لفت مجلس المطارنة الموارنة إلى أن "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أطلع الآباء على تفاصيل مشاركته في كلّ من مؤتمر ميونخ للأمن وأوضاع المسيحيّين في لبنان وبلدان الشَّرق الأوسط، والعيش المشترك، وحرية الضمير والدين، والمؤتمر العالمي في مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز لحوار أتباع الديانات في فيينا بالنمسا، بموضوع حوار الأديان لمكافحة الإرهاب باسم الدين وتعزيز السلام والعيش معًا والمواطنة المشتركة وكان المؤتمران مناسبة جديدة أبرزت أهميّة التجربة اللبنانيّة للعيش بين أبناء الديانات والثقافات المختلفة ولحرية الضمير".
وفي إجتماعهم الشهريّ في بكركي، أشار المجلس إلى أنه "استعرض الآباء الحركة الديبلوماسية الناشطة باتجاه لبنان، واهتمام الدول باستقراره، وبدعم اقتصاده والجيش والقوى الشرعية في مؤتمرَي باريس وروما المقبلَين. ما يستوجب إجراء الإصلاحات الداخلية اللازمة والمطلوبة من قِبل الدول الداعمة"، لافتاً إلى أن الهاجس الاقتصادي بات يقلق جدًّا اللبنانيّين مع توالي التحذيرات الدوليّة من تعرّض لبنان لانتكاسةٍ اقتصاديةٍ فعليّة، بسبب عقوبات قد تُفرض عليه وإصلاحات يُنتظر إجراؤها، وبسبب الفساد المستشري وتفاقم الدَّين العام وتنامي العجز وهدر المال العام، وتزايد مطالب المواطنين في مختلف القطاعات. هذا بالإضافة إلى ما يُشاع عن صفقات تُبرم في ملفّاتٍ متعدّدة. فلا يمكن أن تنهض البلاد من دون رؤيةٍ اقتصاديةٍ تهدف الى تحقيق الخير العام الذي منه خير كلّ المواطنين".
ودعا المجلس السلطة السياسية إلى "التعامل بجدّية ومسؤولية مع ما اتّفق عليه اتّحاد المؤسسات التربوية الخاصّة، ورفعوه إليها، بمذكّرة علمية حول تطبيق القانون 46/2017 الخاصّ بسلسلة الرتب والرواتب، بشكل يحمي المدرسة الخاصّة في لبنان، والمدرسة المجّانية، ويجنّب أهالي التلامذة المزيد من الإرهاق بأقساط جديدة، ويحفظ للمعلّمين حقوقهم. ويطالبون في المناسبة بإنصاف الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي، في مطالبهم المحقّة والعادلة"، مشيراً إلى أنه "يستعدّ اللبنانيون للإنتخابات النيابية القادمة، والكثيرون منهم يقفون أمام قانون انتخاب لم يفهموا بعد هويّته الحقيقيّة، وهم يعيشون هاجس إضاعة الفرصة لتحقيق قفزة حقيقية نحو تحوّل ديموقراطي فعلي. وإذ يحذّرون ممّا يُشاع حول إقحام مؤسّساتٍ عامة، ووزاراتٍ، وجهاتٍ أمنيّة، في اللّعبة الإنتخابية، يدعون المسؤولين إلى شرح مضامين القانون وإلى السّهر على نزاهة العمليّة الانتخابيّة" كما حث اللبنانيِّين كافّة على المشاركة في هذه الانتخابات بوعي ومسؤوليّة واختيار مَن يرونهم الأفضل لخدمة الخير العام".
كما رحب المجلس بـ"مدير عام وزارة الزراعة الاستاذ لويس لحّود مع عدد من فريق عمل الوزارة. وقد عرض على الآباء نشاطات الوزارة ومشاريعها وإمكانيات التعاون مع الأبرشيات والرهبنات المارونية لتشجيع القطاع الزراعي، لِما له من أهمية اقتصادية واجتماعية ووطنيّة، وذلك من خلال استصلاح الأراضي الزراعيّة القابلة للإستصلاح وإقامة مشاريع زراعيّة منتجة عليها"، مشيراً إلى أنه "يتابع المسيحيون خلال هذا الشهر استعدادهم لاستقبال اسبوع الآلام وعيد الفصح المجيد، والمشاركة بآلام السيد المسيح وموته على الصليب، وانتصاره على الموت بالقيامة. ويحث الآباء أبناءهم على المثابرة في الصلاة والتوبة ومساعدة المحتاجين، سائلين الله أن يحل السلام في العالم، ولا سيما في وطننا ومنطقة الشرق الأوسط المعذبة".