اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن سيطرة الأتراك على مدينة عفرين كما الجيش السوري على القسم الأكبر من الغوطة الشرقية، "لا يشكلان تطورا استراتيجيا في الحرب السورية، بل جزءا من المعارك المستمرة خاصة وان وضع الجنوب السوري لا يزال على ما هو عليه، اضافة الى وضع ادلب والكثير من المناطق الأخرى التي لا تزال المعارضة تسيطر عليها"، لافتا الى ان "الأنظار يجب ان تتركز بشكل رئيسي على التطورات الحاصلة في واشنطن والتغييرات التي يقوم بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الادارة الأميركية بحيث أن الحكومة الحالية باتت أشبه بحكومة حرب مع كل الوزراء المتشددين الذين يتم تعيينهم".
وأشار طبارة في حديث لـ"النشرة" الى ان "الرؤية الاميركية بخصوص سوريا باتت واضحة لجهة رفض واشنطن التوصل الى تسوية سياسية في سوريا بالتعاون مع ايران"، موضحا ان "كل ما تسعى اليه الادارة الاميركية حاليا هو تحييد طهران، لتنسق بوقت لاحق مع القوى السنية في المنطقة وأبرزها السعودية ومصر للتوصل حينها الى تسوية تضع حدا للأزمة السورية المستمرة منذ العام 2011".
طبول المعركة تُقرع؟
واعتبر طبارة ان "طبول معركة أميركية محدودة تُقرع في سوريا"، لافتا الى ان "اسقاط طائرة السوخوي الروسية واستهداف قاعدة حميميم في الفترة الماضية تم بأسلحة متطورة ونوعية لم تستخدم الا لمرة واحدة، ما يُضعف فرضية أن تكون فصائل المعارضة هي التي تمتلكها، وهو ما دفع الروس الى اتهام واشنطن بهذه العمليات". وقال:"أرادت واشنطن من خلال هذه العمليات أن تقول بوضوح للروس انها قادرة على اغراقهم في الوحول السوريّة تماما كما فعلت في أفغانستان".
وتحدث طبارة عن محورين تعمل عليهما واشنطن في سوريا، محور المواجهة مع الروس ومحور المواجهة مع الايرانيين والنظام السوري.
استقرار لا ازدهار
واستبعد طبارة تماما أن تنعكس التطورات الحاصلة في المنطقة على الوضع في لبنان او على الانتخابات النيابية، لافتا الى ان الغطاء الامني والسياسي الذي ظلّل البلاد طوال المرحلة الماضية لا يزال مستمرا من منطلق ان لا مصلحة لأي من القوى الفاعلة باستهداف الستاتيكو القائم. واضاف:"وقد بدا ذلك جليا خلال حادثة رئيس الحكومة سعد الحريري في الرياض بحيث تم استيعاب الموضوع بعد تحرك اميركي–فرنسي خلال 24 ساعة".
وأوضح طبارة ان تمسك القوى الفاعلة بالاستقرار الامني والسياسي لا يعني سعيها لازدهار لبنان، مستبعدا تماما ان تكون واشنطن تتدخل في الانتخابات النيابية في دائرة بعلبك–الهرمل كما يتهمها حزب الله.
روما 2 والوعود
وردا على سؤال، اعتبر طبارة ان "أحدا لم يكن يتوقع أن يخرج مؤتمر روما 2 بأكثر مما خرج به، وان كانت نتائجه انحصرت بالوعود"، لافتا الى انّه "كان هناك أمل ضئيل أن تفرج السعودية عن المليارات التي كانت قد جمدتها لدعم الجيش، الا ان ذلك لم يحصل". وأضاف:"لعل مؤتمر بروكسيل المخصص لدعم اللاجئين سيكون منتجا أكثر، انطلاقا من حرص اوروبا على بقاء هؤلاء اللاجئين في البلدان التي يتواجدون فيها وعدم توجههم الى دولها".
وعن مؤتمر باريس 4 المرتقب، قال طبارة:"في حال كان هناك هبات تقدم للبنان من السعودية ودول الخليج عندها يمكن القول ان المؤتمر نجح، أما ان ينحصر بمزيد من الديون، فذلك لا شك لن يعني نجاحه".