زار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن، على رأس وفد من الاتحاد، مقرّ المفوضية الدائمة للأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية حاملاً رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تطورات الوضع الفلسطيني، خصوصاً بعد قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وما تبعه من قرار تقليص مساهمات الولايات المتحدة في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". وضمّ الوفد المرافق: الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية إبراهيم عبيدو، الأمين العام المساعد لشؤون اللجان المختصّة والتشريعات غسان الحسن، مدير الشؤون الإدارية للاتحاد زياد صبري بدر، وكان في استقباله منسق التواصل في المفوضية الدكتور خالد المصري، نيابة عن المفوض الدائم الدكتور علي الزعتري. وقد خيّم الوضع الأمني في سورية، خصوصاً الاعتداءات التي تتعرض لها العاصمة دمشق من قبل المجموعات الإرهابية، على أجواء اللقاء، حيث استنكر غصن القصف العشوائي الذي يتعرض له المواطنون السوريون الآمنون من الموظفين والعمال الساعين إلى أرزاقهم وأعمالهم والتلامذة القاصدين مدارسهم وجامعاتهم، مؤكداً أنّ هذه الأعمال البربرية صنيعة الإرهاب الذي ما كان لينمو لولا الدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة العربية التي تمدّ الإرهابيين بالمرتزقة والسلاح والعتاد. وأشار غصن إلى أنّ ما يجري في المنطقة يخدم المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تفتيت المنطقة، مشدّداً على حقّ شعبنا في مقاومة هذا المشروع. ولفت الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن إلى أنّ الرسالة التي يحملها إلى الأمين العام للأمم المتحدة هي محاولة للضغط على المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة وجمعيتها العامة المنحازة دائماً إلى القضايا العادلة للشعوب. واعتبر غصن، خلال اللقاء، أنّ إدراج الأمم المتحدة التنظيمات الإرهابية على لائحة الإرهاب ليس كافياً، بل يجب أيضاً إدراج أسماء الدول الداعمة والمموّلة لهذه التنظيمات وهي معروفة وليست خافية على الأمم المتحدة، كما يجب وضع تعريف واحد للإرهاب والتفريق بين من يقتل المواطنين الآمنين الأبرياء ويحتل أرضهم ويضطهدهم وينكّل بهم، وبين المقاومة التي تواجه عدواً محتلاً لأرضها ومستبيحاً لسيادتها، كما هو الحال في فلسطين المحتلة وسورية ولبنان الذي لا يزال العدو "الإسرائيلي" يحتل أجزاء من أرضه، وهو لم يكتفِ بذلك بل يحاول اليوم السطو على ثروته النفطية كما استباح في فترات سابقة ثروته المائية. وفي ما يلي نص الرسالة: سعادة السيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة أتوجّه إليكم باسم الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالتحية والتقدير. وأودّ أن أشير، بداية، إلى أنّ اتحادنا تأسّس في الرابع والعشرين من آذار 1965، كإطار يعبّر عن وحدة الطبقة العاملة العربية وكفاحها وترسيخ التضامن العمالي العالمي والإسهام في وحدة الحركة النقابية العمالية العالمية والدفاع عن حقوق العمال، إيماناً منه بإعلان فيلادلفيا لعام 1944، والإعلان المتعلق بالمبادئ والحقوق الأساسية في العمل لعام 1998، وإعلان منظمة العمل الدولية بشأن العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة الصادر في 10 حزيران 2008 والذي أعرب عن رؤية معاصرة لولاية منظمة العمل الدولية في حقبة العولمة، وصولاً إلى خطة التنمية المستدامة 2030 التي أطلقتها الأمم المتحدة في 25 أيلول 2015. كما أنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يسعى إلى تدعيم مؤسّسات العمل العربي المشترك، والتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بقضايا العمل والعمال، انطلاقاً من دوره كعضو فاعل في منظمتي العمل العربية والدولية، من خلال تمثيله لأكثر من مئة مليون عامل عربي. سيد غوتيريس... تدركون سيادتكم تبعات قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، السيد دونالد ترامب، الاعتراف بمدينة القدس العربية المحتلة عاصمة لإسرائيل، وما تلاه بتقليص الولايات المتحدة مساهمتها في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وإنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يرى أنّ هذين القرارين، علاوة على مخالفتهما قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، يأتيان في إطار تصفية القضية الفلسطينية والضغط والتضييق على الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ ما يزيد عن سبعين عاماً ويعاني القهر والفقر والإذلال والبطالة والتهميش والحصار، في محاولة لإجباره على التنازل عن سيادته على أرضه وعن حقّ العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وإذ يعرب الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب عن تقديره لمواقف الغالبية الساحقة من دول العالم التي عبّرت عن رفضها الاستجابة لقرار الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، فإنه يدين ويشجب بشدة القرار الجائر للرئيس الأميركي، باعتباره أولاً اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني ومخالفة لشرعة الأمم المتحدة ومبادئها في الحفاظ على السلم العالمي واحترام حقوق الإنسان. كما يحذر الاتحاد من العواقب الوخيمة المترتبة على هذا القرار المتهوِّر الذي يشكل خطراً داهماً على الأمن والسلام العالميين. ويقدّر الاتحاد عالياً نداء "الكرامة لا تقدّر بثمن" الذي أطلقه السيد بيار كرينبول، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والذي أكد فيه استمرار الوكالة في تأدية واجباتها ومهامها وتقديم خدماتها الصحية والتعليمية والإغاثية للشعب الفلسطيني الذي لاقى من ظلم دول العالم مقدار ما ذاق من الاحتلال من عدوان واستبداد وقهر. كذلك يثمّن الاتحاد الدولي موافقة إحدى عشرة دولة على تقديم مواعيد استحقاقات المنح المقدمة منها وتحويل الأموال بشكل مبكِّر، وهو دليل ناصع على التعاون والتضافر الإنساني لاستدراك الظروف الحرجة التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني في هذه المنطقة الملتهبة من العالم.
وختمت الرسالة بالاشارة الى أنّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يعوّل على حكمتكم وعلى تبنّيكم لأسس العدالة الدولية وسهركم على تطبيق قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمها القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وبحقوق الإنسان.