أقر مُتابعون مُستقبليّون لمسار العملية الانتخابية في هذه دائرة بيروت الثانية، بأن الصوت التفضيلي في بيروت الثانية تحديداً يُشكّل نُقطة ضعف، نظراً لكون اثنين من المرشّحين السنّة على هذه اللائحة إلى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري لهما ثقل شعبي وسياسي، هما رئيس الحكومة السابق تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق، ما يعني حتمية تنافسهما على المرتبة الثانية بعد رئيس الحكومة".
وأشار المتابعون في حديث إلى "الأخبار" إلى انه "ثمة احتمالان لتفادي هذه المشُكلة، أولاً، تقليص الفارق التفضيلي بين الحريري وباقي المرشحين السنة، وثانياً، تفادي تفرّد أحدهما بالصوت التفضيلي على حساب السنّة الآخرين في اللائحة. ويعُدّ هذان الأمران بِمثابة مخرج تعمل عليه ماكينة التيار الانتخابية، يقود أحدهما إلى توزيع أصوات العائلات بين المرشحين، كأن تذهب أصوات عائلة بكاملها إلى مرشّح، وتجيّر أصوات عائلة ثانية إلى مرشّح آخر. ويقود الأمر الثاني إلى تقسيم أصوات مراكز الاقتراع، أي أن تصبّ كل الأصوات في مركز معين لمصلحة مرشح أو اثنين، مقابل أن تذهب الأصوات التفضيلية في مركز آخر إلى اسم آخر أو اسمين على اللائحة، علماً أن هذه التجربة ستكون محفوفة بمخاطر عدم تقيّد الناخبين بها".
من جهتهم، أكد مقرّبون من رئيس الحكومة أن المقاعد السنّية باستثناء تلك التي يشغلها الحريري والمشنوق وسلام، تخضع للتبديل يومياً، وكشفوا أن رئيس تيار المُستقبل قرر تبنّي زاهر عيدو (نجل النائب الراحل وليد عيدو) على اللائحة بدلاً من أحد المرشّحَين ربيع حسونة (نقيب الصيادلة السابق) أو حسان قباني (رئيس جمعية آل قباني)، خصوصاً أنه لا يريد التفريط برولا الطبش جارودي (من نادي متخرجي المقاصد)، نتيجة تمسّكه بمشاركة العنصر النسائي.
وبعد أن حسم الحريري ترشيح كل من النائب باسم الشاب عن المقعد الإنجيلي، نزيه نجم عن مقعد الروم الأرثوذكس، غازي يوسف عن أحد المقعدين الشيعيين، أشارت أوساطه إلى انه يُعيد النظر بتسمية العميد علي الشاعر عن المقعد الشيعي الثاني، من دون تحديد الأسباب. ورأت هذه الأوساط أن عيدو "سيُشكّل رافعة للائحة المُستقبل، وسيكون بمثابة عنوان غير معلن للمعركة، إذ إن وجود نجلَي شهيدين على نفس اللائحة له رمزية خاصة في العاصمة، التي انتخبت الحريري عام 2005 لكونه ابن رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري".