كشف مصدر لبناني مقرَّب من الرياض لـ"الأخبار" أن وفداً رسمياً سعودياً سيصل إلى بيروت قبل نهاية الأسبوع الحالي، وذلك في مهمة تستكمل مهمة الموفد الملكي السعودي نزار العلولا الذي زار بيروت الأسبوع الماضي ووجه دعوة إلى الحريري لزيارة الرياض، حيث التقى هناك الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان (ثلاث مرات)، ودشّن مرحلة جديدة في العلاقة الحريرية ــ السعودية، ستترجم في مؤتمرات الدعم الدولية للبنان، وأيضاً بطريقة تعامل المملكة مع الملف الداخلي اللبناني في المرحلة المقبلة.
وأوضح المصدر أن "الرياض قد تبادر إلى سحب سفيرها الحالي في بيروت وليد اليعقوب، على أن تعيد الدبلوماسي وليد البخاري، الذي كان قائماً بالأعمال سابقاً في بيروت، ولكن هذه المرة برتبة سفير إلى العاصمة اللبنانية".
وكشف المصدر نفسه أن زيارة الحريري ارتدّت سلباً على بعض من كانوا يسعون لتأليف لوائح تنافس لوائح تيار المستقبل في العاصمة وطرابلس. وقال إن الموفد السعودي الذي سيزور بيروت سيشدد، كما نزار العلولا، على وجوب احتواء حزب الله في المرحلة المقبلة، لا خوض معركة كسر عضم معه، فنكون أمام مرحلة ربط نزاع جديدة، شبيهة بتلك التي أعقبت عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة".
ولفت المصدر نفسه إلى أن الحديث عن أوامر أو توجيهات سعودية لأي فريق لبناني ليس صحيحاً، مؤكدا أنه منذ عودة الحريري من زيارته الأخيرة للرياض، "صار تنسيقه شبه يومي مع السعودية التي تركت له حرية التصرف بما يراه مناسباً، على أن يكون الهدف اليوم وفي المستقبل هو احتواء حزب الله سياسياً وأمنياً، في لبنان وفي الخارج".
ولفت النصدر نفسه إلى ان " الحريري أدرك بعد زيارة الرياض أن المملكة ومعها الإمارات، تنظران إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بوصفه الحليف المسيحي الأول لهما على الساحة اللبنانية، ومن هنا، جرى حثّ رئيس الحكومة على التواصل مع رئيس الحزب سمير جعجع، أخذاً في الاعتبار مصالح الحريري الانتخابية التي تجعله يضع أولوية لحصد أكبر عدد من المقاعد، وليس لإبرام أوسع مروحة من التحالفات، "فإذا كان التحالف في أي من الدوائر، لا يفيد تيار المستقبل، لا لزوم له، خصوصاً أن رئيس الحكومة يسعى للمرة الأولى منذ عام 2005، إلى كتلة نيابية متراصة، ولو أدى ذلك إلى تحرره من بعض أثقال المرحلة الماضية ومن تحالفات واصطفافات لم تعد موجودة إلا نظرياً، ولذلك، يتجه الحريري لخوض المعركة الانتخابية بلوائح مكتملة وتضم في غالبيتها وجوهاً جديدة".