طوي مشروع الموفد الاميركي السابق فريدريك هوفمان الذي يتضمن اقتراحا لحل النزاع الذي تفتعله اسرائيل مع لبنان لتقاسمه مخزون الغاز من البلوك 9 ، وفق احد المشاركين في الاجتماعات التي عقدها ااموفد الاميركي ديفيد ساترفيللد المكلف بحل النزاع البحري والبري بين لبنان واسرائيل . وافاد ان النقاش الذي جرى امس مع ساترفيللد تمحور حول الاجوبة الاسرائيلية على الأفكار اللبنانية التي حملها الى تل ابيب .و'سجّل تكتم مطبق في بيت الوسط واليرزة وقصر بسترس في محاولة لانجاح المفاوضات .
واشار الى ان ما نقله ساترفيللد امس الى المسؤولين يعني ان المفاوضات جارية وقابلةللاستمرار من دون الإفراط في التفاؤل .واجرى ساترفيللد مجموعة لقاءات بعد عودته الى بيروت من تل ابيب ،شملت تباعا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فقائد الجيش العماد جوزيف عون بعد الظهر ومساءالرئيس سعد الحريري .
و'علم انه في قصر بسترس ووفقا لمسؤول شارك في اجتماع باسيل وساترفيللد ان البحث تركز على قاعدة الحفاظ على حقوق لبنان برا وبحرا . بالنسبة للشق الاول اي لما هو متعلق بالنزاع في بلدة العديسة حيث تبني اسرائيل جدارا من الإسمنت بالقرب من الخط الازرق سبق للبنان ان حذرها من ان البناء ممنوع على اي من النقاط ال 13 المختلف عليها مع لبنان الذي تحفّظ على ما تدعيه اسرائيل من انها تشيد ضمن أراضيها . ويلتقي تحفظه مع تحفظ الامم المتحدة التي دعتها الى التريث من اجل تحديد هويتها اي اذا كانت تابعة لها او للبنان ولن يظهر ذلك الا لدى الترسيم النهائي للحدودالدولية بين الدولتين .
واكد المصدر ان ساترفيللد لم يطرح مع وزارة الخارجية والمغتربين اي تنازل بل شددت الاخيةًعلى كيفية حل الخلافات حول الخط البري لمصلحة لبنان .
اما بالنسبة لحقوق لبنان في البلوك 9 فليس هناك اي نزاع او نقاش حوله إنما يتركز البحث على حاليا على المنطقة التي هي موضع خلاف وحول كيفية حفظ لبنان حقوقه دون ان تتأثر عمليات البحث والتنقيب باي تهديد ، لان اي خرق أمني سيؤدي الى إلحاق الضرر بكلا الدولتين .
وعلى الرغم من التكتم الشديد الذي يبديه المسؤولون اللبنانيون مما يجري من نقاش مع الموفد الاميركي ،'علم انهم اقترحوا ان 'يباشر بالتنقيب عن الغاز او النفط في المساحة غير المتنازع عليها لكل من الدولتين ، لان لبنان يعي ان اسرائيل بدأت باستخراج الغاز ووقعت عقودا لشراء الغاز منها كمصر على سبيل المثال ويمكن ان تسرق كميات منه من مساحة قد تكون للبنان . يلي ذلك الاتفاق بين الدولتين على توزيع الحصص بعد ان يكون طرف محايد قد تولى مراجعة الإحداثيات التي وضعت لان تل ابيب تدعي ان احداثياتها هي أصوب من احداثيات لبنان . ثم يلي ذلك تكليف احدى الشركات بتوزيع المادةالمستخرجة وتوزيعها على كل من بيروت وتل ابيب وفقا لمساحة كل دولة في المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه الإقليمية .
وأكد ان المفاوضات لا يمكن ان تستمر فترة طويلة لكن يجب انهاء ذلك بأقرب وقت لان النهج الدي يعتمده الموفد ساترفيللد يقوم على بذل المساعي لحلحلة النزاع وليس الوساطة لان الاخيرة تستوجب مبادرة قائمة بذاتها تطرحها واشنطن وهذا لم يحصل حتى الان ،لان مهمة الموفد في الوقت الحاضر تتناول فقط نقل الأفكار بين بيروت وتل ابيب ومحاولة المساعدة على تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر .
ورفض مسؤول حكومي اللجوء الى التحكيم الدولي لان ذلك يستغرق وقتا وقد تستغل اسرائيل الفرصة لسرقة كميات كبيرة من الغاز والنفط المفترض وفق الخبراء ان يتضمنها الحقل النفطي التاسع .
وذكر مسؤول اخر ان ساترفيللد اثار تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير انه يمكن ان يوقف المنشأت الاسرائيلية التي تتولى التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية الخالصة خلال ساعات واعتبر ان ذلك يؤذي البلدين ويعثر الإفادة من الثروة الموجودة في تلك المنطقة بعد تهديه الأخير بالتصدي لكل من يريد المساس بالسيادة البحرية او البرية ومن هنا كانت زيارته له في مكتبه في اليرزه وتطرق البحث ايضا الى ما وصلت اليه ورشة اسرائيل ذات الصِّلة . وواوضح المسؤول عينه على مخاوف اسرائيل التي نقلها ساترفيللد ان الحكومة هي مع الحل السلمي شرط الا يمس بسيادتها بحرا او برا . ولفت انتباهه الى ان نصرالله هدّد بايقاف الورشة الاسرائيلية بالقوة شرط ان يطلب ذلك مجلس الدفاع الأعلى الذي قرّر معالجة النزاع بالتفاوض وليس بالقوة والموقف الحكومي الان هو التفاوض دون التنازل عن حق لبنان.