اعتبر الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن أنّ "الاحتفالات التي شهدها العالم هذا الشهر وبالتحديد يوم الثامن من آذار بمناسبة يوم المرأة العالمي، يجب أن تكون مصحوبة بحزمة من الإجراءات العملية من جانب صناع القرار التي تخدم حقوق المرأة في العمل اللائق والخدمات الأخرى، صحياً وتعليمياً واقتصادياً وثقافياً، تطبيقاً لاتفاقيات وتوصيات منظمتي العمل الدولية والعربية".
وأوضح غصن في بيان، أنّ "هذه الاحتفالات في كل سنة يجب أن لا تقتصر على الندوات التوعوية والصور المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، والتي لا تزال تتغنى بضرورة دعم المرأة ومشاركتها الفعالة ضمن المجتمع ومساهمتها في العمل إلى جانب الرجل لما لها من تفكير وقدرة على الإنتاج والابتكار، مع دعم الأفكار التي تنبذ العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولا بدّ من قوانين وتشريعات تحقق تلك المطالب، لصالح المرأة في البلدان العربية"، معربا عن تأييده لـ"برنامج منظمة العمل الدولية وتوجهاتها في هذا الشأن والتي تؤكد على أنّ حماية حقوق النساء ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع ضمان ظروف عمل لائقة، والدفع باتجاه قوانين تحمي المرأة من سوء المعاملة والاستغلال والسعي إلى إشراكها في عملية التنمية الاقتصادية".
ودعا إلى "الدفاع عن حقوق بعض النساء، خاصة العاملات المنزليات، بوضع أعمال الرعاية تحت الحماية الكاملة لقانون العمل، بما يتماشى مع معايير العمل الدولية، ومنها مبادئ اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 189 لعام 2011 بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين"، مشددا على أنه "يجب على الحكومات أيضاً وضع نظام شامل للتدريب وتنمية المهارات والاعتراف بها، لضمان قدرة العمال على تلبية الاحتياجات الجديدة في قطاع الرعاية".
ولفت إلى أنّ "النمو الواسع الذي حصل في مجال تعليم المرأة في العالم العربي لم ينعكس نمواً مماثلاً في سوق العمل، رغم أنّ العالم العربي تمكّن من خلال الأهداف الإنمائية للألفية الصادرة عن الأمم المتحدة من رفع نسبة نسبة محو الأمية عند النساء إلى المعدل العالمي البالغ 80% في العام 2015 بعدما كانت 66% في العام 2000، ما يجعلها أقرب إلى النسبة عند الرجال البالغة 88% في العام 2015، كما ازدادت نسبة انخراط المرأة في التعليم ما بعد الثانوي في المنطقة بنسب أعلى من مناطق نامية أخرى، ويتطابق ذلك مع الهدف الإنمائي المستدام الرابع الذي يقرّ بضمان التعليم الجيد المنصف بين الجنسين على كافة المستويات".
وأكد غصن أنه "رغم نسبة التحصيل العلمي المرتفعة عند النساء العرب غير أنّ اختصاصاتهن ترتكز على الفنون والعلوم الإنسانية، وينعكس ذلك في إحصاءات التوظيف التي تظهر أنّ 30% من الوظائف التقنية والمهنية في العالم العربي تشغلها نساء، بالإضافة إلى ذلك تتنافس النساء على عدد محدود من الوظائف ويعانين بالتالي من نسبة بطالة عالية".