رأت اوساط جزينية عليمة ان معظم القوى السياسية والتيارات الحزبية، بات يُرهن خياراته التحالفية في الانتخابات النيابية التي يضيق هامش مناوراتها، بالمسار الذي سيسلكه رئيس الحكومة سعد الحريري ، بعد زيارته الى العاصمة السعودية الرياض، وهي الاولى له منذ الازمة الحادة التي تسببت بها اقالته من رئاسة الحكومة من الرياض، ووفق التوقعات المبنية على وقائع الازمة السعودية ـ اللبنانية، فان اي تحالفات من شأنها ان تُزعج السعودية لن ترى النور، بالنسبة الى الحريري، الامر الذي يدعو الى الريبة، بالنسبة الى حلفاء قبل زيارة الرياض، وعلى رأسهم التيار الوطني الحر، الذي وجد نفسه مضطرا للعودة الى المربع الاول في دائرة صيدا ـ جزين، ليفتح قنوات اتصال مع الجماعة الاسلامية التي حسمت خيارها بخوض الانتخابات من موقع خارج اي تحالف مع تيار المستقبل، ومن موقع المنفتح على النائب السابق ادمون رزق الذي يُسوق لنجله.
ولفتت الاوساط، في حديث إلى "الديار" إلى انه يصح القول في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين، انها معركة سياسية ساخنة بامتياز، لكون المرجعيات الرئاسية الثلاث منخرطة بالكامل في مسارها وحساباتها الانتخابية وحساسيتها السياسية، ففيها خارطة سياسية تبدأ من صيدا من طرفين تجمعهما الخصومة السياسية الحادة، يُمسك بمسار الحياة السياسية في صيدا التنظيم الشعبي الناصري و"تيار المستقبل" ، فضلا عن لاعبين سياسيين وجدوا في قانون الانتخاب القائم على النسبية هامشا للرهان على حساب التحالفات وخلط الاوراق التي يفرضها مثل هذا القانون، على عكس قانون "الاكثري" الذي حرمها من ان تخوض الانتخابات باسمها، وليست كقوة سياسية تُجَيِّر اصوات جمهورها لغيرها، وهو ما كان يحصل مع تيارات سياسية ودينية ، ومنها "الجماعة الاسلامية" التي كانت تُكافأ على تحالفها الانتخابي "المستدام" مع "المستقبل" بحصة داخل المجلس البلدي لصيدا، الحال نفسها عند "الحالة الاسيرية" التي تضم جمهور الشيخ احمد الاسير الذي يحاكم لدى القضاء اللبناني على خلفية تورطه في احداث عبرا التي بدأت باستهداف حواجز الجيش اللبناني ، والتي تخوض حراكا في الشارع من خلال اعتصامات متنقلة ومتحركة تحت شعار "اقرار قانون العفو العام"، ويبرز منها تسمية "احرار صيدا" التي ترشح منها القيادي السابق في الجماعة الاسلامية الدكتور علي الشيخ عمار.