يؤكّد معنيّون بانتخابات الدائرة الثانية من بيروت، أنّها، خلافاً لكلّ ما يُشاع، لن تشهد ما يسمّيه البعض «أُمّ المعارك»، لأنّ تعدُّد اللوائح الانتخابية فيها وبالاستناد إلى أحجام القوى الناخبة يُظهر أنّ المعركة ستكون على ثلاثة مقاعد بالدرجة الأولى: الأرثوذكسي، الدرزي، الإنجيلي.
يبلغ عدد الناخبين في دائرة بيروت الثانية 350 ألف ناخب يتوزّعون على الطوائف كالآتي: السُنّة: 225 ألف ناخب، الشيعة: 70 ألف ناخب، الدروز: 6 آلاف ناخب، المسيحيون: 50 ألف ناخب.
وفي هذه الدائرة ينبغي انتخاب11 نائباً فقط، يتوزّعون على الطوائف كالآتي: 6 نواب للطائفة السنّية، نائبان للطائفة الشيعية، درزي، أرثوذكسي، إنجيلي.
وستتنافسُ في الانتخابات مجموعةُ لوائح، وتشير المعطيات الانتخابية حتى الآن إلى أنّ أيّ لائحة لن تفوز كاملةً وإنّما ببعض المقاعد، وذلك تبعاً لطبيعة قانون الانتخاب القائم على أساس النظام النسبي الذي يوسّع دائرةَ التمثيل الشعبي في المجلس النيابي، بعكس القانون الأكثري السابق الذي يضمن فوز لوائح القوى التي تنال أكثرية أصوات الناخبين.
وستخوض الانتخابات في هذه الدائرة مجموعةٌ من القوى السياسية التي ستشكّل لوائح، بعضُها مكتمل والبعض الآخر غير مكتمل:
• لائحة تيار «المستقبل» سيترأسُها الرئيس سعد الحريري وستكون مكتملة (أي 11 مرشحاً) وتضمّ، إليه حتى الآن، كلّاً مِن: الرئيس تمام سلام، الوزير نهاد المشنوق، النائب غازي يوسف، العميد المتقاعد علي الشاعر، النائب باسم الشاب، نزيه نجم، فيصل الصايغ.
ـ لائحة رئيس «حزب الحوار» المهندس فؤاد مخزومي، وستكون شِبه مكتملة وتضمّ عشرة مرشّحين، وهم، إلى مخزومي: عصام برغوت، معروف عيتاني، حُسِن عبود، محمود كريدية، نديم الأُسطا، خليل برمانا، يوسف محمد يوسف بيضون، زينة منذر صعب. وهناك اتصالات جارية الآن لاختيار المرشّح العاشر. والملاحظ أنّ هذه اللائحة تضمّ امرأتين هما: حُسن عبود وزينة منذر صعب.
• لائحة الثنائي الشيعي (حركة «أمل» و»حزب الله») وحلفائه، وستكون غيرَ مكتملة، وهي تضمّ إلى المرشّحين الشيعيين النائب السابق أمين شري ومحمد خواجة، النائب السابق عدنان طرابلسي (عن جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية - الأحباش)، ومرشّح الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد (عن المقعد الإنجيلي) فضلاً عن مرشّحين سنّة آخرين يجري البحث الآن في اختيارهم.
• هناك لائحة غير مكتملة يعمل رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام على تأليفها، وعرِف من الأسماء المرشّحة لها إلى سلام، نبيل بدر، وعلي عساف، وقيل إنّ الوزير السابق خالد قبّاني كان ينوي الانضمامَ إلى هذه اللائحة ولكنّه عدلَ عن ذلك، ويرجّح أن تضمّ هذه اللائحة خمسة مرشّحين على الأقلّ. أمّا «الجماعة الإسلامية» فلم تحسم موقفَها حتى الآن، خصوصاً أنّها لم تعثر على حليف لها في بيروت بعد لإعادة ترشيح نائبها الحالي عماد الحوت.
كذلك لم يُعرَف موقف منظمات «المجتمع المدني» لجهة ما إذا كانت ستتحالف مع أيّ مِن هذه اللوائح أم أنّها ستشكّل لائحةً منفردة، مستفيدةً مِن الحجم التمثيلي الذي أظهرَته في الانتخابات البلدية الأخيرة، إذ كادت في تلك الانتخابات أن تخرقَ اللوائح المنافسة.