للمرة الأولى في الانتخابات النيابية المقبلة سيشترك المغتربون في اختيار النواب الـ128، فقانون الانتخابات الجديد أقر لهم حق مشاركتهم في المادة 111 التي تحدثت عن حق المواطن غير المقيم بالاقتراع في مراكز انتخابية في السفارات او القنصليات او في اماكن اخرى تحددها الوزارة، شرط أن يكون اسمه وارداً في سجلات الأحوال الشخصية وألاّ يكون ثمة مانع قانوني يحول دون حقه في الاقتراع عملا باحكام المادة الرابعة من هذا القانون.
أصبح معروفا أن 92810 من المغتربين تسجلوا لممارسة حقهم، ولكن بعد التدقيق بالطلبات والأوراق والمستندات من قبل وزارة الداخلية والبلديات انخفض هذا العدد ليصبح 84156 موزعين على 40 بلدا حول العالم. أعطت وزارة الداخلية مهلة 10 أيام لمن يرغب من المغتربين الذين تقدموا بطلب الانتخاب ولم يُذكر اسمهم على لوائح الشطب، بتصحيح الخطأ، ولكن المهلة لم تكن كافية لمعظم هؤلاء الذين حُرموا من ممارسة حقهم بسبب خطأ لا علاقة لهم به.
بعد الوصول الى الأرقام النهائية لأعداد المغتربين المسجلين للمشاركة بالعملية الانتخابية في 27 نيسان للمتواجدين في الدول العربية، و29 نيسان للمغتربين في الدول الاجنبية، تتوقف مصادر متابعة عند مشاكل عديدة سُجلت في تجربة التسجيل الأولى، واضعة اكثر من علامة استفهام حول مصير العملية الانتخابية التي يُتوقع أن تعاني من بعض المعوقات.
في البداية تكشف المصادر أن "سبب" انخفاض العدد من 92810، الى 84156 لم يكن واضحا، اذ ان اغلب "المرفوضين" لم يتلقوا رسائل تبلغهم بأن ملفاتهم غير مقبولة او تبلغهم بسبب رفضهم، الأمر الذي جعل ما حصل مبهما، اضافة الى ضيق المهلة التي أعطيت لهؤلاء لتصحيح الخلل، خصوصا لأولئك الذين يسكنون في أمكنة بعيدة عن السفارات اللبنانية او القنصليات. وتضيف المصادر عبر "النشرة": "من المشاكل التي ستواجه عملية الاقتراع أيضا هي بعد المسافة بين أماكن تواجد عدد من اللبنانيين وأماكن أقلام الاقتراع التي يجب أن تكون في أماكن رسمية موافق عليها من الدولة اللبنانية والدولة المضيفة، مشيرة الى أن في ألمانيا مثلا يبعد عدد كبير من المسجلين عن مركز السفارة أكثر من ألف كيلومتر، مشددة على ضرورة تنظيم فتح أقلام الاقتراع بحيث يمكن لكل المسجلين أن يصلوا الى هدفهم من دون عناء.
ومن المسائل التي تحتاج الى تفسير أيضا مسألة إيفاد المندوبين من وزارة الداخلية، وماذا عن المراقبين، وإن تولّت السفارات هذه المهمة فهل تملك الفرق المطلوبة لتغطية الأقلام؟ وماذا عن عملية عدّ الأصوات واستقدام الصناديق الى لبنان؟ فمن يضمنها منذ خروجها من قلم الاقتراع لحين وصولها الى وزارة الداخلية في لبنان؟ مع العلم أنه يفترض بكل لائحة انتخابية أن تبعث مندوبا لكل قلم يكون شاهدا على اقفال الصناديق وفرز الأصوات وختم المحضر.
أما بالنسبة لتقسيم المسجّلين حسب الطوائف والمذاهب والدول، فتظهر الأرقام التي حصلت عليها "النشرة" من مصادر مطلعة ان عدد المسيحيين المسجلين بلغ 45827 بما يشكل 54.4 بالمئة من إجمالي المغتربين المسموح لهم الانتخاب، بينما بلغ عدد المسلمين 38329، أي 45 بالمئة تقريبا.
ومن حيث المذاهب تكشف المصادر أن الموارنة احتلوا المرتبة الاولى فبلغ عددهم 28385، يليهم الشيعة 19239، ومن ثم السنة 13721، بينما جاء الدروز في المرتبة السادسة بتسجيل 4614 مغتربا. وفيما يتعلق بالدول فتأتي استراليا في المرتبة الاولى بـ12132، يليها كندا 11546، ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية 10081، في افريقيا جاءت أولا ساحل العاج بـ2371، في أوروبا احتلت فرنسا المركز الاول بـ8541 مسجل، وتليها ألمانيا بفارق ضئيل وسجّلت 8523، أما في الدول العربية فجاءت الإمارات العربية المتحدة أولا 5199، تليها السعودية 3209.