من المقرر أن يعلن رئيس "الحزب السوري القومي الاجتماعي" حنا الناشف، اليوم باحتفال في فندق "لانكاستر بلازا" بالروشة، الترشيحات الرسمية للحزب في مختلف الدوائر، بعد أن حسم المجلس الأعلى، في جلسته التي عقدت أمس، الأسماء، لكن الكثير من الأسئلة تُطرح حول ما إذا كان الأمر سيمرّ مرور الكرام، بسبب وجود حالة اعتراض على عدد من المرشحين في أكثر من دائرة، لا سيما في دائرة المتن الشمالي.
في المجلس النيابي الحالي، تتألف كتلة "القومي" من النائبين أسعد حردان عن دائرة مرجعيون-حاصبيا-بنت جبيل-النبطية، ومروان فارس عن دائرة بعلبك-الهرمل، إلا أن الأخير لن يكون مرشحاً في الدورة المقبلة، بعد أن أعلن العزوف إفساحاً في المجال أمام "رفاقه" في الحزب.
انطلاقاً من الدائرة الأخيرة، تبرز أزمة قد يكون حلها غير مفهوم لدى غالبية القوميين، متعلقة بأن الحزب سيعلن تبنيه ترشيح الوزير السابق ألبير منصور عن المقعد الكاثوليكي، مع العلم أن الأخير كان في الدورات السابقة يخوض الانتخابات بوجه مرشح الحزب النائب فارس، الأمر الذي لا تتفهمه القاعدة القومية، إلا أن مقتضيات التحالف مع الثنائي الشيعي تتطلب هذا الأمر، ومنصور في حال فوزه سيكون جزءاً من كتلة الحزب النيابية، وجرى العمل في الفترة السابقة على التخفيف من حدة الحالة الاعتراضية.
بالتزامن، سيعيد الحزب ترشيح رئيس المجلس الأعلى النائب حردان عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة النبطية-مرجعيون-حاصبيا-بنت جبيل، الذي سيكون على لائحة التحالف بين "حزب الله" و"حركة أمل".
وفي حين كان الحزب يرشح، في الدورات السابقة، النائب السابق غسان الأشقر عن المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي، يرجح أن يتبنى اليوم ترشيح الوزير السابق فادي عبود عن هذا المقعد، بالرغم من وجود أكثر من شخصية حزبيّة لديها رغبة بالترشح عن هذه الدائرة، وهذا الأمر يواجه بحالة اعتراضية أيضاً من قبل القاعدة القوميّة، على اعتبار أن عبود كان في السابق جزءاً من تكتل "التغيير والإصلاح"، مع العلم أنه عضو في الحزب، الأمر الذي أدى إلى تأجيل الحسم إلى صباح اليوم، حيث سيعقد المجلس الأعلى اجتماعاً عند الساعة 9 صباحاً يسبق الإعلان الرسمي من قبل رئيس الحزب.
بالانتقال إلى الدائرة المسيحية الكبرى في الشمال، أي بشري-زغرتا-الكورة-البترون، عاد الحزب إلى خيار تبني النائب السابق سليم سعادة، الذي كان مرشحه في العام 2009، ليكون مرشحه في الانتخابات المقبلة، بعد أن كان الأخير قد أعلن عدم رغبته بالترشح من جديد، في حين أن مرشح الحزب في الانتخابات الفرعيّة، بعد وفاة النائب فريد حبيب، بوجه مرشح حزب "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم كان وليد العازار، وفي هذه الدائرة أيضاً كان هناك رغبة لدى أكثر من شخصية قياديّة في الحزب بالترشح، أبرزها عميد الخارجية حسان صقر ورجل الأعمال غسان رزق.
على صعيد متصل، سيكون لـ"القومي" مرشحاً عن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثانية فارس سعد، على لائحة التحالف بين "حركة أمل" و"حزب الله" و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية"، إلا أن هذا الأمر لم يحسم بشكل نهائي بانتظار المزيد من المشاورات مع الحلفاء، خصوصاً أن "التيار الوطني الحر" له مرشحه عن المقعد نفسه هو القسّيس ادغار طرابلسي، ولم يحسم حتى الآن ما إذا سيكون ضمن اللائحة المدعومة من "تيار المستقبل".
على صعيد متصل، حسم "القومي" اسم مرشحه في دائرة عكار، حيث تبنى إميل عبود عن المقعد الأرثوذكسي، رغم وجود شخصيات أخرى قدمت ترشيحها عن أكثر من مقعد إلى المجلس الأعلى، إلا أن الواقع الانتخابي وحظوظ الفوز رجّحت تبنّي عبود، بسبب قدرته على جذب أصوات من خارج دائرة الحزب.
وفي حين كانت الخيارات واضحة في الدوائر المذكورة في الأعلى، سيطر الغموض على الواقع في دائرة الشوف عاليه في الأيام السابقة، نظراً إلى أن أغلب القوى الفاعلة في هذه الدائرة لم تحسم خياراتها، وبالتالي التحالفات لم تحسم أيضاً، الأمر الذي أدى إلى إرباك على مستوى الأسماء لدى "القومي"، إلا أن الحزب قرر في نهاية المطاف تبني ترشيح رجل الأعمال سمير عون عن المقعد الماروني في الشوف، ومن الممكن أن يكون له مرشحاً آخراً عن قضاء عاليه، على أن يبت الأمر بشكل نهائي بعد حسم الصورة التي ستكون عليها التحالفات في هذه الدائرة.
بالإضافة إلى هذه الترشيحات، قرر الحزب ترشيح ناصيف التيني عن المقعد الأرثوذكسي في زحلة. في المحصلة، سيكون لـ"القومي" أكثر من مرشح في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو يسعى إلى أن تكون كتلته أكبر من تلك القائمة منذ العام 2005، فهل ينجح في ذلك؟.