لفتت معلومات لصحيفة "الشرق الاوسط" ان المصالح الانتخابية لدى القوى والأحزاب اللبنانية طغت على تحالفاتها السياسية الكبرى، وإذا كانت تلك المصالح فرّقت صفوف قوى "14 آذار" مبكرا، فإن الخلافات بدأت تعصف بصفوف أحزاب "8 آذار"، التي يقودها حزب الله، العاجزة حتى الآن عن بلورة تحالفات انتخابية وتشكيل لوائحها في معظم الدوائر المختلطة، رغم اقتراب نفاد مهلة تقديم اللوائح إلى وزارة الداخلية في 26 آذار الحالي.
ورأت المعلومات انه إذا كان الثنائي الشيعي؛ حركة أمل وحزب الله، حسم تحالفه وسمّى مرشحيه في كلّ الدوائر، فإن الأحزاب والشخصيات الحليفة المتحالفة استراتيجياً مع حزب الله والمقرّبة من النظام السوري، ما زالت تتخبّط في عملية تركيب لوائحها في عدد من الدوائر الأساسية مثل عكار وطرابلس والشوف وعالية والبقاع الغربي والأوسط، وبيروت الثانية، ما دام صراعها على مقعد نيابي في هذه الدائرة وآخر في تلك، بات يتقدّم على التحالف السياسي الاستراتيجي، أقله في هذه المرحلة.
وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو في تصريح لـ"الشرق الأوسط" ، أن "الصورة ليست سوداوية إلى هذا الحدّ لدى قوى 8 آذار كما يتم تصويرها"، ورأى أن "الأزمة بين هذه القوى ليست نافرة إلى هذا الحدّ، إنما عادية جداً قياساً على قانون انتخابي معقّد، وفيه تطاحن على الصوت التفضيلي". معتبرا ان "هناك مصالح انتخابية وصراعا على الأصوات التفضيلية تتحكّم بتأليف اللوائح، لكن ذلك لا ينسف الثوابت السياسية لفريقنا".لافتا الى ان "في عكار اقتربنا من إعلان لائحة 8 آذار، وقطعنا شوطاً كبيراً في التفاهم مع التيار الوطني الحر على خوض الانتخابات ضمن لائحة واحدة، وهذا الأمر ينسحب على دائرة الشوف – عالية"، مشدداً على "سعي هذا الفريق ليكون مع "التيار" في كلّ الدوائر.
وتطرح التساؤلات عن أسباب تريث الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الوزير طلال أرسلان، في التحالف مع قوى من الخطّ السياسي نفسه، مثل الوزير السابق وئام وهّاب والحزب القومي في عالية. ويعزو النائب فادي الأعور ذلك التردد إلى "قانون الانتخاب الجديد والعقد الذي يدفع إلى سعي كل القوى لإثبات وجودها وحجمها السياسي والتمثيلي"، عادّاً في حديث لـ"الشرق الأوسط"، أن "التنافر بين حلفاء الصفّ الواحد في الانتخابات مسألة طبيعية". ورأى أن "المعضلة تكمن في قانون تحوّل من إنجاز إلى مشكلة". وأضاف ان "كل دائرة يجري مقاربة التحالف فيها على حسابات المقاعد، وكلّ فريق يحاول تحسين نقاطه للحصول على أكبر عدد من المقترعين، وكيف تعطى الأصوات التفضيلية لمرشحي اللوائح".
النائب فادي الأعور، قدّم أسباباً موجبة لتلك الخلافات، محمّلاً القانون الجديد مسؤوليتها، وقال إن "هذا القانون حوّل الأصدقاء إلى أعداء"، عادّاً أنه قانون "غير مثالي رغم أن فريقنا قاتل للوصول إليه"، لكنه لفت إلى أنه "لا إشكالية سياسية بين مكونات 8 آذار، بل إشكالية انتخابية، محورها كيف ستتعاطى القوى في الدوائر المشتركة، وكيف توزّع أصواتها".