حملت زيارة وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي لتل أبيب، وجولته شمالاً على الحدود اللبنانية والسورية، إضافة إلى التصريحات والموقف اللافتة الصادرة عنه، إشارات دالة على إقرار فشل المقاربة الإسرائيلية الأميركية الرامية إلى منع تنامي القدرة الردعية لحزب الله في وجه إسرائيل، الأمر الذي يدفعهما إلى أن يتطلعا لبلورة خيارات بديلة وطموحة جداً، يؤمل منها ردع حزب الله، بعيداً عن لبنان وتعقيدات مواجهة تهديداته.
الوفد الأميركي المشكل من أعضاء كونغرس من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، برئاسة السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، التقى في القدس المحتلة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ليخرج لاحقاً من اللقاء منفعلاً نتيجة المعطيات التي عرضت أمامه حول تنامي القدرات العسكرية لحزب الله، قياساً بما كان عليه في الماضي. غراهام الذي تحدث باسم الوفد، أكد ضرورة اتباع مقاربة جديدة في مواجهة «تهديد حزب الله»، ناعياً كل المقاربة التي اتُّبِعت ضد المقاومة ومنع تعاظمها في وجه إسرائيل.
بحسب غراهام: «نريد أن نرى سياسة أميركية تتركز على أن أي هجوم واسع النطاق يشنه حزب الله على إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، فإننا سنحمّل إيران المسؤولية عنه، وليس فقط حزب الله».
ولفت غراهام إلى أن القدرة الصاروخية لحزب الله، وكذلك القدرة على ردع تفعيلها في مواجهة إسرائيل، يمكن مقارنتها بالأزمة التي شغلت أميركا في ستينيات القرن الماضي، بما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية. وقال إن «السياسة الواجب اتباعها في مواجهة إيران يجب أن تكون مستنسخة عن سياسة الرئيس جون كينيدي خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، عندما أوضح أن أي اعتداء على الولايات المتحدة من كوبا، سيُعَدّ هجوماً من الاتحاد السوفياتي».
أما عن الخيارات البديلة، وتحديداً ما يتعلق بالدور المأمول أن تضطلع به اليونيفيل في مواجهة حزب الله، بعد الأمل المعبّر عنه من واشنطن وتل أبيب في أعقاب «تعزيز مهمة» القوة الدولية قبل أشهر، نعى غراهام اليونيفيل والمهمة الموكلة إليها، إذ قال: «فشلت هذه القوة فشلاً ذريعاً ومثيراً للشفقة» في منع ما قال إنه «إرهاب حزب الله من جنوب لبنان». وأضاف: «هذه القوة فشلت أيضاً في منع انتشار الصواريخ في الجنوب اللبناني، الأمر الذي تحول إلى كابوس لحلفائنا الإسرائيليين».
غراهام: يجب التعامل مع حزب الله وإيران كما تصرّف كينيدي مع «الصواريخ الكوبية»
تنامي القدرات الصاروخية، كما عرضت على الوفد الأميركي، في لقائه بنتنياهو، دفع غراهام إلى إطلاق وعود جديدة، مع الإعراب عن الأمل في أن تساهم في تحسين القدرة الدفاعية الإسرائيلية، وقال: «فور عودتي سأعمل على دفع تمويل إضافي لتطوير منظومات دفاعية في مواجهة التهديدات الصاروخية لإسرائيل».
وتوجه الوفد برفقة وفد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، إلى الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان وسوريا، وتلقى من نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، ما وصفه الإعلام العبري بـ«إحاطة معلوماتية» حول الحدود الشمالية وميزان القوى فيها والتطورات الميدانية التي شهدتها أخيراً.
وفي أعقاب «الإحاطة»، قال غراهام إنه بات «الآن، أكثر قلقاً من أي وقت مضى، وتحديداً من التكامل الحاصل بين قوات حزب الله والجيش السوري».