لفت رئيس الجمهورية ميشال عون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرميني سيرج سركيسيان، إلى "أنّني أجريت محادثات ايجابية وبناءة مع الرئيس سركيسيان، تناولنا فيها مسار العلاقات الثنائية بين بلدينا الّتي شهدت في السنوات الأخيرة تطوّراً لافتاً"، كاشفاً أنّه "تمّ توقيع عدد من الإتفاقيات بيننا، تعكس رغبتنا المشتركة بتمتين الصداقة والتعاون بين لبنان وأرمينيا، بما يحقّق مصالح شعبينا".
وبيّن الرئيس عون، "أنّنا تطرّقنا إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والأزمات والحروب المشتعلة في عدد من بلدانها، وخصوصاً في سوريا المجاورة لبلدنا"، لافتاً إلى "أنّنا اتّفقنا على ضرورة إيجاد حلول سلميّة لهذه الأزمات، وإيقاف آلة الحرب لأنّ العنف لا يستجرّ إلّا العنف والتطرّف، وهذا ما برهنت عليه السنوات السبع الأخيرة منذ اندلاع الإضطرابات في منطقتنا".
ونوّه إلى "أنّني أطلعت الرئيس سركيسيان على التحديات الّتي خلّفتها الحرب في سوريا على الساحة اللبنانية، وعلى رأسها تمدّد تهديدات المنظمات الإرهابية وخلاياها الى بلدنا، وغيره من بلدان المنطقة والعالم"، مركّزاً على أنّ "هناك توافقاً بيننا على أهمية تعزيز التعاون الثنائي والدولي لمكافحة الإرهاب، طالما أنّه لم يعد هناك أي بلد بمنأى عن أخطاره، وترسيخ ثقافة الإنفتاح واحترام حقوق الأفراد والدول".
وأشار الرئيس عون، إلى "أنّنا تحدّثنا عن مشكلة النازحين السوريين الّتي تفاقمت بشدّة، وخصوصاً في البلدان المحيطة بسوريا ومنها لبنان. فشرحت له ما يتعرّض له بلدنا من ضغوط إقتصادية واجتماعية وأمنية، نتيجة وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح فوق أراضيه"، مؤكّداً أنّه "تمّ التشديد على ضرورة العمل من أجل الوصول إلى توافق دولي يؤمّن عودتهم إلى المناطق الآمنة في بلادهم والّتي باتت تحت سيطرة الدولة السورية".
وبيّن "أنّني شكرت الرئيس سركيسيان على وقوف بلاده الدائم إلى جانب لبنان وقضاياه في المحافل الدولية، وأكّدت أنّ لبنان يقف بدوره إلى جانب أرمينيا وحقّ شعبها الطبيعي بالسيادة والسلام والإزدهار"، مشيراً إلى أنّ "المحادثات تطرّقت إلى التهديدات الإسرائيلية للبنان، من بوابة حقوقه النفطية في المنطقة الإقتصادية الخالصة، وإقامة حائط فاصل يصل إلى نقاط متنازع عليها عند حدودنا الجنوبية".
وأكّد الرئيس عون أنّ "لبنان متمسّك بحدوده البرية والبحرية، وبحقّه في الدفاع عنها بكلّ الوسائل المشروعة، وأنّنا نعوّل على صداقاتنا الدولية للمساعدة في جبه هذه التهديدات وعدم تفاقم الأوضاع"، شاكراً الرئيس سركيسيان على "الدعوة الّتي وجهها إليه للمشاركة في القمة الفرانكوفونية السابعة عشرة الّتي تعقد في تشرين الأول المقبل في يريفان، ووعده بتلبيتها"، متمنّياً "كلّ النجاح والتوفيق في التحضيرات القائمة لها".