بدأت المعركة الانتخابية في دائرة صيدا–جزين ترتفع "حماوة" مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية والبلديات، التي، ستحسم طبيعة "التحالفات" بين القوى السياسية والمرشحين، حيث لم يعلن بعد كل من "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، الى جانب الدكتور عبد الرحمن البزري و"الجماعة الاسلامية" "كلمة السر"فيها.
"حماوة" المعركة، ترجمت ببدء وضع صور المرشحين والشعارات التي على أساسها سيخوضون المعركة الانتخابية، من عاصمة الجنوب–صيدا، الى عروس الشلال–جزين، وكأن المعركة حاصلة غدا، والمعركتان في المدينتين لا تقلاّن أهمية بالمنافسة وفي الحسابات السياسيّة، ولم يعد ينقصها سوى ابرام التحالفات التي ما زال الغموض يلفّها، رغم انهم حركواماكيناتهم الانتخابية إستعدادا، فخرق هديرها هدوء الاحياء المتناثرة، إذ بعد أسابيع ستدور رحاها على ارض الميدان، وفي الساحات والشوارع بمهرجانات سياسية وخطابات رنانة ونبرة عالية يصل صداها الى عنان السماء.
وتؤكد مصادر سياسية لـ"النشرة"، ان التحالفات بين القوى تقف على "مفترق طريق"، وهي محل أخذ ورد، توافق على عناوين، تمنيات تصل في بعض الاحيان الى حد الشروط، يناور كل طرف فيها لتحقيق مكاسب أكبر، يكون وضعه في"اليوم الانتخابي" في "صناديق الاقتراع" أفضل، فيما الانظار تتجه الى التيارين "الازرق والبرتقالي"، وفق آخر المعلومات تبدو صورة التحالف على محورهما ضبابية، ودونها عقبات ما زالت قيد التذليل والمعالجة لتصل الى خاتمة "النجاح" او "الفشل".
تحالفات التيار
وفي قراءة لمسوّدة التحالفات، يبدو "الوطني الحر"، في خياراته اكثر اتساعا، يسعى الى تحالف مع البزري و"الجماعة الاسلامية" منفردين او متحالفين، هما الخيار الانسب أمامه في الحالتين، وخاصة في حال فشل التوافق مع "المستقبل"، بحيث يجري تشكيل لائحة مع"البزري والدكتور بسام حمود عن المقعدين السنيين في صيدا، النائبين زياد أسود و"أمل ابو زيد" عن المقعدين المارونيين في جزين، سليم الخوري عن المقعد الكاثوليكي، وهو يتمتع بثقل في ساحل جزين ويشكل "همزة وصل" بين صيدا و"عروس الشلال" والأهم انه من أبناء المنطقة المقيمين فيها، ويحظى بدعم المراجع الروحية المسيحية وبتأييد كبير من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها.
وقد المح النائب أسود لذلك بالقول "هناكاحتمالينللتحالففيدائرةصيداجزينهوبالتحالفمعتيار"المستقبل"،والثانيهوالتحالفمع"الجماعةالإسلامية"ورئيسبلديةصيداالسابقعبدالرحمنالبزري،وسنكونفيالخيارالانسبلنا"، معتبرا ان "قانونالإنتخابالحاليفرضعلىالجميعتحالفاتوفقاللمصالحالانتخابية"،مؤكداانه "قبل 24 اذارلايمكنلاحداخذتصورعنلوائحالتيار".
خيارات المستقبل
بالمقابل، فان تيار "المستقبل"اما يبرم تحالفا مع التيار "البرتقالي" والموافقة على شروطه في اختيار مرشحي المقاعد الثلاثة المسيحيّة، او سيكون مضطرا الى خوض الانتخابات في لائحة "مستقلة" ستضم المرشحين عنه "النائب بهية الحريري والمحامي حسن شمس الدين" عن المقعدين السنيين في صيدا، اضافة الى روبير خوري عن المقعد الكاثوليك في جزين او وليد مزهر، (بعد استبعاد التحالف مع "القوات اللبنانية" عبر مرشحها عن ذات المقعد عجاج حداد)، على ان يجري التحالف مع مرشح ماروني ربما يكون ايلي رزق أو غيره من المرشحين الموارنة.
البزري والحماسة
وبين التيارين "البرتقالي والازرق"، يمضي الدكتور البزري في مروحة اتصالاته في مختلف الاتجاهات، وقد جاءت زيارة ممثلي "التيار الوطني الحر" في جزّين، أسود وأبو زيد، يرافقهما منسق أقضية الجنوب في التيار ماهر باسيلا، خلال الساعات الماضية لترفع رصيد التحالف معه قبل الحسم النهائي، وسط ارتياح نظرا لما يتمتّع به من إرث سياسي وعائلي ويعتبر شخصية سنيّة "منفتحة" ذات ثقة وحضور في الوسط المسيحي.
وترى أوساط صيداوية، ان ترشح البزري للانتخابات النيابية ارخى بموجة من "الايجابية"، حيث جاء من خارج التقليد السائد في "الاحادية" التي اعتمدها تيار "المستقبل" في الدورة النيابية الحالية والتي استمرّت تسع سنوات من خلال نائبي المدينة فؤاد السنيورة وبهية الحريري، او "الثنائية" التي سادت قبلا في الدورة النبابية السابقة بين الحريري والامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، وجاء الترشح ليضخ دماء جديدة من خلال الرغبة في التغيير وهو ما يدفع الصيداويين الى الحماسة في الاقتراع بعد مرحلة من "الاستنكاف".
الجماعة واهدافها
بينما "الجماعة الاسلامية" تعتبر التحالف مع "الوطني الحر" او البزري وربما في "حلف ثلاثي"تأكيدا لمعادلة قوّة حضورها علىالساحة الصيداوية بعد انفصالها عن تيار "المستقبل"، الذي خاضت معه كل المعارك الانتخابية: النيابيةوالبلدية منذ عقود من الزمن، بغض النظر عن النتائج المرجوة، وهي في حال تحالفت مع "الوطني الحر" فانها تريد ان ترفع "صبغة التشدد" عنها وتفتح صفحة تعاون مع العهد الجديد.
سعد-عازار
وسط كل الحسابات، والغموض في التحالفات، يمضي تحالف الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد (المرشح عن احد المقعدين السنيين في صيدا) وابراهيم عازار (المرشح عن المقعد الماروني في جزين) قدما في ترسيخ التحالف بينهما، بانتظار حسم خيارهما في اختيار المرشح الكاثوليكي ويتردد اسم يوسف السكاف، على أن يعلن ذلك رسميا في مهرجان انتخابي مشترك في وقت قريب.
بورصة الترشيحات
يذكر ان بورصة الترشيحات في وزارة الداخلية والبلديات، استقرّت على 976 مرشحاً من بينهم 111 إمرأة، بعد اقفال باب تقديم طلبات الترشيح رسميا، وقد بلغ عدد المرشحينفي دائرة الجنوب الأولى (صيدا-جزين) 27 مرشحا، سيتنافسون على خمسة مقاعد نيابية: 2 للسنّة، 2 للموارنة، 1للروم الكاثوليك، عن المقعد السني:بهية بهاء الدين الحريري، أسامة سعد المصري، عبد الرحمن نزيه البزري، بسام إبراهيم حمود، علي صادق الشيخ عمار، حسن محمد سليم شمس الدين، عبدالقادر نزيه البساط، عبدالله علي البعاصيري، سمير محمد البزري وماهر عفيف الرشيدي، المقعد الماروني:أمين أدمون رزق، إيلي عيسى رزق، زياد ميشال أسود، صلاح نقولا جبران، انجال بشارة الخوند، أمل حكمت أبوزيد، إبراهيم سمير عازار، جوزيف الياس نهرا والمقعد الكاثوليكي:سليم أنطوان خوري، جوزيف ميلاد يوسف متري، روبير الياس الخوري، وليد إبراهيم مزهر، اميل نقولا إسكندر، عجاج جرجي حداد، جاد عصام صوايا، ريمون مخايل نمور ويوسف حنا بشارة السكاف.
أعداد ومقارنة
ويبلغ عدد الناخبين في الدائرة: (120898)
المسلمون: (72054): سنة (52343)، شيعة (19058) ودروز (616).
المسيحيون: (48329): موارنة (34766)، كاثوليك (10105) وأرثوذكس (1740).
صيدا: (61676): سُنّة (50900)، شيعة (6672)، كاثوليك (1578)، موارنة (1323) وأرثوذكس (303).
جزين: (59222): موارنة (33443)، شيعة (12413)، كاثوليك (8527)، سُنّة (1443) ودروز (578).
خلال الانتخابات الماضية في العام 2009، بلغ عدد الناخبين في مدينة صيدا (53859) اقترع منهم (36800) أي ما نسبته 68.33%.
وفي الانتخابات البلدية التي جرت في العام 2016 بلغ عدد الناخبين (60610) اقترع منهم (27018) أي ما نسبته 44.58%.
أما في قضاء جزين فقد بلغ عدد الناخبين في العام 2009، (54188) اقترع منهم (29225) أي ما نسبته 54%.
أما في الانتخابات النيابية الفرعية التي جرت في العام 2016، فقد بلغ عدد الناخبين (58349) اقترع منهم (27400) أي ما نسبته 46.09%.