ذكر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، في عظة له في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي، "ايها الاحبة، ما تم البارحة في مطرانيتنا، في جبل لبنان، مع اخينا المطران جورج خضر، نشكر الله عليه ونحمده حمدا جزيلا، وعندما توجهت بكلمة صغيرة لخضر وقلت له، ايها الاخ الحبيب ايها الشيخ الجليل، اتيناك اليوم لكي نمنحك الوسام، وسام الرسولين القديسين العظيمين بطرس وبولس، وسام الكرسي الانطاكي، اتيناك لنمنحك الوسام فوجدناه فيك، انت هو الوسام، وانت هو المعلم ، تخشع صاحب السيادة وخجل ازاء كلامنا، واحنى راسه نحو اسفل وقال هذه التفاتة اعظم من ضعفي، فماذا نقول وبماذا نشعر عندما نقف امام رجل كهذا الرجل العظيم".
وأكد اليازجي أن "اليوم هو الاحد الثاني من الصوم الاربعيني المقدس، نقيم فيه تذكار القديس غريغوريوس بالاماس، وقد سمعنا المقاطع الكتابية التي تليت في الانجيل الشريف، ومن رسالة بطرس الرسول الى العبرانيين، حيث يقول الرسول كيف ننجو نحن، في حديثه عن الخلاص الذي تسلمناه من الرب يسوع، اين لنا خلاص كهذا الذي ابتدا النطق به على لسان الرب".
وتوقف هنا عند ما ورد في الرسالة بالقول "فانت ايها المطران جورج، الاخ الكريم واولئك الذين ثبتوا هذا وما سمعوه، اذ ان الرسول يقول في المقطع عينه في رسالته الى العبرانيين، علينا ان نصغي الى ما سمعناه وما تسلمناه اصغاء اشد، لئلا يسرب من اذهاننا، وهنا نتكلم عن المسيح والانجيل وحياة يسوع العظيمة الراقية والسامية، اذ لا يوجد كلام بشري يعبر عن سموها وارتقائها، والاهم من ذلك ان نعزز هذه المسيحية. المسيحيون بشر واشخاص، والمسيحي هو من يحمل، في حياته وكيانه وعمله وتصرفاته واقواله ومشاعره واحاسيسه، هذا السمو والرقي ويحيا حياة المسيح."
وشدد على انه"علينا ان نصغي اصغاء اشد لكي نحفظ ما نزل علينا من فوق، وما سلمنا اياه السيد. ونشكر الله ان هذا الذي تسلمناه عاشه اناس كثيرون، ولم يبق مجرد كلام ونظريات وفلسفيات وكتب جميلة، ومن اجل ذلك اتى الرب وتجسد وعاش بيننا، واقام الكنيسة والرسل، اولئك العظام الذين تقبلوا وديعة الايمان، واصغوا اليها وعاشوا بموجبها ونقلوها كلمة حياة وخلاص للبشرية".
وتابع بالقول أنه "بعد ان قلدت المطران جورج خضر الوسام، قال كلمة ذكر فيها ما يشابه ما سمعناه في الرسالة اليوم الى العبرانيين عن السيد وتعلقنا به، حيث ان علينا ان نثبت ونتسلم ما نزل وهبط علينا وان نحفظه.فالمطران خضر، في ختام كلمته، صمت قليلا متاملا وقال لكي نفرح نعم هذه هي رسالة المسيح ورسالة الانجيل لكي نفرح نحن البشر، حيث كل واحد منا يبحث عن الفرح بعيدا عن القلق والهموم، طالبا السلام، فان السيد اتاك لكي تفرح، وهذا ما عبر عنه المطران خضر."
كما ذكر اليازجي أن "هذا يذكرني بما قاله الرسول يوحنا في رسالته الاولى، عندما تكلم في الاصحاح الاول، هذا الذي سمعناه، وهذا الذي رايناه باعيننا، وهذا الذي لمسته ايدينا، بهذا نبشركم. ويعيد ويكرر الرسول ابشركم بهذا، اكتب اليكم هذا ليكون لكم شركة معنا، ليكون فرحنا كاملا، وهذا ما سمعناه البارحة من المطران جورج خضر، لكي نفرح".
وختم بالقول "ايها الاحباء، نحن نفتخر ونتقوى ونعتز باولئك الاشخاص الذين اخضعوا ذواتهم للمسيح فقط. وهذا ما اعرفه شخصيا بالمطران جورج، عندما ركع امام المائدة المقدسة واحنى عنقه للسيد. اذ اني لم اعرفه في حياته انه حنى هامته لغير ذاك السيد، وقد حمل في داخله هموم العالم، فكر بالمتالمين والمظلومين والفقراء، وكان يشعر بهم وبمشاكلهم"، مشدداً على أنه "حمل هموم العالم بقلبه، سعى ليرفع العالم، ورغم ذلك لم ينغمس في ترهات هذه الدنيا وفي خطاياها، نحن نتقوى عندما نرى المسيحية التي نتكلم عنها، عندما نرى الانجيل الذي نحب، عندما نتكلم عن السيد الذي نحبه، ونرى اشخاصا من لحم ومن دم يحيون ويجسدون هذا الايمان حتى النهاية، وهذا كله اردت الحديث عنه لاختم بما سمعت من المطران جورج لكي يفرح العالم وتفرحوا جميعكم".