أكّد وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي، في كلمة له، خلال وقفة إحتجاجية نفّذها الإتحاد الوطني للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة على الطريق المؤدّي إلى القصر الجمهوري في بعبدا، للمطالبة بحقوقهم، أنّ "رأيي داعم لذوي الحاجات الخاصة ولمؤسسات الرعاية الّتي تهتمّ بهم، ودورنا كدولة لبنانية أن نعلم أين هي أماكن الحاجات ونضع كلّ الإمكانات اللازمة في التصرّف للوقوف إلى جانب أصحاب هذه الحاجات والفقراء وكلّ الفئات الإجتماعية"، مشدّداً على أنّ "مؤسسات الرعاية في حاجة إلى دعم ولا يجوز خفض موازنتها نصف في المئة وليس 20 في المئة، وأنا أطالب بوضوح، وأعلم جيّداً أنّني من أكثر الحرصاء على المال العام وعلى خفض الهدر في مؤسساتنا وفي موازناتنا، ولكن مؤسّساتنا الرعائية في حاجة إلى 33 مليار ليرة إضافية، حتّى نستطيع أن نطبّق سعر الكلفة 2012 وليس 2018، ونزيد عدد المسعفين لكي نغطّي كلّ ذوي الحاجات في كلّ لبنان، فنحن في حاجة إذاً إلى موازنة إضافية وإلى اعتمادات إضافية لزيادة عدد المسعفين".
وأوضح بو عاصي، حول أنّ الخفض طاول فقط وزارات خدماتية كالشؤون والصحة، أنّ "المقاربة كانت خطأ من الأساس، أي مقاربة كلّ وزارة تخفّض موازنتها 20 في المئة هي مقاربة خاطئة ويجب أن توضع أوّلًا السياسة العامة للدولة ثمّ السياسة الإجتماعية، لأنّ الأمن الإجتماعي فوق كل اعتبار"، مشدّداً على أنّه "يبقى الإنسان هو الأهم وخصوصاً الّذي لديه صعوبات وحاجات خاصّة، وعلى المجتمع أن يقف إلى جانبه أكان للناحية الانسانية ولكي تعمم كقيم في المجتمع".
وتوجّه إلى المعتصمين، قائلاً "لقد اعطاكم الرب موهبة ان تزرعوا الخير اينما وجدتم، موهبة زرع البسمة على وجوهنا بكل لحظة وخصوصا عندما تكون لديكم صعوبات اضافية فتضج الحياة بكم اكثر فأكثر، لان الرب اعطاكم نعمة ان تذللوا وتذلوا الصعوبات، والله يوفقكم ويخفظكم في كل وقت"، مبيّناً "أنّني لا أصنّف اي واحد منكم في خانة الضعيف، بل أنتم لديكم صعوبات معينة، فهناك ايتام لم يختاروا ان يكونوا ايتاما، وهناك نساء معنفات لم يخترن ان يكن معنفات، ويوجد مسنون وذوو حاجات خاصة مثل كثيرين موجودين اليوم، ويوجد كذلك مدمنون وفقراء ولم يختر أي واحد ان يكون في هذا الوضع، لكن ظروف الحياة هي التي فرضت ان يكون الانسان في هذا الوضع".
وتساءل بو عاصي، "ماذا نفعل به في حال كهذه؟ هل نتخلى عنه ونكون قد تخلينا عن انسانيتنا وعن سبب وعلة وجودنا عن هذه الارض وعن هذا الوطن؟ أو نقف الى جانبه بكل طاقاتنا وكل امكاناتنا وكل عاطفتنا ومن دون أي شفقة بل بحب مخلص وبدعمنا عندما يجب ان يكون هناك دعم؟ هذا هو الاساس وهذه هي القيم، ونسأل من يقف الى جانب هؤلاء؟ طبعا انها مؤسسات الرعاية ومن المؤكد ان هذه المؤسسات موجودة وليست وهمية، والذي يتهمها بأنها مؤسسات وهمية يمكن ان يكون هو يسعى الى بطولات وهمية وعليه ان يأتي اليوم الى هنا ثم يزور هذه المؤسسات ليتأكد انكم واولادكم لستم وهميين انما انتم اساس الوطن".
ولفت إلى "أنّني تعرّفت إلى كلّ مؤسسات الرعاية وتأكّدت انّها كلّها انطلقت من لا شيء وأصبحت كلّ شيء في مجتمعنا. وطبعاً انطلقت من قلوب كبيرة ومن محبة كبيرة ومن إيمان كبير، إيمان بالإنسان حتّى وصلت إلى ما وصلت إليه كجمعية "المبرات" أو "سيزوبيل" أو "أم النور" أو دار الأيتام الإسلامية أو غيرها من المؤسسات الخيرية الأخرى وعددها ما يقارب 300 مؤسسة"، مركّزاً على أنّ "علينا السعي إلى زيادة هذا العدد لتعزيز ودعم كلّ محتاج وذوي الحاجات الخاصة والهدف أسمى، ألا وهو زرع قيم إنسانية في مجتمعنا ومساعدة أشخاص من دون أي مقابل. هذه هي القيم الّتي علينا أن نزرعها في مدارسنا وفي جامعاتنا وفي مجتمعنا وفي طبقتنا السياسية".
وشدّد على أنّ "مؤسسات الرعاية في حاجة إلى 33 مليار ليرة لكي تتمكّن من الإستمرار، ولكي تحضن أطفالنا المحتاجين".