اعتبر النائب في كتلة "المستقبل" نبيل دو فريج أن عودة مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد الى بيروت توحي بامكانية تحقيق تقدم ما في الطروحات والوساطة الأميركية لحل الخلاف اللبناني-الاسرائيلي على البلوك 9 والحدود البحرية، لافتا الى انّه لو كانت هذه الوساطة قد فشلت لعاد المسؤول الأميركي مباشرة من تل أبيب الى واشنطن. وتحدث عن تداولات بطرح يحمله يقضي بتقاسم البلوك ٩ مع اسرائيل وهو أمر لا يمكن على الاطلاق الموافقة عليه.
وأكّد دو فريج في حديث لـ"النشرة" ان "هناك تفاهما دوليا على تحييد لبنان عن الصراعات المستعرة في المنطقة، لكننا لا يمكن ان نستبعد عدوانا اسرائيليا نخشاه فعليا، باعتبار ان كل الحروب التي شنتها اسرائيل في العقود الأخيرة وبالتحديد على لبنان كانت تأتي لتغطي على اشكالات في الداخل الاسرائيلي". وقال: "اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مأزق كبير جراء قضية الفساد التي يُحاسب على اساسها، وبالتالي يتوجب ان نكون متيقظين لأي عدوان للتغطية على أزمته هذه، وهو ما لا نتمناه على الاطلاق".
الامم المتحدة والحدود البحرية
وشدد دو فريج على ان "حل الخلاف اللبناني-الاسرائيلي حول الحدود البحرية والبلوك رقم 9 سهل جدا، ويقضي باستدعاء الدوائر المعنية في الامم المتحدة لترسيمها وبالتالي تحديد المنطقة الاقتصادية وفق ما تنص القوانين الدولية"، مذكرا بأنّه كان هناك مطلبا من هذا النوع في عهد الحكومة السابقة لفؤاد السنيورة. وأضاف: "الامم المتحدة تتحول عندها الى أمين سجل عقاري يحسم موضوع الخلاف، الا ان ما نتوقعه هو عدم خضوع اسرائيل لما يصدر عن الامم المتحدة، تماما كما انّها لم تلتزم بأي من القرارات الأممية السابقة".
وردا على سؤال، عما اذا كان تيار "المستقبل" قد قرأ أي ايجابيات في المواقف الأخيرة التي أطلقها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والذي دعا الدولة للمفاوضة من موقع قوة واضعا امكانيات المقاومة بين يديها، قال دو فريج: "الايجابية الوحيدة بالنسبة لنا هو الاّ يكون هناك بالاصل اي امكانيات عسكرية الا للدولة تماما، كما ان يكون قرار الحرب والسلم محصور بالسلطة السياسية التي يتمثل فيها حزب الله، اما خلاف ذلك فلا نرى فيه ايجابيات".
تناحر داخل اللائحة الواحدة
وتناول دو فريج ملف الانتخابات النيابية، معتبرا ان "القانون الجديد لا يسمح بأن يكون هناك برنامج موحد تُخاض على اساسه هذه الانتخابات، خاصة وان مبدأ الصوت التفضيلي يؤدي الى تناحر داخل اللائحة الواحدة التي يسعى كل من أعضائها للحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات التفضيلية". وقال: "كان من الاجدى تحديد صوتين تفضيليين على الاقل في الدائرة الواحدة للحد من هذا التناحر والاشكالات المرتقبة".
وعما اذا كان سيترشح مجددا للانتخابات، أشار دو فريج الى ان "الموضوع حاليا لا يزال لدى قيادة تيار "المستقبل" التي لم تحسم بعد أمرها بشأن ترشيحي، كما أنني لم أتبلغ اي شيء منها بعد لأتخذ القرار المناسب". أما في موضوع التحالفات، فرجّح ان يخوض "المستقبل" المواجهة الانتخابية في معظم المناطق بلوائح خاصة به من دون حلفاء مع بعض الاستثناءات".