بعد إغلاق باب الترشيحات إلى الإنتخابات النيابية المقبلة، المقررة في 6 أيار 2018، هناك الكثير من الأمور اللافتة على هذا الصعيد، لا سيما على مستوى إرتفاع عدد المرشحين إلى 976 شخصاً، لكن الأبرز قد يكون هو عدد الذين يتحدرون من عائلات سياسية، بالإضافة إلى وجود آخرين يتنافسون مع أقرباء لهم.
"الأقارب" يتنافسون
في الدورة الإنتخابية الحالية، هناك ظاهرة لافتة متعلقة بالتنافس بين "الأقارب" ضمن لوائح مختلفة، في حين أن بعضهم سيكون ضمن لائحة واحدة.
في هذا السياق، يبرز المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد، الذي قرر نقل ترشيحه من قضاء مرجعيون حاصبيا إلى قضاء النبطية، أي ضمن الدائرة نفسها التي تُعرف باسم "الجنوب الثالثة"، لكنه لم يترك المقعد الذي كان يترشح عنه خارج دائرة العائلة، فكان ترشيح زوجته عبير غالب رمضان ضمن اللائحة نفسها التي أعلن عنها.
حالة التفاهم بين الزوج والزوجة هنا، لا يبدو أنها تنطبق على الأب ونجله بالنسبة إلى النائب السابق وجيه البعريني ونجله وليد البعريني، حيث قرر الأخير الإستمرار في المعركة عن أحد المقاعد السنية في دائرة عكار، رغم ترشح والده في الدائرة نفسها، والأمر يعود إلى الخلاف بين الابن وأعمامه، الذين أصروا على ترشيح شقيقهم ولم يوافقوا على تبني ترشيح نجله، إلا أن هذا الواقع لا ينطبق على دائرة طرابلس- المنية- الضنية، حيث يبرز ترشح كل من النائب الحالي محمد كبارة ونجله عبد الكريم كبارة. ويعود ترشح الأب ونجله إلى رهان الأب على إمكانية تبني نجله من قبل تيار "المستقبل" كبديلاً عنه، كما حصل مع النائب أحمد فتفت، الذي قرر ترشيح نجله سامي بديلاً عنه.
بالإنتقال إلى دائرة بعلبك الهرمل، يظهر في لوائح أسماء المرشحين ترشح كل من الرئيس السابق لمجلس النواب حسيني الحسيني وشقيقه فيصل الحسيني، بعد أن قرر الأخير خوض غمار المعركة الإنتخابية رغم ترشح شقيقه، وهما حكماً لن يكونا ضمن لائحة واحدة.
في دائرة زحلة، يبرز الخلاف داخل عائلة فتوش، حيث يترشح كل من النائب الحالي نقولا فتوش وشقيقه موسى فتوش، لكن مصادر مطلعة أوضحت، عبر "النشرة"، أن هذا الأمر لا يعود إلى خلافات بين الشقيقين، وبالتالي لن يستمر في المعركة إلا واحد منهما، بينما يترشح ميشال فتوش، نجل شقيقهما إيلي، ضمن لائحة منافسة مدعومة من حزب "القوات اللبنانية".
ضمن الدائرة نفسها أيضاً، الواقع نفسه ينطبق على عائلة سكاف، حيث تترشح رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريم سكاف، زوجة النائب السابق إيلي سكاف، بينما يترشح في اللائحة المدعومة من قبل "التيار الوطني الحر" نجل عم زوجها ميشال سكاف، والسبب يعود إلى خلافات عائلية وسياسية بين الجانبين.
بالنسبة إلى دائرة كسروان- جبيل، كان من الممكن أن تفرق الإنتخابات النيابية بين المرشح عن المقعد الماروني في كسروان نعمة افرام وزوج شقيقته النائب الحالي عن قضاء جبيل وليد خوري، لكن في نهاية المطاف انضم كل من افرام وخوري إلى اللائحة المدعومة من "التيار الوطني الحر"، التي يرأسها العميد المتقاعد شامل روكز.
وراثة سياسية
من جهة ثانية، ينتظر العديد من "الورثة"، بعد إنتهاء المعركة الإنتخابية، الفوز بمقاعدهم النيابية أو العودة لها، وعلى الرغم من أن أغلبهم يفضل عدم وصف حالته بـ"الوراثة السياسية"، إلا أن هذا الواقع لا يمكن إنكاره بأي شكل من الأشكال، مع العلم أن علاقة القرابة مع المسؤولين لا تلغي حق المرشحين الجدد في خوض غمار الحياة السياسية.
في هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن بعض هؤلاء سبق لهم أن دخلوا المجلس النيابي في الدورات السابقة، بينما البعض الآخر يطمح إلى دخوله للمرة الأولى في الإنتخابات المقبلة، في الحالة الأولى يبرز كل من: سعد الحريري (نجل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري)، بهية الحريري (شقيقة رفيق الحريري)، ستريدا جعجع (زوجة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع)، سامي الجميل (نجل الرئيس السابق أمين الجميل)، نديم الجميل (نجل الرئيس السابق بشير الجميل)، طلال أرسلان (نجل الوزير السابق مجيد أرسلان)، أسامة سعد (نجل النائب السابق معروف سعد وشقيق النائب السابق مصطفى سعد)، كاظم الخير (نجل النائب السابق صالح الخير)، سامر سعادة (نجل النائب السابق جورج سعادة)، هادي حبيش (نجل الوزير السابق فوزي حبيش)، زياد القادري (نجل النائب السابق كاظم القادري)، هنري الحلو (نجل النائب السابق بيار الحلو)، غسان مخيبر (نجل شقيق النائب السابق ألبير مخيبر)، فارس سعيد (نجل النائب السابق أنطوان سعيد والنائبة السابقة نهاد سعيد)، علي عادل عسيران (نجل الرئيس السابق لمجلس النواب عادل عسيران)، تمام سلام (نجل رئيس الحكومة السابق صائب سلام)، فريد هيكل الخازن (نجل شقيق النائب السابق رشيد الخازن)، آلان عون (نجل شقيقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون)، جيلبيرت زوين (حفيدة النائب السابق جورج زوين ونجلة النائب السابق موريس زوين).
في الحالة الثانية، يبرز اسم كل من جبران باسيل (صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون)، تيمور جنبلاط (نجل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط)، شامل روكز (صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون)، طوني فرنجية (نجل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية)، فيصل كرامي (نجل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي)، ميريم سكاف (زوجة النائب السابق إيلي سكاف)، وليد البعريني (نجل النائب السابق وجيه البعريني)، سامي فتفت (نجل النائب الحالي أحمد فتفت)، نعمة افرام (نجل الوزير السابق جورج افرام)، نزار دلول (نجل الوزير السابق محسن دلول)، علي صبري حمادة (نجل الرئيس السابق لمجلس النواب صبري حمادة)، جو حبيقة (نجل الوزير السابق إيلي حبيقة)، أحمد الأسعد (نجل الرئيس السابق لمجلس النواب كامل الأسعد)، ابراهيم عازار (نجل النائب السابق سليم عازار)، عمر واكيم (نجل النائب السابق نجاح واكيم)، ميشال معوض (نجل الرئيس السابق رينيه معوض والوزيرة السابقة نائلة معوض)، مها معلوف (شقيقة النائب الحالي جوزيف معلوف)، ميشال إيلي فتوش (نجل شقيق النائب الحالي نقولا فتوش)، موسى ميشال فتوش (شقيق النائب الحالي نقولا فتوش)، ميشال سكاف (نجل عم النائب السابق إيلي سكاف)، وليد ميشال المعلولي (نجل نائب رئيس المجلس النيابي السابق ميشال المعلولي)، اميل أدمون رزق (نجل الوزير السابق أدمون رزق)، عبد الرحمن البزري (نجل الوزير السابق نزيه البزري)، فادي عصام أبو جمرة (نجل نائب رئيس الحكومة السابق عصام أبو جمرة)، محمد طارق طلال المرعبي (نجل النائب السابق طلال المرعبي)، ميشيل جبران تويني (نجلة النائب السابق جبران تويني)، كميل شمعون (نجل النائب الحالي دوري شمعون)، أدغار بولس معلوف (نجل شقيق النائب الحالي أدغار فؤاد معلوف)، فيصل الحسيني (شقيق الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني)، عبد الكريم كبارة (نجل النائب الحالي محمد كبارة).
في المحصلة، ينتظر العديد من المرشحين "وراثة" مقاعدهم النيابية في الإنتخابات المقبلة، في حين ستشهد بعض الدوائر منافسة بين "الأقارب"، في حال لم تدفع الإتصالات الفاصلة عن موعد المعركة بعضهم إلى الإنسحاب منها.