لأنّ أولويّة "تيّار المُستقبل" عشيّة إنتخابات 6 أيّار 2018 إختلفت تمامًا عمّا كانت عليه خلال إنتخابات العام 2009 النيابيّة، وصارت الحفاظ على موقع رئاسة الحُكومة أوّلاً، ولوّ على حساب تفكّك ما كان يُعرف بإسم تحالف قوى "14 آذار"، ستتنافس لائحة "المُستقبل" في دائرة "زحلة" الإنتخابيّة مع لائحة تحالف "القوّات–الكتائب"! فما هي آخر التطوّرات والمعلومات بشأن معركة عروس البقاع الإنتخابيّة؟.
في العام 2009 لعبت إنتخابات قضاء زحلة النيابيّة دورًا حاسمًا آنذاك في إحتفاظ قوى "14 آذار" بالأغلبية النيابيّة بعد خسارة لائحة قوى "8 آذار" بشكل كامل في هذه الدائرة. أمّا اليوم، فقد تبدّلت التحالفات، ليجد كل من حزبي "القوّات اللبنانيّة" و"الكتائب اللبنانيّة" نفسيهما بوجه لائحة تضمّ "تيّار المُستقبل" بالتحالف مع "التيّار الوطني الحُرّ". وكل من هاتين اللائحتين المذكورتين ستتنافسان أيضًا مع لوائح أخرى، أبرزها اللائحة المدعومة من "الثنائي الشيعي" بالتحالف مع الوزير السابق نقولا فتّوش، واللائحة المدعومة من "الكتلة الشعبيّة" برئاسة ميريام سكاف. وبالتالي من المُتوقّع أن تكون المعركة الإنتخابيّة قاسية في دائرة زحلة الإنتخابيّة التي تضم سبعة مقاعد، موزّعة على الكاثوليك (مقعدان) وعلى كل من الموارنة والروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس والشيعة والسنة (مقعد لكل منهم)، علمًا أنّ الحاصل الإنتخابي المُتوقّع في هذه الدائرة سيبلغ نحو 14500 صوت، في حال كانت نسبة التصويتمُشابهة لما كانت عليها في العام 2009، أي 59 % من إجمالي عدد الناخبين. ولا شكّ أنّ هذه النسبة تعني إشتراك نحو مئة ألف ناخب من مختلف الطوائف والمذاهب في المعركة في دائرة زحلة، في ظلّ قُدرة واضحة لكل لائحة من اللوائح الأربع الأساسيّة على تأمين "حاصل إنتخابي" واحد شبه مضمون.
بالنسبة إلى لائحة حزبي "القوّات" و"الكتائب"(1)فهي تنطلق من قاعدة شعبيّة واسعة مُؤيّدة للأوّل، ومن قاعدة شعبيّة لا بأس بها داعمة للثاني، وهي سُتحاول إستمالة جزء من "آل فتوّش" عبرالمرشّح ميشال فتوش، والتعويل على مرشّحها قيصر المعلوف، وذلك للتعويض عن عدم تحالفها مع أي حزب شيعي أو سنّي أو أرمني أساسي، ولعدم تحالفها مع أي من الزعامتين التقليديّتين في المدينة زوجة الراحل إيلي سكاف والنائب نقولا فتّوش.
بالنسبة إلى لائحة تيّاري "المُستقبل" و"الوطني الحُرّ"(2)، فهي تُعوّل على الكتلة السنّية الناخبة الكبيرة، والتي يبلغ عددها 48867 ناخبًا، يُنتظر أن يُصوّت منهم ما لا يقلّ عن 28000 ناخب، علمًا أنّ أغلبيّة هؤلاء الناخبين كانوا حتى الأمس القريب إلى جانب "تيّار المُستقبل"، حيث أنّه في إنتخابات العام 2009، وقبل تبدّل تحالفات "المُستقبل" وظُهور مُعارضة اللواء أشرف ريفي، صوّت ما نسبته 86 % من المُقترعين السنة إلى جانب لائحة قوى "14 آذار" آنذاك. كما تُعوّل هذه اللائحة على أنّ يتمكّن بعض أعضائها مثل ميشال ضاهر الذي كانت له خدمات بالجملة للمُواطنين في السنوات الماضية، ومثل أسعد نكد الذي يعتبر "الزحالنة" أنّه لعب دورًا رئيسًا في جعل الكهرباء في المنطقة على مدار الساعة، من رفع "الحاصل الإنتخابي" في هذه الدائرة التي لا تُعتبر من بين مناطق قُوّة "التيّار الوطني الحُرّ".
بالنسبة إلى لائحة "حزب الله" المُتحالف مع النائب نقولا فتوش، فهي تجمع مرشّح "الحزب" أنور جمعة، إلى النائب فتوش، إضافة إلى النائب السابق خليل الهراوي، وهي تعوّل خُصوصًا على الكتلة الشيعيّة الناخبة التي يبلغ عددها 27537 ناخبًا، علمًا أنّه في إنتخابات العام 2009 بلغت نسبة الإقتراع الشيعي أكثر من 72 %، وهي صوّتت آنذاك إلى جانب لائحة قوى "8 آذار" بنسبة بلغت 94,3 %. وفي حال تكرّرت هذه النسبة في 6 أيّار المُقبل، فهذا يعني إنطلاق لائحة تحالف "الثنائي الشيعي فتّوش" من 18000 صوت مضمونين، أي من "حاصل إنتخابي" ونيّف، يضاف إليهم القُدرة التجييرية الأكيدة للنائب فتّوش، وما يُمكن أن يجمعه باقي المرشّحين على اللائحة أيضًا.
بالنسبة إلى لائحة رئيسة "الكتلة الشعبيّة" ميريام سكاف(3)، فهي تعوّل خُصوصًا على الكتلة الكاثوليكيّة الناخبة(4)، وتلعب على وتر "عاصمة الكثلكة" في لبنان، حيث تطمح أكثر من شخصيّة كاثوليكيّة، ومن بينها السيدة سكاف، لتزعّم الطائفة من الناحية السياسيّة.
وفي الخلاصة، لا شكّ أنّ أصوات الناخبين في دائرة زحلة الإنتخابيّة ستتوزّع على اللوائح الأربع الرئيسة، بحيث يُعتقد أنّ كل لائحة ستنال مقعدًا مضمونًا، لتنحصر المعركة عندها على ثلاثة مقاعد من أصل سبعة، ستحاول كل لائحة كسب أكثر من مقعد إضافي منها، إمّا عبر "حاصل إنتخابي" كامل أو حتى عبر "كسر الحاصل الأعلى"!.
1 أبرز الأعضاء فيها، مُرشّح "القوّات" جورج عقيص عن واحد من مقعدي الروم الكاثوليك إلى جانب المرشّح الكاثوليكي الثاني ميشال إيلي فتوش، ومرشّح "الكتائب" عن المقعد الماروني إيلي ماروني، والمرشّح عن مقعد الروم الأرثوذكس قيصر نعيم رزق المعلوف.
2 أبرز الأعضاء فيها، مرشّح "الوطني الحُرّ" النائب السابق سليم عون عن المقعد الماروني، ومرشّح "المُستقبل" النائب عاصم عراجي عن المقعد السنّي، وميشال ضاهر (كاثوليكي)، وأسعد نكد (روم أرثوذكس)، ونزار دلول (شيعي)، وميشال سكاف (كاثوليكي) وهو ابن عم الوزير الراحل إلياس سكاف.
3 أبرز الأعضاء فيها، ميريام سكاف ونقولا عاموري عن المقعدين الكاثوليكيّين، وبول شربل عن المقعد الماروني، ونقولا سابا عن المقعد الأرثوذكسي.
4 يبلغ عدد الناخبين الكاثوليك في دائرة زحلة 32295 ناخبًا، وهم يُشكّلون 18,72 % من إجمالي الناخبين.