استيقظ اللبنانيون على خبر مفجع جديد قادم من فرنسا، فبعد أيام على مقتل الشاب اللبناني حسن علي خير الدين من بلدة مجدلون في البقاع في عملية طعن بواسطة خنجر، قبل يوم من عيد ميلاده الـ23، داخل حرم جامعة هاليفاكس في كندا حيث كان طالب اقتصاد مميز وباحث في موضوع الاقتصاد العالمي، قُتل الشاب الجنوبي هشام مراد في غرونوبل الفرنسية حيث يدرس في جامعة علوم الفيزياء النووية، وتلقى أهله خبر وفاته منتصف الليلة الماضية.
هشام مراد هو إبن بلدة بريقع الجنوبية، مواليد 1995، ومن ساكني بلدة حبوش (بلدة والدته). له شقيق يُدعى باسل، أكبر منه سنا ويدرس الهندسة في فرنسا أيضا، بالإضافة الى شقيقة تصغره سنا تدرس وتسكن في فرنسا في مكان مجاور لمكان سكن هشام. توجه مراد الى فرنسا العام الماضي لإكمال دراسته، ولكن القدر شاء ألا يكمل عامه الثاني، فوُجد في غرفته "مقتولا" كما يقول مختار بلدته بريقع محمد حبيب مراد.
ويضيف مراد في حديث لـ"النشرة": "حسب ما تبلغنا ان هشام هو من المتفوقين في فرنسا ويبدو أن ليس من مصلحة الفرنسيين ولا غيرهم أن يكون في لبنان عباقرة". من جهته، يكشف نائب رئيس بلدية بريقع محمد سليم مراد أن المعطيات حول عملية وفاة هشام ليست واضحة بعد، مشيرا في حديث لـ"النشرة" الى أن كل ما تملكه العائلة من معلومات هي أن شقيقة هشام التي تسكن في مكان قريب من سكن اخيها اتصلت به أمس مرات عدة، ولم تلق جوابا منه فتوجهت نحو منزله ووجدته مقتولا فيه، فأبلغت العائلة بالأمر.
من جهة أخرى كان لافتا ما ورد في الإعلام الفرنسي حول هذه القضية إذ كشفت صحيفة "ledauphine" الفرنسية، أن "الشاب هشام مراد والذي يبلغ من العمر 22 عاماً قد توفي بعد سقوطه عن شرفة منزله في طابقه الثاني في مبنى بشارع "هنري لو شاتولييه" في مدينة غرونوبل الفرنسية".
ولفتت الصحيفة إلى أن "التحقيقات قد بوشرت من قبل الشرطة"، مشيرة إلى أن "باب غرفة الضحيّة كان مقفلاً من الداخل".
وتعليقا على هذا الخبر تقول مصادر في بلدة بريقع أن ليس من مصلحة الفرنسيين أن يقولوا أن هشام قد قضى قتلا، لأن هذا الأمر من شأنه أن يحمل الكثير من التساؤلات عن الأسباب والدوافع، وعلاقة العمليّة بواقع الشاب ودراسته، مشددا على أن الخبر الأسهل لتبنيه من قبل الاعلام الفرنسي هو "فرضية الانتحار".
كما في كل حادثة مشابهة يتفاعل اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي معربين عن أسفهم وسخطهم من حالات الموت التي تقضي على حلم الشباب في بلاد الغربة، فبعد أن تحدث البعض إبان مقتل حسن خير الدين في كندا عن تحضير المغدور لبحث دراسي عن سيطرة "الصهيونية" على الاقتصاد العالمي، يتحدثون اليوم عن حادثة مراد. فتقول فاطمة فرحات: "المتفوق هنا يغتال مرتين .. مرة في بلاده عندما لا يأخذ فرصته ويهمش من قبل دولته، ومرة في بلاد الإغتراب منعاً من تفوقه وخدمة بلده"، بينما يتناقل آخرون مقولة أن "على خطى العالم رمال رمال وحسن كامل الصباح... شباب لبنان المبدع يُستنزف بالقتل أولا حسن خير الدين والآن هشام مراد".
بين ما وصل من معلومات الى العائلة اللبنانية المفجوعة وما صدر عن الاعلام الفرنسي تبقى المعطيات الأكيدة ضائعة بانتظار جلاء الحقيقة، ولكن هل يمكن للحقيقة في مواضيع ممثالة أن تُبصر النور؟.