أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم الجمعة الماضي لائحة كتلة الوفاء للمقاومة في بعلبك – الهرمل. عدّد أسماء المرشحين التسعة (ستة شيعة هم الوزير حسين الحاج حسن، النائب علي المقداد، الدكتور ايهاب حمادة، السيد ابراهيم الموسوي، اللواء جميل السيد، والوزير غازي زعيتر عن حركة أمل. سنيان هما النائب الوليد سكرية، ويونس الرفاعي عن جمعية المشاريع الخيرية. كاثوليكي هو الوزير والنائب السابق البير منصور عن الحزب السوري القومي الاجتماعي).
لم يذكر الشيخ قاسم اسم المرشح الماروني الذي يشغله حالياً النائب اميل رحمة، بانتظار أن يحسمه التيار الوطني الحر. وبحسب معلومات "البناء" فإن تأخر الاعلان سببه شدّ الحبال بين الرابية وحارة حريك، عقب ترشيح الشيخ حسين زعيتر في جبيل، علماً أن التيار الوطني الحر يدركأن مقعد جبيل الشيعي هو من حصة حزب الله.
وتقول مصادر مطلعة لـ "البناء" إن مرشح التيار الوطني الحر الماروني سيعرفه حزب الله اليوم. ويرجّح المقرّبون من النائب رحمة أن يعيد التيار البرتقالي ترشيح نائب دير الأحمر، متوقعة أن يخرج دخانٌ أبيضٌ بعد لقاء نائب الأمين العام لحزب الله والوزير جبران باسيل، علماً أن الثنائي الشيعي يبدي حماسة لتسمية رحمة من جديد.
لا يُخفى على أحد أن ترشيحات حزب الله في بعلبك – الهرمل، قد أثارت امتعاضاً في أوساط مناصري الراية الصفراء في البقاع الشمالي. ما استدعى تخصيص الأمين العام لحزب الله جزءاً واسعاً من إطلالته السبت الماضي للحديث عن حصن المقاومة، بغضّ النظر عن أن الاطلالة مقررة مسبقاً وغير مرتبطة بالاستحقاق الانتخابي.
لقد كشف السيد نصر الله أن دائرة البقاع الشمالي موضع اهتمام كبير وستكون محط الأنظار، ومن أسباب ذلك هوية المنطقة وانتماؤها وتاريخها مع المقاومة، فعنوان المعركة الانتخابية عند الولايات المتحدة حزب الله في الانتخابات إلى أين؟ بالنسبة للسيد نصر الله، من الممكن أن يتساءل الناس ماذا قدّم لهم نواب الحزب في الفترة الماضية، لكن السؤال الأصحّ أن يجلس كل واحد من أهل بعلبك الهرمل الذين سيكونون في بؤرة استهداف اللوائح المنافسة، ويسأل نفسه ماذا قدّم لنا حزب الله؟ لأن النواب جزء من ماكينة حزب الله وجهازه، و"أن يسألوا ماذا قدم لنا حزب الله من العام 1982 إلى العام 2018 وإذا رسبنا بالامتحان فلا ينتخبوننا".
يدعو السيد نصر الله الناس في البقاع الشمالي لإجراء مراجعة كاملة والتفكير في ما قدمه ومَن معه للمنطقة من العام 1982 معنوياً وأمنياً وجهادياً وعلى مستوى موقعها في المعادلة الوطنية والإقليمية واستقرارها والمستوى الثقافي والاجتماعي والخدمات والتنمية، وفي كل صعيد.
وبناء على ما تقدّم، سيجهد حزب الله في الشهرين الفاصلين عن موعد الانتخابات لإعادة ضبط البوصلة، لا سيما مع توجّه شخصيات من سرب المقاومة لتشكيل لائحة اعتراضية على ما يسمّونه "واقع لا يُطاق في البقاع" ضد لائحة الوفاء للمقاومة يقودها الصحافي علي حجازي. مع الإشارة إلى أن حراك تشكيل اللوائح في هذه الدائرة في أوجه ويتوزّع على الشكل الآتي:
1- لائحة يترأسها الرئيس حسين الحسيني.
2- لائحة مدعومة من الوزير السابق فايز شكر.
3- لائحة مدعومة من تيار المستقبل وحزب القوات.
وعليه، فإن البقاع الشمالي قد يشهد ولادة 4 لوائح في وجه لائحة حزب الله وحلفائه التي تعتبر الأقوى من دون منازع، وبحسب الاستطلاعات، لن تُخرَق، اذا بقيت القوى الأخرى متبعثرة ومتفرقة، وإذا حدث خرق فإنه لن يتجاوز مقعداً واحداً.
ورغم كل ذلك، فالمعلومات تقول إن معركة حزب الله ستكون محكاً لترسيخ الوجود.فالحزب رشح الدكتور حمادة مكان النائب نوار الساحلي لاعتبارات عائلية أخذها بعين الاعتبار أسوة باعتبارات أخرى رافقت تسمية المرشحين الآخرين.
وبالتالي فإن عدم ترشيح الساحلي ليس مرتبطاً بأدائه. فمسيرته النيابية مليئة بالإنجازات التشريعية والخدمية، يقول زملاؤه. لا علامات استفهام حول تجربته منذ 2009. فنائب بعلبك – الهرمل لا يزال يحضر إلى البرلمان، وشارك أمس في اجتماع لجنة الإدارة والعدل بصفته مقرراً لها، على غرار مشاركته الدائمة في اجتماعات اللجان على مدى السنوات الماضية، وبحسب أحد نواب التغيير والاصلاح، يشهد للساحلي أنه لم يتغيب عن اجتماعات اللجان إلا بدواعي السفر بطلب من الرئيس نبيه بري لتمثيل لبنان في مؤتمرات خارجية.
وفي هذا السياق، علمت "البناء" أن المحامي النائب سيعقد لقاء لآل الساحلي في الأيام المقبلة سيصدر عنه بيان يؤكد دعم لائحة الوفاء للمقاومة، مع الاشارة إلى أن النائب المشرّع "باقٍ وباقٍ في حزب الله ومستمر في المسؤوليات المنوطة به" في الشقين القانوني والقضائي، كما يقول.