توقفت الساحة الاعلامية والسياسية والشعبية اللبنانية عموماً والسنية والمؤيدة لتيار المستقبل وتوجهات رئيسه الرئيس سعد الحريري "الجديدة" وخصوصاً في الفترة ما بعد زيارته الاولى في تشرين الاول الماضي واحتجازه في الرياض واجباره على الاستقالة وبين الزيارة الثانية اخيراً والتي عاد بعدها ليكرس نفسه "زعيماً" سنياً على طائفته وليعيد الامساك بمفاصل تياره الذي عانى كثيراً من التصدعات خلال تواجده خارج لبنان وقبل ان يعود بتسوية رئاسية وحكومية ستبقى صامدة حتى 6 ايار 2018، امام اعلان الحريري عن مرشحيه كما تابعت الامر قوى 8 آذار وحزب الله وحلفاؤه من منطلق ان هناك مناطق اربعة او خمسة ستكون المواجهة مباشرة بين المستقبل وحزب الله وحركة امل واحزاب 8 آذار. وفي هذا السياق يسجل مصدر حزبي في 8 آذار لـ"الديار"، ان الحريري كان جريئاً في "إجراء" نفضة في عداد المرشحين الى انتخابات العام 2018 وبنسبة تقارب الثلثين فمن اصل 37 مرشحاً تم ترشيح 22 اسماً جديداً على الساحة النيابية رغم ان معظمهم ليس معروفاً اعلامياً على المستوى الوطني لكن لكل منهم "لمسته" في مناطقه وقراه سواء على المستوى الحزبي او العائلي او العشائري او التقديمات المالية والصحية وفي تأكيد على مقولة الحريري الداخلية ان على كل مرشح على لوائح تيار المستقبل ان يمول حملته ومصاريفه. ويقول المصدر ان الحريري لم يتكل في الوجوه الجديدة على الحزبيين فقط بل طعم حملته بوجوه جديدة كانت محسوبة هي او اهلها على 8 آذار وسوريا كوليد البعريني ونزار دلول وطارق المرعبي وفي الامر جرأة كبيرة من الحريري كما استبعد الكثير من الاسماء التي كنا نرى فيها "صقور" المستقبل وهم من النواب والوزراء الذين كان لهم رأي ويد "سياسية" في احداث طرابلس وعرسال وعبرا كالوزير جمال الجراح والرئيس فؤاد السنيورة كما اثر النواب المستبعدون من الترشيحات الحالية على "توجهات" الحريري خلال غيابه في فرنسا قبل التسوية الرئاسية واظهروا "تناقضات" عن خطابه اذ كنا نسمع خطابين من قيادتين مختلفتين وجناحين داخل المستقبل. ويلاحظ وفق المصدر ان الوجوه المستبعدة هي "تركة" الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي شكلت "عبئا" على الحريري الابن من العام 2005 وحتى اليوم.
ويؤكد المصدر ان الملاحظ ايضاَ ان التغييرات الابرز هي في دوائر طرابلس الضنية والمنية وعكار وهنا ستكون معركة الحريري متعددة الاضلع من جهة مع 8 آذار والعلويين وفيصل كرامي ومن جهة ثانية مع تيار اشرف ريفي وخالد الضاهر ومع تيار الرئيس نجيب ميقاتي ولائحته. وفي بعلبك الهرمل وبيروت الثانية وزحلة وصيدا وجزين سيتواجه الحريري مع حزب الله وحركة امل.
في المقابل يؤكد عضو كتلة المستقبل النائب عمار الحوري لـ"الديار"، ان عدم تضمن اسمه في الترشيحات الجديدة تم بالتوافق مع الرئيس الحريري كما تم التشاور مع الاسماء النيابية التي لم ترشح وليس صحيحاً ان في الامر "تصفية حساب" وهو حصيلة نقاشات جرت داخل الكتلة والتيار وكلنا سنبقى جزءً من تيار المستقبل والعمل العام والحزبي سيستمر داخل البرلمان وخارجه. ويشير الحوري الى ان التغييرات وتطعيم المرشحين بوجوه جديدة شبابية ونسائية امر حيوي وجيد ويدل على ان تيار المستقبل تيار حي وعصري ومتجدد ويواكب نبض الناس وكان على القوى السياسية الاخرى ان تحذو حذو المستقبل وليس العكس.
ويؤكد انه غير مطلع على ما يقال ان "النفضة" الحريرية متعلقة بالمناقشات التي اجراها الحريري اخيراً في السعودية.
بدوره يؤكد مصدر حزبي في تيار المستقبل لـ"الديار" ان الورشة الانتخابية كانت محصورة طيلة الاسابيع الماضية بين الرئيس الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري والامين العام للتيار احمد الحريري ومسؤولو الماكينات الانتخابية في المناطق وقد تم اختيار المرشحين "على الورقة والقلم" ووفق حسابات دقيقة تقنية ومناطقية ووفق معايير التغيير والتجدد في المرشحين ولتحفيز الناخبين للتصويت الى تيار المستقبل الذي يزخر بطاقات هامة وشابة وبالكفاءات والاختصاصات المتعددة. ويلفت المصدر الى ان القيادة السعودية لم تمل علينا اي مرشحين ولم تفرض علينا اية تحالفات ولكن نحن متمسكون بثورة الارز وحلفاءنا في 14 آذار وطبعاً لن نتحالف مع حزب الله و8 آذار.