وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى أرمينيا، في زيارة رسمية يلتقي في خلالها الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، ورئيس مجلس النواب آرا بابلويان، ورئيس مجلس الوزراء كارين كارابيتيان، وتوجه عون إلى كاثوليكوسية عموم الأرمن في اتشميادزين للقاء كاثوليكوس عموم الأرمن البطريرك كاريكين الثاني.
وذكر كاثوليكوس عموم الأرمن البطريرك كاريكين الثاني، في كلمة له، لدى وصول عون، "اننا نصلي ونبارككم كما نبارك لبنان وسلطته والشعب اللبناني الشقيق والصديق، ونحن واثقون من ان هذه الزيارة ستشكل حافزا جديدا لتوثيق العلاقات بين البلدين التي تسودها الصداقة والاخوّة، والمبنية بقوة على اساس الثقة المتبادلة، وذلك نتيجة لجهود ابنائنا المستقرين في لبنان، فهم جسر الصداقة القوي للتعاون بين بلدينا"، معرباً عن "الامتنان والتقدير والمحبة للشعب اللبناني الذي "أتاح خلال محنة المجزرة الكبرى الفرصة لشعبنا للعيش في لبنان والمساهمة في حياته الاقتصادية والثقافية".
ولفت الى "اننا نرفع الدعاء لكي يزدهر لبنان ويعيش في سلام وهدوء، وبهذه الامنية نرفع الصلاة كي تكون العلاقات بين بلدينا مثمرة وقوية"، معرباً أيضاً عن "تقديره للجهود التي يقوم بها عون لتوفير فرص العيش الكريم للشعب الأرمني الموجود في لبنان لكي يشارك ويندمج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والروحية اللبنانية"، لافتاً الى "اننا مسرورون ايضا لوجود ممثلين عن الارمن في ادارة الدولة الذين يرافقونكم خلال زيارتكم لارمينيا، ونصلي من اجل ان تكون العلاقات بين شعبينا وبلدينا مثمرة ".
من جهته، رد الرئيس عون معرباً عن "سعادته بالزيارة التي يقوم بها لأرمينيا، وشكره للكاثوليكوس على حفاوة الاستقبال"، منوهاً الى أن "البذور التي زرعت في علاقاتنا الثنائية اعطت ثمارها، ونحن نعرف الكثير عن ارمينيا ولاسيما عن تاريخ المسيحية فيها، فهي اول دولة اعلنت نفسها مسيحية بالرغم من الاضطهاد الروماني في ذلك الحين، وهذا التحدي يدل على شجاعة الشعب الارميني وعلى معتقداته الصلبة".
كما ذكر عون "أننا في لبنان نعيش مع لبنانيين من اصل ارمني ويرافقنا اليوم في هذه الرحلة عدد من الشخصيات من بينهم، وهم منسجمون مع الحياة اللبنانية ويتبادلون مع اللبنانيين الاحزان والافراح، وهناك شبه كبير بين اللبنانيين والارمن"، لافتاً الى "اننا كمسيحيين، نؤمن بأنه بالمحبة نكسر الحواجز وبالايمان تتعاظم قوتنا، وبالرجاء يعيش الانسان بتفاؤل، على امل ان نبني السلام في مختلف ارجاء العالم".
وتجدر الاشارة الى أنه في نهاية اللقاء، تم تبادل اللهدايا بين الرئيس عون والكاثوليكوس كاريكين الثاني، ودّع على اثرها عون مضيفه، وتوجه الى الصحافيين مؤكداً ان "زيارته الى ارمينيا ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين اللبناني والارميني، وخصوصا ان بين اللبنانيين من هم من اصل أرمني".
يشار الى أنه بعد هذه الزيارة انتقل عون سيراً برفقة الأب ناتان لزيارة كنيسة سيدة اتشميادزين ومتحفها الديني، حيث عاين قطعة خشبية تعود لسفينة نوح، ورمحا رومانيا أثريا يعتقد أنه الرمح الذي طُعن به السيد المسيح وهو على الصليب، إضافة إلى قطع اثرية أخرى.
وابدى الرئيس عون "إعجابه بالمحتويات الأثرية الموجودة في متحف الكنيسة والتي تعكس التجذر الروحي للشعب الأرميني، وعراقة الايمان المسيحي في هذا البلد".
ثم توجه عون والوفد المرافق لزيارة النصب التذكاري لضحايا الابادة الجماعية للأرمن، وتقدم باتجاه النصب حيث وضع إكليلاً من الزهر، وحيا ذكرى شهداء الإبادة بانحناءة من رأسه.
كما توجه بعدها الرئيس عون إلى حديقة الرؤساء المحاذية والمعروفة باسم Alley Memory، حيث زرع شجرة أرز تحمل اسمه، رمزاً للصداقة التي تربط الشعبين اللبناني والأرميني. ثم انتقل إلى المتحف التابع للنصب والخاص بالإبادة الأرمينية، الذي يضم مجموعة من الصور والوثائق والمقتنيات التي توثق الإبادة وفظاعتها. وقدم له مدير المتحف ميدالية خاصة.