لم تعد الأحزاب التقليدية التي كانت تسيطر سابقا على الطوائف قادرة على قمع "الرأي الآخر" في"مجتمعاتها"، وأصبح للناس الجرأةللتعبير عن رفض القرارات التي لا تقنعها وتجدها استفزازية، ولعل المثال الأبرز على هذا الأمر هو رفض المرشح عن المقعد الدرزيفي دائرة بيروت الثانية رجا الزهيري، لمحاولة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي "فرض" أحد مرشحيه من خارج العاصمة على أبنائها.
منذ أسابيع لم يكن الزهيري بوارد الترشّح، بل كان يسعى لإخبار قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بأن دروز بيروت سئموا تهميشهمويريدون من جنبلاط اختيار المرشح الدرزي من بينهم، ولكن لم تلق محاولة الزهيري آذانا صاغية ما دفع عائلات المصيطبة ومحيطهالتكليفه خوض المعركة الانتخابية بإسمهم.
كثيرة هي المشاريع التي يطمح الزهيري لتحقيقها، فالمشاكل التي يعاني منها اللبناني عامة والبيروتي خاصة كثيرة، وأبرزها الهدروسرقة المال العام. وهنا يشير الى أن "أول دخولنا للمجلس النيابي سنطالب باقرار قانون مشابه للقانون المتعلق بجرائم الحربالصادر بعد الطائف، لوقف النزيف المتعلق بالهدر الكبير والفساد وسرقة المال العام، والتفرغ لقوانين الإنماء للتعويض على البيارتةخاصة واللبنانيين عامة المظلومية الكبيرة التي طالتهم طوال السنين الماضية".
واذ يرى الزهيري في حديث لـ"النشرة" أن كرامة بيروت لن تُصان سوى من قبل أبنائها، يشدد على أن عائلات بيروت لن تقبل من الآنوصاعدا ان يهمشها احد، داعيا ألاّ يزايد أحد على أحد بالشهادة، وعدم استغلال الدماء في اللعبة الديمقراطية الانتخابية واستثمارأسماء الشهداء لأجل كسب أصوات انتخابية، مشيرا الى أنه لا يحق لاحد احتكار الشهداء، وما أخذ منا رغما عنا سنستعيده بكفاءة البرامجالانتخابية التي ستحددها الناخبين بدقة".
لن يكون الزهيري وحيدا في معركته، فقد تمكن في الأيام الماضية قبل اقفال باب الترشيحات من نسج لائحة انتخابية عنوانها "كرامةبيروت"، تضم ممثلين عن عائلات بيروتية عريقة، ستكون برئاسة القاضي السابق خالد حمود، وفيها، الى جانب الزهيري المرشح عنالمقعد الدرزي، محمد شاتيلا، محمد خير القاضي، جهاد مطر، خلود الوتار قاسم، داني موسى، وعلي سبيتي عن المقعد الشيعي.
بالمقابل يتوقف الزهيري عند عدد من التجاوزات التي تحصل بسبب الحملات الانتخابية، معتبرا أنها تشكل نوعا من شراء الذمموالأصوات. ويقول: "هناك تجاوزات وقحة لا يمكن السكوت عنها، ولعل أبرزها ما نراه اليوم في بعض مناطق بيروت من توزيع رخص "الفوميه" على بعض المفاتيح الانتخابية، وتجهيز الأرقام المميزة المنوي توزيعها في الأيام القليلة المقبلة، مشيرا الى أن هذا الأمر مخالفةكبيرة ووقحة وتجاوز غير مقبول لا يسكت عنه ان صح، مطالبا وزير الداخلية نهاد المشنوق توضيح هذه المسائل بأسرع وقت ممكن".
أخيرا يؤكد الزهيري أن "مدينة بيروت لأهلها وعائلاتها وابنائها ولن نسمح بسلب قرارها"، مشددا على "مضيّه بالمعركة حتى النهاية،بثقة وثبات وقوة وعزيمة وارادة جنبا الى جنب مع الأصدقاء والأقارب والمخاتير وأبناء بيروت، سنة، شيعة، ومسيحيون ودروز حتىتحقيق الانتصار الذي يلوح لنا بالأفق".