من يريد التعليق على ذكرى 14 اذار يجد نفسه بين خيارين، هل يحتفل بذكرى الولادة ام ذكرى الوفاة؟ بعد 13 عاما لم يبقَ من 14 اذار الا الشعارات. تفرقت صفوف احزابها وانقسم جمهورها الى جماهير، التخوين والاتهام بقتل الحلم سيد الموقف بين قادتها، واليوم في الذكرى الـ13 تشهد مواقع التواصل الإجتماعي ثورة على الثورة من جهة وأسف وندم على اضمحلال الحلم من جهة اخرى.
وفي هذا الاطار كتب الصحافي نديم قطيش "في ١٤ آذار ٢٠١٨ تغير كل شيء ولم يتغير شيئا، لا قيامة للبنان بالغلبة الأسدية او حزب الله وفي المقابل لا غلبة قادرة على منع قيامة لبنان، توازن مرعب بين استحالة الموت والولادة الممنوعة وكأن لبنان ذاك المخاض الذي لا ينتهي". ورأى الصحافي نوفل ضو أنه "بين 14 آذار ٢٠٠٥-٢٠١٨ كثر الآباء بالتبني وغاب الآباء الشرعيون أو غُيبوا، وكثر المستغلون وغاب المناضلون أو غُيبوا، وكثر المساومون وغاب المبدئيون أو غُيبوا، وكثر الوصوليون وغاب المناضلون أو غُيّبوا". ورأى الناشط ميشال خوري أنه "عشية ذكرى ١٤ آذار التي يتغنى البعض بثوابتها ومبادئها لاغراض انتخابية واصوات تفضيلية، كان الأجدى بهم التمسك بجمهور ١٤ آذار الذى ملأ الساحات بدل التلطي خلف تحالفات على القطعة. كان الأجدى ان تحافظوا عليها لا ان تحافظوا على أرشيفها". ولفتت الناشطة عبير الأسعد الى انه "في مثل هذا اليوم قبل 13 عامًا انتفض الشعب اللبناني وزحف نحو ساحات الحرية والسيادة والاستقلال، 14 أذار 2005 كان يومًا تاريخيًا ومشهدًا استثنائيًا تجاوز كل الحسابات وكل الصغائر"، مضيفة: "كثيرون يتحملون مسؤولية مباشرة تجاه اجهاض هذا الحلم، لكننا سنبقى نؤمن باستعادته مهما طال الانتظار"، بدوره راى القيادي السابق في التيار الوطني الحر انطوان الخوري حرب أن "14 اذار هي ذكرى التحرير وزمن وقوفنا في وجه العالم وصراخنا حرية سيادة استقلال".
وعبر الناشط عمر زيدان عن خيبة أمله من إجهاض يوم الانتفاضة قائلا "تخلى عنها قادتها بينما بقيت جماهيرها متمسكة بأهدافها"، وايدته هند في فكرته معتبرة ان "السياسيين باعوا القضية، وخذلونا وخانوا قسَم جبران تويني"، مضيفة: "14 آذار قضية شعب قتلوها بالكراسي". من جهته لفت الناشط سمير حايك إلى ان "الامل مازال موجودا وكنا حيث يجب ان نكون و حيث لا يجرؤ الآخرون ونبقى". وراى طوني روحانا أن "14 اذار هي إنتفاضة في صلب يوميات وأنفاس الناس رفيقة وجدان وقضية، لا ذكرى سنوية ولا شعار انتخاب"، فيما راى طوني رزق أن "14 اذار هو يوم مهّم للبنان ولكن للاسف اصبح من الذكرى وعلى الشعب استعادة هذا اليوم عبر صناديق الاقتراع"، فيما اوضحت الشابة عبير شمعون ان " 14 أذار كانت أول فرصة وأول محاولة للتظاهر والتعبير عن الرأي من داخل حرم المدرسة وملعب المدرسة كان أول مكان تعلمنا فيخ كيف نطالب من خلاله بحقوقنا".
وفي الختام ، لا يختلف اثنان على ان 14 اذار كان يوما مفصليا في تاريخ لبنان، ولكن هناك شبه اجماع على "تبخّر" الحلم الذي رافق هذه الانتفاضة. فهل تعود ذكرى 14 آذار ويعود معها لم شمل من كانوا يوماً في الصف الواحد؟.