن الناس ستتخلى عن خيارها السياسي بمجرد أن تحدث البعض عن إعتراض على هذا المرشح أو ذاك"؟.
ثقة الحزب بجمهوره وبقاعدته الشعبية متينة جداً ولا تأتي هذه المتانة من لا شيء بل من عدة تجارب سابقة، إنتخابية وغير إنتخابية، أثبتت بما لا يقبل الشك أن منظومته الجماهيرية هي أكثر من حديدية تماماً كما هي منطومته العسكرية، وعن هذه التجارب، يسأل مسؤول في حزب الله، "هل هناك من يصدّق أن إيصال مسؤول المنطقة الخامسة في الحزب أي الشيخ زعيتر الى الندوة البرلمانية، سيكون أصعب على القيادة من قرار دعم مرشح القوات اللبنانية الراحل إدمون نعيم في إنتخابات بعبدا–عاليه الشهيرة عام ٢٠٠٥ يوم عقد التحالف الرباعي؟ وهل من يعتقد أن تأمين فوز زعيتر في جبيل سيكون اصعب على قيادة الحزب من دعم لائحة التيار الوطني الحر في جزين خلال دورة العام ٢٠٠٩، على رغم الخلاف السياسي والإنتخابي الذي كان قائماً يومها بين التيار ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دعم المرشح الراحل سمير عازار؟.
هذه النقمة التي يتم التسويق لها ضد زعيتر، ستتلاشى شيئاً فشيئاً كلما إقترب موعد الإنتخابات، وقد تنقطع إخبارها نهائياً عند إقفال باب الترشيح وتحديداً عند إنتهاء مهلة تسجيل اللوائح، أي عندما يتأكد المرشحون الشيعة في جبيل بأن الحزب لن يتراجع عن خياره، وبأن زعيتر هو من سيكون على لائحة التيار الوطني الحر في دائرة كسروان–جبيل. عندها سيصبح الترشيح أمراً واقعاً على هؤلاء، وسيكتشفون بأن القواعد الشعبيّة تؤيد الحزب وتعطيه ثقتها الكاملة، بغض النظر من يرشّح الى النيابة ومن يسمي وزيراً في الحكومة أو مديراً عاماً في هذه المؤسسة أو تلك.